« حتى حنا مواطنين خاص المسؤولين يلقاو لينا السكن لاولادنا .. راحنا مكرفصين ، ماعندنا والو.. لاما ..لاكهرباء .. حتى المراحيض ما لقيناش فين نديروها .. خاصهم اعاملونا بحال سكان دوار تطوان وطنجة بالسعيدية اللي استافدوا بالسكن .. احنا ماغاديش نسكتوا غادي نبقاو نطالبوا بحقنا في السكن».. بهذه الكلمات كان احد قاطني البراريك بدوار « تالسينت» المتواجد بتراب جماعة لعثامنة التابعة لاقليم بركان، يتحدث عن طبيعة الحياة التي تعيشها ازيد من 30 اسرة تجمعت في براريك جد ضيقة بأحد المرتفعات القريبة من الطريق المؤدية الى مدينة السعيدية، حيث تصطف نساء مع أبنائهن يعرضن للبيع على جانبيها حزمات من (السكوم)، براريك يتكدس بداخلها أفراد أسر هاجرت من بعض المناطق النائية بحثا عن تحسين شروط الحياة عبر إيجاد العمل فظلت «مرابطة» بمساحة ضيقة من أراضي الدولة غير منصاعة للتهديدات التي تأتيها بشكل مستمر من لدن السلطات المحلية بلعثامنة « كل مرة فين نبغيوا نزيدوا شي براكة تجي السلطة المحلية وتهدمها علينا ، هاد المرة هدمات 3 اديال لبرارك ، فين غادي يتخباوا اولادنا من البرد والشتا ..»، وضعية مزرية تعيشها هذه الاسر التي لاتتوفر براريكها ولو على ابسط شروط العيش، فالماء منعدم وكذلك الكهرباء، بل انها لاتتوفر حتى على مراحيض تستر عورات أفرادها من البرد وأعين المارة، هذا وقد سبق لهؤلاء ان طالبوا الجهات المعنية بإيجاد حل لمشكلهم وذلك في اطار برنامج إعادة إسكان الاسر القاطنة ببعض الدواوير العشوائية ولاسيما تلك التي تنتشر بالاماكن « «الحساسة» بالاقليم ، الا ان أي إجراء عملي لم يقدم في الموضوع، فظل هذا الدوار يشكل نقطة سوداء بجماعة لعثامنة، خاصة وانه يتراءى لعدد هائل من مستعملي الطريق الرئيسية المؤدية الى السعيدية ولجيراننا الجزائريين بحكم قربه من الشريط الحدودي المغربي الجزائري ! وفي تعليقه على وضعية هؤلاء قال مصدر مسؤول ل« الاتحاد الاشتراكي» ان هذه البراريك المتجمعة في مكان لافت للنظر، تطرح بالفعل مشكلا للمسؤولين ببركان لكن يجب بالمقابل ان تفتح الجهات المختصة « تحقيقات» بالمنطقة التي أتى منها هؤلاء حتى يتم التأكد من عدم امتلاكهم لمساكن ومنازل هناك لأنه لايعقل ان يمنح لكل واحد ( ضرب) في مكان ما خيمة او براكة ، مسكنا او منزلا ، والا نكون قد فتحنا بابا لايمكن لأحد ان يغلقه او يتنبأ بنتائجه. وكيفما كان الحال، فهناك تفكير متواصل في إمكانية إيجاد حل لهذا المشكل»، وقد كانت هناك اقتراحات تتعلق بترحيل هؤلاء الى واولوت في اطار برنامج اسكانهم، الا انهم رفضوا ذلك الحل لأنهم متمسكون بمساكن داخل بلدية السعيدية، وقد تبين من خلال مجموعة من المعطيات، يفيد مصدرنا، ان هؤلاء ليسوا فقراء بالشكل الذي يمكن تصوره ، والدليل على ذلك انهم يملكون سيارات متنوعة والتي لاتظهر الا ليلا ، وهم يصرون دائما على بناء براريك أخرى لولا يقظة السلطات المعنية بالجماعة التي تراقب العمليات ليلا ونهارا ! نشير هنا الى ان بعض الجماعات القروية بإقليم بركان لاسيما تلك التي تتوفر اراضيها على فرص الشغل، تعرف تنامي ظاهرة البناء العشوائي التي تسببت في تشكل تجمعات سكنية تفتقر لابسط شروط الحياة، وذلك في ظل تراخي تدخلات بعض المسؤولين لاعتبارات خاصة بهم ،مما سمح، مع مرور الوقت، بتكون دواوير غارقة في التهميش والفوضى ومختلف مظاهر الانحراف التي أضحى من الصعوبة محاربتها، أو على الاقل، الحد من انتشارها .