في أول تعليق له حول نتائج الانتخابات التشريعية ل7 أكتوبر، قام أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، مصطفى اليحياوي، بتحليل حول هذا الاستحقاق، خص به جريدة "العمق"، حيث اعتبر خلاله أن خمس خاصيات ميزت هذا الاقتراع. وقال اليحياوي، إن هذه الانتخابات عرفت شيوع التصويت المفيد أكثر من غيره، وتراجع نسبة المشاركة بالمقارنة، من انتخابات 2011 وانتخابات 2015. وسجل أستاذ الجغرافيا السياسية أن ما ميز أيضا هذه الانتخابات، هو التحول المتسارع نحو قطبية حادة يستحوذ فيها الحزب الأول (العدالة والتنمية) والثاني (الأصالة والمعاصرة) على 57% من عدد المقاعد وعلى ما يناهز 66% من الأصوات الصحيحة. وفي الخاصية الرابعة أشار اليحياوي إلى بروز واضح، لظاهرة تقلب المزاج الانتخابي (volatilité électorale) لدى جزء يسير من الكتلة الانتخابية بالمقارنة مع انتخابات 2011 و2015. واعتبر أن الخاصية الخامسة التي ميزت هذه الانتخابات، هي عدم مطاوعة اختيارات الناخب للاستباقية التقنية التي وقفت وراء تخفيض العتبة إلى 3% على مستوى الدوائر المحلية، حيث البلقنة تراجعت من 18 حزبا ممثلا في مجلس النواب السابق إلى 11 حزبا. وأضاف اليحياوي أنه خلال تشريعيات 7 أكتوبر، انتعشت علاقات اجتماعية في الظرفية الانتخابية أدت إلى ظهور على الأقل ثلاثة أنواع من السلوكات الانتخابية. 1- السلوك اللاعقلاني الموجب لاختيار آخر دقيقة وهو مرتبط بتقييم مصلحي مؤقت للمحفزات المادية التي يمكنها أن تبرر القبول بعرض دون غيره من العروض الانتخابية للمرشحين. 2- السلوك العقلاني الذي ينزاح عن ضغط سياق الحملة، وينأى صاحبه بنفسه عن إغراءات اللحظة، فيتجه إلى حسم اختياره يوم الاقتراع عبر استحضار معلومات من الأزمنة وعلاقات نفسية واجتماعية خارج زمن الحملة والبرامج الانتخابية. 3- سلوك غاضب من أجواء الصراعات "العنيفة" و"المتوترة" التي صاحبت التنافس الانتخابي ومن خيبة الأمل في جدوى اختياراته السياسية ومشاركته الانتخابية. ويرى أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية أن هذه السلوكات الثلاثة في اعتقاده، جزء من التفسير السوسيولوجي للخاصيات الخمس التي ميزت اقتراع 7 أكتوبر.