13 ماي, 2016 - 11:39:00 يرى المخرج المسرحي والسينمائي المغربي نبيل لحلو في التلفزيون مدخلا لتطوير الذوق العام للجمهور العربي وأن الوصول إلى "سينما جريئة" تتناول موضوعات جادة وواقعية يجب أن يبدأ بتغيير "الشاشة الصغيرة" الأوسع انتشارا. وقال لحلو الذي ينظم حاليا مهرجانا لأفلامه بدأ في التاسع من مايو ويستمر حتى الرابع عشر من الشهر بإحدى القاعات السينمائية بالعاصمة الرباط "الوصول إلى سينما جريئة يجب أن يبدأ بتغيير التلفزة." وأضاف "لكي نتقدم يجب أن نغير الذوق العام المنتشر عبر هذه التلفزات. حوارات متخلفة .. أفلام وبرامج متخلفة. يجب أن نبدأ بهذا أولا لنغير السينما نحو الأفضل." ويملك لحلو في رصيده السينمائي عشرة أفلام روائية طويلة هي (الموتى) في 1975 و(القنفودي) في 1978 و(الحاكم العام) في 1980 و(إبراهيم ياش) في 1982 و(نهيق الروح) في 1984 و(كوماني) في 1989 و(ليلة القتل) في 1992 و(سنوات المنفى) في 2002 و(ثابت أو غير ثابت) في 2006 و(شوف الملك في القمر) في 2011. ورغم اختلاف الرؤى بشأن أسلوبه السينمائي والذي يصل بالبعض إلى عدم الاعتراف بأفلامه وتصنيفها خارج السينما إلا أن موجهي هذه الانتقادات أنفسهم لا يستطيعون إنكار جرأته وتميز طرحه وتمرده على المألوف وجموح خياله. ورغم مشواره السينمائي الممتد عبر عقود إلا أن لحلو (71 عاما) الذي يكتب سيناريو معظم أفلامه ويخرجها ويلعب دور البطولة فيها لا يزال يرى أن ما قدمه من أفلام حتى الآن مجرد "مسودات أفلام" وليست أعمالا كاملة كما كان يتمناها. وقال لرويترز "أعتبرها مجرد وسخ أو مسودات وليست أفلاما حقيقية لأنني لم أتحصل حقيقة على الدعم المادي لإخراجها بإمكانيات عالية." وأضاف "الرقابة في سنوات القمع أو ما يسمى رسميا في المغرب سنوات الرصاص كانت سياسية وثقافية وفنية أما اليوم فتمارس الرقابة الاقتصادية حيث لا يتحصل مبدعون مغضوب عليهم من الدعم لتصوير أفلامهم." وتعذر الاتصال بمسؤولين في المركز السينمائي المغربي للتعليق لكن المركز أوضح في وقت سابق أن المعيار الذي يعتمده هو الجودة والإبداع والمنافسة الشريفة وأنه لا تفضيل لمبدع على حساب آخر. وتأسس المركز السينمائي المغربي في 1944 وهو معني بتنظيم ومراقبة ودعم مختلف القطاعات السينمائية والترويج للسينما المغربية وأرشفة التراث السينمائي. كما يصدر المركز تراخيص تصوير الأفلام والبطاقات المهنية وتراخيص الممارسة للمنتجين والموزعين ومشغلي قاعات السينما. ودرس لحلو المسرح في مدرسة (شارل دولان) وجامعة مسرح الشعوب بفرنسا إلا أنه يبدي تشبثا عميقا بالثقافة العربية كما رفض الحصول على الجنسية الفرنسية. وقدم أولى مسرحياته (الساعة) في 1965 للكاتب المغربي محمد تيمود ثم تلتها بعد ذلك مسرحية (السلاحف) في 1970 التي منعت ولم يكتب لها العرض حيث تناول فيها مواضيع جريئة تتصل بالدين والمساواة بين الجنسين. كما قام بإخراج مسرحية (الموسم الكبير) التي تناولت القضية الفلسطينية وأظهر فيها بحسب رؤيته أن "العالم العربي كله يستغل القضية الفلسطينية لصالحه" وكان مصيرها المنع مرة أخرى. وبعد انتهاء مهرجان سينما نبيل لحلو -الذي يعرض فيه أفلامه ويكرم رفيقة فنه ودربه صوفيا هادي- يعتزم الفنان المغربي أن "يكرم نفسه بنفسه" بعد نحو ستة أشهر وذلك رغم رفضه سابقا تكريما من وزارة الثقافة المغربية لأنه "لم يتلق دعوة مكتوبة" وتم إبلاغه عن طريق الهاتف وحسب وهي ما اعتبرها "إهانة" له كفنان. ومن المواقف المسجلة للفنان المغربي في أحد المهرجانات السابقة أنه أخذ الكلمة وطلب من المسؤولين الحكوميين أن يجلسوا في الصفوف الأخيرة ويتركوا المقاعد الأمامية للفنانين والمبدعين. ويعلق لحلو على هذه الواقعة قائلا "لا يجوز أن يأتي رجل سلطة أو وزير ويكرم الفنان المبدع. في الدول المتقدمة تجاوزوا عقدة السلطة." وأضاف "سنحترم أنفسنا عندما يدخل الوزير في نفس الوقت مع الجمهور إلى صالات العروض والمهرجانات."