– طنجة 01 أكتوبر, 2016 - 10:01:00 "الأستاذ محمد الفارسي، وكيل اللائحة لن يتمكن من المشاركة معنا في جولتنا اليوم في 'طنجة البالية'.. وضعه الصحي لا يسمح بذلك، لكن على الرغم من عددنا القليل سنحاول الوصول إلى أكبر عدد من سكان هذه المنطقة"، بهذه العبارات تفاعلت إيمان الحوزي، أصغر مرشحة في لائحة "فديرالية اليسار الديمقراطي" بدائرة "طنجة - أصيلة"، مع خبر تعذر التحاق الفارسي برفاقه، في آخر لحظة، بسبب المرض، لتنطلق بعدها جولة "الرسالة" في محاولة لشرح تصور "الخط الثالث" لسكان الحي البسطاء، ومحاولة إقناعهم أن معهم "مغرب آخر ممكن". الشمس تقارب على المغيب ب"طنجة البالية"، بينما كراسي المقاهي المتواجدة أينما وليت وجهك، امتلأت بروادها، الذين صاروا - خلال هذه الأيام - يشغلون أوقاتهم بمشاهدة الحملات الانتخابية والتدقيق في صور المرشحين على المطبوعات الخاصة بالأحزاب السياسة. يقول محمد، أحد شباب الحي العاطل عن العمل، "من الأحسن أن نقرأ كذب هؤلاء الذين يزورون هذا الخزان الانتخابي كل خمس سنوات على أن نمارس النميمة"، يضيف هذا الأخير وهو يمسك بمطبوع لأحد الأحزاب: "حصلت على دبلوم جامعي وآخر مهني ومنذ سنتين وأمي تنتظر أن أحصل على عمل حتى تكتمل فرحتها .. لكن قدرنا في هذا البلد هو ألا تكتمل فرحتنا حتى ندفن في القبر". يوضح محمد أنه على الرغم من عدم معرفته عن قرب بزعيمة "الرسالة"، نبيلة منيب، لكنه يعتقد أنها "امرأة قوية وصادقة ولا تعاني من الجوع كما يعاني منه هؤلاء اللصوص .. هذا ما تحس به عند مشاهدتك لفديوهاتها على موقع اليوتيوب"، ليستطرد قائلا : "آمل أن تفي الدكتورة بوعودها في حال فوزها، لأن الشعب مل من الكذب وبيع الأوهام". بعض من الوجوه التي خرجت في مسيرات "حركة 20 فبراير"، التي طالبت بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، حاضرة اليوم في "طنجة البالية"، لتشرح للمواطنين، هنا، ما يصفونه ب"فضائح السياسة الحكومية" المتمثلة في "الاختيارات اللاشعبية" و"الاصطفاف إلى جانب اقتصاد الريع"، بالإضافة إلى "عدم قيامها بإجراءات لفائدة الطبقة المسحوقة التي تشكل عددا كبيرا من الناخبين الذين سيعتمد عليهم حزب العدالة والتنمية حتى يتمكن من الفوز بولاية ثانية"، هذا ما أكده عبد الله الزيدي، منسق "فيدرالية اليسار الديمقراطي" بدائرة "طنجةأصيلة"، في حديث لموقع "لكم"، مشيرا في نفس الوقت إلى أنهم يحاولون تبسيط برنامجهم للمواطنين في الأحياء الشعبية، كون "السياسات الحالية وكذا تلك التي سبقتها لم تكن في صالحهم". ويرى ذات المتحدث أنه اعتمادا على الرصيد النضالي لمكونات "الفيدرالية" ومواقفها المنحازة للشعب، بإمكانهم إقناع المغاربة بأنهم يشكلون "الخط الثالث" الذي سيعمل ما بوسعه أن ينقذ ما يمكن إنقاذه. عبد الله الزيدي، الذي كان يتقدم مجموعة من المتطوعين - لا يتجاوز عددهم عشر أشخاص - مقارنة مع حملة حزب "الأصالة والمعاصرة"، التي تزامنت مع جولتهم، لم يخفي تعرضهم ل"التحرش" من طرف محسوبين على جهات معينة لم يذكرها بالاسم، موضحا أنهم ينظمون حملاتهم الانتخابية بطرق "معقولة" و"ديمقراطية"، لكنهم تفاجؤوا في عدد من الأحياء بتشويش بعض الشباب "الذين يفهم من العبارات التي يستعملونها أنهم ليست لديهم أية معرفة بمجال السياسة"، وهو الشيء الذي "نحاول تجاهله"، يقول الزيدي. جمال العسري، عن "اليسار الاشتراكي الموحد"، يقول إن "الميكافون" الذي علا صوته في مسيرات "حركة 20 فبراير"، يعود إلى منطقة "طنجة البالية" وأحياء أخرى، و"الرسالة" لازالت متشبثة بتحقيق "الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية" للمواطن المغربي الذي "لازال يعاني من القرارات اللا شعبية". يصيح العسري قائلا : "واش وفرت هاذ الحكومة ذاك الشي لي محتجاه هاد البلاد..قولوا لي يا المغاربة"، مضيفا بصوت يعبر عن حسرته : "لي كيهمنا هو التعليم والصحة ديالنا وديال وليداتنا .. وهنا فمنطقة السانية كاين إعدادية وحدة والوليدات كيقراو في أقسام كيفوق عدد التلاميذ فيها الخمسين، في الوقت اللي المسؤولين الكبار كيقريو ولادهم في أحسن المدارس". يتابع العسري بصوت "خال من لغة الخشب" مستعملا "الميكافون"، ليلفت انتباه عدد من المارة وكذا الجالسين بالمقاهي، "مللي المغرب خدا الاستقلال والكبار كينهبوا خيرات الشعب.. كيحكرونا وكيقمعونا..وحنا كمواطنين كا نطالبوا بأبسط الأشياء: مدرسة فين يقراو ولادنا ومستشفى فين نتعالجوا بكرامة"، ليستطرد قائلا: "خاصني نحس براسي مواطن ماشي واحد من الرعايا.. لي ديما خايفين.. خاصني ندخل للإدارة ويستقبلوني كمواطن بكرامتو ماشي بحال شي بهيمة ولي جا يمسح فيا رجليه ويطلبوا منو يعطي الرشوة من الفوق".