08 ديسمبر, 2016 - 10:20:00 ستضع الإدارة القادمة لترامب قوة سياسية غير مسبوقة في أيدي الجنرالات العسكريين، وكان الدستور الأمريكي الصادر في العام 1789، القانون الأساسي للبلاد، يضمن الرقابة المدنية على الجيش الأمريكي، وكان يؤكد أن قوانين الكونغرس المدنية هي الوحيدة التى من حقها إعلان الحرب، وأن الرئيس المدني هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. وفي السنوات الأخيرة، قوضت هذه القوانين من قبل الرؤساء واحدًا تلو الآخر عن طريق إرسال القوات العسكرية للمشاركة في الصراعات المسلحة أو لخلقها دون إعلان الحرب .. ولكن زادت هذه الوتيرة بعد اختيار ترامب لعدد كبير من الجنرالات السابقين لوظائف عالية في الدولة. وعلى سبيل المثال، اختار ترامب الجنرال ماتيس الذي يطلق عليه اسم "الكلب المجنون" لمنصب وزير الدفاع، وهو المنصب الذي يشغله دومًا مدني للإشراف على الجيش .. ويعرف ماتيس بكراهيته الكبيرة للحكومة الإيرانية ولعب دورًا رئيسيًا في غزو العراق من قبل الجيش الأمريكي، وفي الاعتداء على إحدى المدن، والذي تسبب بخسائر كبيرة في الأرواح البشرية، وقال إنه "يستمتع بإطلاق النيران على الأشخاص". ويحظر على الشخص المتقاعد حديثًا من الجيش مثل ماتيس العمل في وظائف مدنية، والتي تتضمن الإشراف على الجيش، بموجب القانون الأمريكي .. ويعتبر فريق ترامب حريصًا على جعل الجيش تحت سيطرته حيث إنهم كانوا سيحتاجون قانونًا لجعله وزيرًا للدفاع. وفي الولاياتالمتحدة، يعتبر وزير الدفاع مسؤولًا عن السياسة الخارجية للدولة، ومنها العلاقات مع الصينوروسيا .. ويتم أيضًا وضع الجنرالات في الاعتبار لهذا المنصب، ومنهم الجنرالات المسجلين بمواقفهم بالنصح باتخاذ موقف عسكري أكبر تجاه روسياوالصين. "مستشار الأمن القومي" .. منصب يجب أن يتولاه مدنيًا، وهو أعلى منصب في البيت الأبيض يقوم بالتنسيق مع الجيش والشؤون الخارجية، ووقع اختيار ترامب لهذا المنصب على الجنرال فلين، والذي سُرِّح من البنتاجون من قبل. وهناك أيضًا عدد من الشخصيات العسكرية الذين عينهم ترامب أو قيد النظر لمناصب حكومية عليا ومنهم: – وزير الخارجية المحتمل .. الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، والذي خدم كقائد في العراقوأفغانستان وهو أيضًا المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية. – رئيس الأمن الداخلي الأمريكي .. وضع ترامب الجنرال المتقاعد جون إف كيلي في الاعتبار لهذا المنصب. – مدير الاستخبارات الوطنية، والذي ينسق بين جميع أجزاء نظام المخابرات الأمريكية، وضع تارمب الأدميرال مايكل روجرز، وهو الرئيس الحالي لوكالة الأمن القومي تحت الميكروسكوب. تعتبر هذه المناصب إضافة إلى العديد من المعينين لوظائف مدنية أخرى، نتيجة 25 عاما من عسكرة الحكومة الأمريكية، ومنها 25 عاما من العدوان الحربي ضد دول مثل أفغانستانوالعراق وليبيا، إضافة إلى تسليح قوات الشرطة الأمريكية بأسلحة حربية وعسكرية. ويختار ترامب إلى جانب الشخصيات العسكرية، مليارديرًا تلو الآخر لمناصب في رئاسة الوزراء، بعضهم على صلة بشركات ساعدت في الأزمة الاقتصادية التي حدثت في العام 2008. وما يثير القلق هو أن عددًا كبيرًا من الصحف الأمريكية مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، وعددًا من الشخصيات الأساسية في الأحزاب السياسية الأمريكية، أشادوا باختيار "ماتيس" وصمتوا في مواجهة التشكيل القادم للإدارة، والتي تتكون من جنرالات ومليارديرات. وتتشكل الإدارة الرئاسية في الوقت الذي يكتمل فيه التحالف بين المطلعين من واشنطن والعاصمة المالية "وال ستريت"، والمجمع العسكري الأمني. وتعتبر هذه الاختيارات للوزراة كتحذير بوجود تحضير لكم أكبر من الهجمات على الحقوق المدنية والاقتصادية للعمال الأمريكيين، وعسكرة وهجمات عسكرية في الخارج. المصدر : كونتر بانش الترجمة: موقع التقرير