20 يونيو, 2016 - 12:42:00 عاد عبد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة إلى الحديث مجددا عن العلاقة التي تربطه بالملك، ليؤكد بأنه واعي بأن صلاحياته محدودة أمام صلاحيات الملك التي قال بأن الدستور والقانون يخولها له ولخصها في عبارة "الملك كيحكم". وعلى غرار أسلوبه في الحديث بالمرموز، قال بنكيران، الذي كان يتحدث مساء الأحد في لقاء رمضاني بمقر "بيت الصحافة" في طنجة، إنه أعجب بعبارة سمعها من امرأة قالت له: "بنكيران كيخدم والملك كيحكم". وفسر بنكيران هذه العبارة بالقول بأنه عندما يجلس في مجلس الوزراء الذي يرأسه الملك فإن مقعده يكون إلى جانب جميع الوزراء بما فيهم من وصفهم ب "المستقلين" في إشارة إلى الوزراء الذين يعينهم الملك. وقال بنكيران إنه أدرك منذ أن تقلد منصب رئيس الحكومة بأن النجاح لن يحالفه إذا ما اصطدم مع الملك. ووصف مهمته بهمة "الرصاص" (البولميي) الذي جاء ليصلح . لمن يخضع الإعلام العمومي؟ وفي نفس اللقاء رد بنكيران، على محاوره الذي سأله لماذا تأخر إصلاح الإعلام العمومي بالتساؤل: "هل تعتقد أن الإعلام (العمومي) يخضع لرئيس الحكومة؟". وبدلا من أن يجيب بنكيران على السؤال الذي طرحه على نفسه أو يسأله محاوره إلى من يخضع هذا الإعلام، اختار الهروب إلى الأمام ومهاجمة صاحب أحد البرامج في القناة الأولى ومديرة الأخبار في القناة الثانية، وجهات لم يسميها قال إنها عرقلت مشروع "دفاتر التحملات" الذي تقدم به وزير الاتصال في بداية ولاية الحكومة قبل أن يسحبه مرغما. وقال بنكيران إن "دفتر التحملات لم يفشل وإنما عٌرقل بطرق كثيرة"، دون أن يسمى الجهات التي عرقلته. مشيرا إلى أن حكومته كلما تقدمت بإصلاحات إلا وظهر "أناس متخصصين في قلب الآية"، أناس وصفهم بأنهم "مرتزقة". وكشف رئيس الحكومة أن إصلاح الإعلام العمومي كان سيؤدي به إلى منطقة "شديدة الزحام"، على حد تعبيره، يصعب التقدم فيها إلى الأمام، في إشارة إلى إمكانية التصادم مع الجهات التي تتحكم في الإعلام العمومي. وكال بنكيران الكثير من النقد إلى سميرة سيطايل، مديرة الأخبار بالقناة الأولى، دون أن يذكر ها بالاسم، قائلا عنها إنها "سيدة لها اتصالات أخرى وتستمد سلطتها من جهات أخرى"، ووصفها ب "قلة الحياء"، لأنها عمدت إلى إغفال ذكر اسمه في تقرير إخباري بثته القناة لنشاط رأسه بوصفه رئيس الحكومة و بتوجيه من الملك. وحكى بنكيران أنه غضب لما اطلع على التقرير وظهرت فيه صوره لكن الصحفي لم يذكر اسمه أو صفته كرئيس للحكومة، مما دفعه إلى الاتصال "بمن يهمه الأمر" لتصحيح التقرير. ولم يفصح بنكيران كما لم يسأل عمن يقصده بعبارة " من يهمه الأمر". ولم يسلم معد برنامج على القناة الأولى من هجوم رئيس الحكومة الذي قال بأن حزبه يقاطع هذا البرنامج بسبب معده الذي وصفه إنه يفتقد إلى الموضوعية وبعيد عن المهنية، على حد تعبيره. ميزانية الدولة ربحث 100 مليار وخسرت 10 مليارات وفي دفاعه عن حصيلة حكومته قال عبد الإله بنكيران إن إصلاح "صندوق المقاصة" وفر على خزينة الدولة منذ 2012 حتى 2016 نحو 100 مليار سنتيم، قال إنها مازالت متوفرة بميزانية الدولة. لكن بنكيران عاد ليقول بأن ميزانية الدولة خسرت في نفس الفترة 10 مليارات سنتيم، قال إنها ناتجة عن التأخر الحاصل حتى اليوم في إصلاح صناديق التقاعد. "البام" و"الفديك" وعاد بنكيران إلى مهاجمة غريمه السياسي، حزب "الأصالة والمعاصرة" (البام) مشبها إياه بحزب "الفديك" الذي أسسه أحمد رضى كديرة، صديق ومستشار الملك الراحل الحسن الثاني في ستينات القرن الماضي. وتساءل بنكيران: "أين هو "الفديك" اليوم وأين هي الأحزاب الإدارية التي أنشأت بعده وكانت لها الأغلبية المطلقة في المجالس المنتخبة؟"، ليرد على تساؤله بالقول: "ليست هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها مثل هذه الظواهر"، مضيفا بأن الأحزاب التي لا أساس ولا زعامات ولا قواعد لها، مثل "حاطبي الليل" لن تذهب بعيدا، على حد قوله.