أكد عمر الزيدي أن تأسيس حزب اليسار الأخضر لا يعتبر انشقاقا عن حزب اليسار الاشتراكي الموحد، بقدر ما هو انعكاس لاختلاف في التدبير الحزبي، وأنه تجسيد لطموح يبغي التجديد وتغيير عقلية العمل السياسي التقليدية. وركز الزيدي على رفضه للأساليب الشعاراتية ولكل تأويل للمبادرة الجديدة، مؤكدا على إمكانية الالتقاء، داخل الحزب الاشتراكي الموحد، على المستوى السياسي والاختلاف حول مسارات أخرى. وفي تفسيره لحيثيات المشروع الحزبي الجديد، أوضح الزيدي، في حديثه ل«المساء»، أن خطوة تأسيس حزب اليسار الأخضر جاءت في سياق تغيير آلية الاشتغال نحو القطع مع الاحتكار التنظيمي والقطع مع أن يكون الحزب ملجأ المناضلين، مؤكدا أن الحزب ينبغي أن يتفاعل مع القواعد وأن يكون أداة في أيدي الناس. وفي حديثه عن القيم الإيديولوجية التي تغذي هذا الطموح الحزبي، قال الزيدي إن عمل الحزب سينخرط في إطار المفهوم العميق للبعد الإيكولوجي، باعتباره ينسجم، في أصله، مع قيم حقوق الإنسان العالمية والتنمية المستديمة ومحاربة الإمبريالية. وجوابا عن سؤال حول مدى وحدود العمل السياسي من داخل منظومة إيديولوجية يهيمن عليها الحس الطبيعي الإيكولوجي، وضح الزيدي أن السياسة والإيكولوجيا مرتبطتان، ولا تنفي إحداهما الأخرى، مشيرا إلى أن هذا الارتباط هو أصل مفهوم التنمية المستديمة من حيث كون الأخيرة لا تمس الجانب الاقتصادي فحسب. أما الرغبة التي تحدو المناضلين في المشروع الجديد فهي العمل على تغيير أسلوب الممارسة السياسية. إلا أن المتحدث ذكر أن ربح الرهان لن يكون بالسهل، بل إنه يتوقع أن يواجه مشروعه الكثير من العراقيل التي ينبغي تجاوزها، ولاسيما على مستوى تغيير العقليات، وهو الأمر الذي يتطلب الكثير من الاجتهاد. وعن الآليات الجديدة التي ينوي حزب اليسار الأخضر اللجوء إليها لتطوير عمله كشف الزيدي على بعد التدبير الفيدرالي انطلاقا من العمل المحلي، كما أوضح أن الحزب سيعمل على آلية تكوين الأطر والاشتغال على البرمجة والعمل بالأهداف. في السياق ذاته، ثمنت مصادر من داخل الحزب الاشتراكي الموحد هذه الخطوة، واعتبرت المشروع واعدا، إلا أنها قالت إن «شروط إنجاح المشروع غير كافية من حيث الإمكانات والبنيات اللازمة». أما محمد مجاهد، الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، فقد امتنع عن الإدلاء بأي تصريح في الموضوع، موضحا أن المكتب السياسي للحزب لم يناقش الموضوع! وقد تقرر انعقاد المؤتمر التأسيسي لحزب اليسار الأخضر خلال أيام 3و4 و5 أبريل القادم بمدينة بوزنيقة، وبلغ عدد المؤتمرين، حسب عمر الزيدي، 800.