10 أكتوبر, 2016 - 08:29:00 قال مصطفى اليحياوي، أستاذ الجغرافية السياسية والسوسيولوجيا الانتخابية، بكلية الاداب والعلوم الانسانية بالمحمدية، إن المزاج الانتخابي للمغاربة تغير بشكل كبير منذ انتخابات 2011 التشريعية، ومع هذا التغير تعرضت الهندسة الانتخابية لرجة كبيرة، مؤكدا أن السلطة أدركت مبكرا أن الحد من الخسائر التي أحدثها هذا التحول لا يكمن في التزوير، لهذا اتجهت إلى تخفيض العتبة إلى 3 في المائة، وتعبئة الأعيان للترشح باسم حزب معين، واستعمال شبكات العلاقات والنقابات لاحتواء تغير السلوك الانتخابي الذي يتجه نحو خلخلة الاعراف المخزنية التي لازالت تهدد الانتقال الديمقراطي بالمغرب، على حد قوله. وأضاف اليحياوي أنه في انتخابات 7 أكتوبر دخل المواطن المغربي في علاقة مشاحنة مع السلطة، لذلك "لاحظنا أنه كلما زادت الكثافة السكانية زادت عمليات التصويت الانتقامي ضد السلطة وحزبها لصالح العدالة والتنميةّ"، مضيفا بأن "البيجيدي" "لازال محتضننا في مناطق ذات حساسية سياسية عالية كالقنيطرة وفاس، والدار البيضاء، ومراكش"، موضحا أن تفوق "البيجيدي" لا يمكن مجابهته بأساليب تقليدية، لأنه تجاوز أعراف القبيلة، كما أن "البيجيدي"، حسب اليحياوي، أدرك بشكل ذكي مخاطر تخفيض العتبة فدخل إلى دوائر جديدة لم يكن يغطيها في السابق وعمد إلى اختراق العالم القروي. وأفاد نفس المتحدث أن الأعيان لم ينجحوا في انتخابات 2011 التشريعية وانتخابات 2015 الجهوية، لكنهم عادوا بقوة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، مضيفا أنه بالرغم من آليات الضبط السياسي والتقطيع الانتخابي الغير عادي، فإن العديد من المدن انفلتت، مشددا على أن الحملة الانتخابية لم يكن لها أثر يذكر على عملية الاقتراع، لأن الناخب حسم أمره قبل بدء الحملة الانتخابية. وأكد اليحياوي أن السياق الاجتماعي لحركة 20 فبراير لا زال قائما، وأن نتائج اقتراع 7 أكتوبر أفرزت ثلاثة أنواع من السلوكات الانتخابية، سلوك لا عقلاني نتج عن غياب القاعدة التعاقدية، وسلوك عقلاني صاحبه ينأى بنفسه عن إغراءات اللحظة الانتخابية، وسلوك آخر غاضب من أجواء التنافس الانتخابي ولا يشعر بضرورة المشاركة السياسية في الانتخابات, لكن، رغم ذلك يضيف اليحياوي، كان هناك شيوع للتصويت المفيد أكثر من غيره في هذه الانتخابات.