وكالات 06 سبتمبر, 2016 - 08:43:00 دعا جين بينج زعيم المعارضة في الجابون اليوم الاثنين إلى إضراب عام للاحتجاج على نتيجة الانتخابات التي أسفرت عن فوز الرئيس علي بونجو لكن دعوته لم تلق اهتماما يذكر مع عودة النشاط الاقتصادي للانتعاش بالعاصمة ليبرفيل. ويقول بينج- الرئيس السابق لمفوضية الاتحاد الافريقي- إنه الآن زعيم الدولة المنتجة للنفط الواقعة في وسط أفريقيا. وقال في بيان إن معركته لم تنته بعد حتى مع عودة الهدوء إلى العاصمة بعد أعمال شغب دامية الأسبوع الماضي. وقال "أطالبكم من اليوم فصاعدا بعدم اللجوء إلى العنف بل بالمقاومة عن طريق تعطيل اقتصاد البلاد." وأضاف "أقترح وقف جميع الأنشطة وبدء إضراب عام." وقتل ستة أشخاص على الأقل واعتقل أكثر من ألف في العنف بعد أن أُعلن يوم الأربعاء فوز بونجو الذي تحكم أسرته البلاد منذ نصف قرن في الانتخابات بفارق ضئيل. وأبلغ مستشار لوزير الداخلية رويترز يوم الأحد أنه تم بالفعل الإفراج عن بضع عشرات. لكن عددا من سكان ليبرفيل قالوا إنهم لم يروا أو يسمعوا عن أفراد من عائلاتهم منذ أعمال الشغب. استقالة وزير العدل من جهة أخرى، أعلن وزير العدل في الغابون، سيرافن موندونغا، الإثنين، استقالته من منصبه الحكومي و"الحزب الديمقراطي الغابوني" الحاكم. وفي تصريح لقناة "تي في +" الخاصة (مقربة من المعارضة)، أشار موندونغا إلى "ضرورة إعادة فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي أقيمت في ال 27 من غشت الماضي، مثل ما تطالب المعارضة". ودعا موندونغا، الرئيس الغابوني علي بونغو الذي أعيد انتخابه في السباق الرئاسي الأخير، إلى "الاعتراف بالنتائج التي سيتم الإعلان عنها بعد إعادة فرز الأصوات". وتأتي استقالة وزير العدل عقب أعمال العنف التي اندلعت مباشرة إثر الإعلان عن نتائج الإقتراع من قبل الهيئة المستقلة للانتخابات، الأربعاء الماضي، والتي أفرزت فوز الرئيس علي بونغو بولاية رئاسية ثانية، وهو ما لم يتقبّله مرشّح المعارضة وصاحب المركز الثاني جان بينغ. انخفاظ أسعار النفط والجابون إحصائيا إحدى أغنى دول أفريقيا إذ يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي عشرة آلاف دولار سنويا لكن الثروة النفطية تدفقت في الغالب على النخبة مما أثار استياء واسعا بالمستعمرة الفرنسية السابقة. وطالما اعتمدت عائلة بونجو على المحسوبية لمواجهة الاستياء. لكن انخفاض أسعار وإنتاج النفط أدى إلى تخفيضات بالميزانية في بلد لم ينعم فيه كثير من المواطنين بثمار الثروة النفطية. وفي العاصمة ليبرفيل عادت حركة المرور إلى الشوارع الرئيسية اليوم الاثنين مع عودة الناس إلى أعمالهم برغم بقاء البعض في بيوتهم خشية تجدد العنف. وقال موظف حكومي يدعى هورتينس تولانجوي "جين بينج ليس مضطرا لأن يطلب مني (عدم الذهاب للعمل). سأبقى في البيت ما دام الوضع متوترا." وقال موظف آخر إنه لم يسمع شيئا عن الإضراب. وعادت خدمة الانترنت للعمل مجددا اليوم الاثنين بعد خمسة أيام من إغلاقها في محاولة على ما يبدو من الحكومة لقمع الاضطرابات لكن الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي كان لا يزال محدودا. ولفرنسا قاعدة عسكرية في الجابون منذ الاستقلال في 1960 تقول وزارة الدفاع الفرنسية إنه يتمركز بها 450 جنديا. ويقيم في الجابون 14 ألف مواطن فرنسي. وعبرت فرنسا اليوم الاثنين عن قلقها على سلامة عدد من مواطنيها اختفوا في أعقاب العنف في الجابون. وقال وزير الخارجية جان مارك أيرو في بيان "جرت اعتقالات في الأيام القليلة الماضية. فرنسا ليس لديها أنباء بشأن عدد من مواطنيها." ورحب أيرو بعرض الاتحاد الأفريقي المساعدة لتسوية النزاع ودعا السلطات الجابونية للعمل مع بعثة من زعماء الدول تأمل في زيارة البلد قريبا.