خصصت الصحافة المغربية والفرنسية حيزا هاما للحادث الإجرامي الذي عرفته مدينة مراكش. وأوردته في صفحاتها الأولى، وإن لم تتناوله بشكل مفصل لتصادفه مع توقيت طبع تلك الصحف خاصة المغربية. جريدة "التجديد" المقربة من حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض، خصصت للخبر الحيز الرئيسي من صفحتها الأولى ولكن بدون تعليق. حيث تحدثت في عنوان لها عن "انفجار خلف 18 قتيلا وأزيد من 40 جريحا". كما أوردت تصريحا لمحمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح الإسلامية، أدان فيه الحادث وقال: " ندين هذا العمل الإجرامي أيا كانت بواعثه ومقاصده". وأضاف: "نرفض أي استغلال للحادث من أجل ضرب مسار الإصلاحات الدستورية والديمقراطية ... إن الطريق لكسب تحديات الاستقرار والأمن يتم عبر مواصلة السير في مسار الإصلاح الديمقراطي وتقويته ". وهو نفس الموقف الذي عبر عنه خلال جلسات في البرلمان المغرب يوم الخميس، عدد من قياديي حزب العدالة والتنمية الذي كان قد اتهم بالمسؤولية المعنوية عن الأحداث الإرهابية للدار البيضاء في 2003. جريدة "العلم" الناطقة باسم حزب الاستقلال الذي يقوده الوزير الأول عباس الفاسي استعملت نعت "إرهابي" لوصف الحادث. وقالت في عنوان مقال رئيسي إن هذا "التفجير الإرهابي جاء متزامنا مع تهديدات القاعدة للمغرب.. خلال الأيام القليلة الماضية". واكتفت بتقديم معطيات خبرية وصورة للمقهى الذي تعرض للتفجير. أما جريدة "أخبار اليوم" المستقلة فأشارت إلى سقوط "عشرات القتلى والجرحى في تفجير إجرامي". وعلقت على الحادث بافتتاحية بعنوان" لا تعطوا هدايا للإرهاب" جاء فيه: " إذا صح أن هذه الإنفجارات كانت وراءها دوافع إرهابية ... فلا يجب بأي حال من الأحوال أن نكافئ الإرهاب عن طريق توقيف أو تعطيل أو مراجعة برنامج الإصلاحات السياسية والديمقراطية". وفي افتتاحية قوية اللهجة، اعتبرت جريدة "الأحداث المغربية"، أن ما وقع في مراكش "مرعب، خطير، دموي ومثير لكثير من التساؤلات حول مصير بلادنا في ظل الاستثناء الذي تحدث عنه الجميع بين كل الدول العربية "، في إشارة من الجريدة إلى التحولات التي تعرفها المنطقة العربية وأضافت: "لا يمكننا إلا التنديد بكل قوة ... بهذا الاستهتار بدم الأبرياء مغاربة وأجانب ". وتحدثت "الصباح" بدون تعليق، في صفحتها الأولى عن "تفجير إرهابي يهز ساحة جامع الفنا" وعن سقوط " 14 قتيلا أغلبهم سياح أجانب وعشرات الجرحى وعن العثور على مسامير بجثث الضحايا". الصحافة الفرنسية تابعت بدورها عن قرب وفاة عدد من مواطنيها في هذا الحادث، واعتبرت جريدة "لوموند"، ذات التوجه اليساري الوسط، أن "اختيار ساحة جامع الفنا عمل له دلالة رمزية قوية" مشيرة إلى مقتل 9 فرنسيين، وإلى قرب انتقال عناصر من الأمن الفرنسي للمشاركة في التحقيق. كما أوضحت بأن "المملكة المغربية التي يرتبط اقتصادها بشكل وثيق بالسياحة لم تمسها، نسبيا، الثورات التي تهز العالم العربي منذ بداية هذه السنة" . أما أسبوعية "ليسكبريس" اليمينية، والتي كان أحد مراسليها "بوريس تيولاي" موجودا في عين المكان بجامع الفنا عند وقوع الحادث، فأوردت شهادته عن ذلك حيث قال: إنه " سمع دوي انفجار أصم وخافت، وأنه قفز من مكانه رفقة الحاضرين بعين المكان، وأن سحابة دخان انبعثت، بعد ذلك، لتغطي المطعم والساحة بكاملها". كما أوردت المجلة شهادات لعدد من المواطنين المغاربة والسياح الفرنسيين عن ظروف الحادث. وأشارت من جهة أخرى إلى إدانة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "لعملية إرهابية"، وكذا توضيح مستشاره الخاص هنري غينو بأنه " ليس هناك ما يستدعي تخوفا خاصا بشأن الوضع في المغرب في الوقت الحالي".