أحيل 3 طلبة ينتمون لفصيل النهج الديمقراطي القاعدي بجامعة تازة، صباح أمس الاثنين، على أنظار المحكمة الابتدائية بالمدينة نفسها، بعد اعتقالهم على خلفية المواجهات العنيفة التي شهدتها شوارع المدينة يوم الجمعة الماضي بعد تدخل قوات التدخل السريع والقوات المساعدة لتفريق مسيرة احتجاجية لمنكوبي الفيضانات بدوار الملحة بضواحي المدينة. وتم اعتقال هؤلاء الطلبة أثناء اندلاع مواجهات بين المشاركين في المسيرة وقوات التدخل، ويتعلق الأمر بالطالب يوسف احجيج، والطالب محمد كعموش الذي اعتقل السنة الماضية وحكم عليه بثلاثة أشهر سجنا موقوفة التنفيذ وغرامة مالية قدرها 1200 درهم، والطلب طارق حماني الذي اعتقل بدوره السنة الماضية وحكم عليه بشهرين سجنا موقوفة التنفيذ وغرامة مالية قدرها 1500 درهم، كما اعتقل خلال الأحداث التي شهدتها مدينة تازة الطالب عزيز المحجوب الذي أطلق سراحه بعد إحالته على أنظار النيابة العامة. وذكر تقرير صادر عن فصيل النهج الديمقراطي القاعدي حول الأحداث، عن تعرض الطلبة المعتقلين "لكل أشكال التعذيب والتنكيل داخل مخافر الشرطة"، وأورد التقرير الذي توصل موقع "لكم" بنسخة منه، أن الطالب المعتقل محمد كعموش أصيب بنزيف دموي على مستوى الرأس حيث رفضت مصالح الشرطة القضائية نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وكذلك تعرض الطالب المعتقل طارق حماني للضرب والرفس أدى إلى تحطيم أسنانه. وكانت مسيرة طلابية خرجت من كلية المتعددة التخصصات التابعة لجامعة محمد بن عبد الله، قد التحقت يوم الجمعة الماضي، بمسيرة شعبية غاضبة خرجت من دوار الملحة المتواجد عند مدخل مدينة تازة على الطريق المؤدية إلى مدينة فاس، قبل أن تتوجه المسيرة إلى مقر العمالة لمطالبة السلطات المحلية بالتدخل العاجل لإصلاح الأضرار التي وصفت بالجسيمة التي خلفتها التهاطلات المطرية الأخيرة والتي تسببت في عزل هذا الحي الشعبي عن باقي أحياء ووسط المدينة. وأفادت مصادر طلابية، أنه لحظة تنفيذ الاعتصام أمام مقر العمالة فوجئ سكان الحي المتضررين ومعهم الطلبة الذين التحقوا بهم للتضامن معهم، بتدخل عنيف لمختلف القوات العمومية، أسفر عن إصابة عدد من المحتجين بإصابات متفاوتة فضلا عن إعتقال مجموعة من الطلبة تم الإحتفاظ بثلاثة منهم في حين تمت متابعة طالب واحد في حالة سراح، وتحرير مذكرات بحث في حق عدد من رموز الطلبة القاعديين. وذكر السكان المتضررون أن حيهم عاش في عزلة تامة لمدة أربعة أيام متواصلة بسبب الأمطار الغزيرة التي أدت إلى ارتفاع منسوب "واد ايناون" وانهيار القنطرة الوحيدة التي تربط الدوار بوسط المدينة دون أن تتدخل السلطات المحلية لفك العزلة عن المواطنين، وأضاف المتضررون أن الحي شهد انقطاعا تاما للماء الصالح للشرب وقلة المواد الغذائية الأساسية لعدم تمكن وسائل النقل من الوصول إلى الحي المذكور، كما حرم التلاميذ من التوجه إلى المؤسسات التعليمية. وقد سبق لساكنة الحي أن خرجت في مسيرات احتجاجية مماثلة في مارس الماضي للمطالبة بتدخل السلطات لإصلاح الخسائر التي خلفها فيضان "واد ايناون" الذي يمر بالقرب من المدينة، والذي أغرق هذا الحي الشعبي وألحق خسائر مادية كبيرة بممتلكات قاطنيه وتسبب في انهيار العديد من المنازل والقنطرة الوحيدة التي تربط الحي بوسط المدينة. وشهد هذا الحي الشعبي خلال السنة الماضية مواجهات بين السكان والقوات العمومية، بسبب تأخر الوقاية المدنية في إنقاذ الفتاة "فريدة.ج" تبلغ من العمر 22 سنة، جرفتها مياه الفيضانات لحظة عودتها من عملها بالحي الصناعي بالمدينة.