وكالات 05 يناير, 2016 - 05:28:00 تفاقمت الازمة الحادة بين السعودية وايران على خلفية اعدام الرياض رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر, الثلاثاء وسط قلق دولي من تداعيات قطع العلاقات بين الخصمين الاقليميين على أزمات المنطقة. واستدعت الكويت سفيرها في ايران الثلاثاء, لتنضم الى دول مقربة من المملكة اتخذت خطوات دبلوماسية متفاوتة بحق الجمهورية الاسلامية. في خضم ذلك, وصل الموفد الدولي ستافان دي ميستورا الثلاثاء الى الرياض حيث التقى ممثلين للمعارضة السورية قبل الانتقال الى طهران, في مسعى للحصول على ضمان بالا تؤدي الازمة المستجدة بين العاصمتين المعنيتين بالنزاع السوري, الى تأثير سلبي على المباحثات المرتقبة بين نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة. واستدعت وزارة الخارجية الكويتية الثلاثاء سفيرها من طهران احتجاجا على الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد السبت, من قبل محتجين على اعدام الشيخ النمر. واعتبرت الخارجية الكويتية الهجمات "خرقا صارخا للأعراف والاتفاقيات الدولية وإخلالا جسيما بالتزامات إيران الدولية بأمن البعثات الدبلوماسية وسلامة طاقمها". يأتي ذلك غداة سلسلة خطوات بحق ايران اتخذتها دول عدة. فقد اعلنت البحرين قطع العلاقات الدبلوماسية, في حين قام السودان بطرد السفير. اما الامارات, فاستدعت سفيرها وخفضت مستوى التمثيل الدبلوماسي. واوقفت البحرين الرحلات من ايران واليها, غداة اجراء سعودي مماثل. وقالت هيئة شؤون الطيران المدني في وزارة المواصلات والاتصالات "بناء على ما اعلنته مملكة البحرين يوم امس (الاثنين) عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران, فقد وجهت الناقلة الوطنية (شركة طيران الخليج) وجميع الناقلات الاخرى بتعليق ومنع كافة رحلاتها من والى ايران". وكان الهجوم على السفارة والقنصلية لاقى ادانة معظم الدول الخليجية التي اعربت عن وقوفها الى جانب السعودية ورفضها "التدخل" الايراني. والثلاثاء, اعلن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني عقد اجتماع "استثنائي" لوزراء خارجية المجلس في الرياض السبت, "لتدارس تداعيات حادث الاعتداء" على السفارة والقنصلية. ويأتي الاجتماع عشية اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة الاحد بناء على طلب الرياض, يخصص "لادانة انتهاكات ايران". وعرضت قناة "الاخبارية" السعودية الثلاثاء لقطات لوصول افراد البعثة الدبلوماسية السعودية الى الرياض, اتين من طهران عبر دبي. واندلعت الازمة بعد اعدام النمر مع 46 شخصا اخرين مدانين "بالارهاب", معظمهم مرتبطون بتنظيم القاعدة. وكان النمر (56 عاما) من أبرز وجوه التحركات المعارضة للحكم السعودي في المنطقة الشرقية في 2011. وواصل المسؤولون الايرانيون انتقاد السعودية على خلفية القضية. واعتبر الرئيس حسن روحاني الثلاثاء انه "لا يمكن الرد على الانتقادات بقطع الرؤوس", مضيفا ان "السعودية لا يمكن ان تغطي على جريمتها بقطع رأس رجل دين شيعي من خلال قطع علاقاتها" مع ايران. وقلل متحدث حكومي ايراني من انعكاس قطع العلاقات على بلاده. وقال محمد باقر نوبخت "قطع العلاقات من قبل السعودية وتابعيها ليس له اي تأثير على تطور ايران", مضيفا بسخرية "السعودية ستعاني من قطع العلاقات مع ايران, حتى وان دعمها بلد كبير مثل جيبوتي". قلق دولي وتثير الازمة المستجدة قلقا اقليميا ودوليا. وانضمت تركيا للدول الداعية الى التهدئة, عارضة المساعدة في ذلك. وقال رئيس الحكومة احمد داود اوغلو في كلمته الاسبوعية امام نواب حزبه "نحن مستعدون لبذل كل الجهود اللازمة لحل المشاكل بين البلدين", مضيفا "ننتظر من جميع دول المنطقة التحلي بالعقلانية واتخاذ التدابير اللازمة لتخفيف حدة التوتر". وكانت دعوات مماثلة صدرت خلال اليومين الماضيين من دول عدة ابرزها الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا والمانيا. وتحركت الاممالمتحدة لتدارك تداعيات الازمة على جهود حل النزاع في سوريا واليمن, غداة ادانة مجلس الامن الاعتداء على السفارة والقنصلية. ووصل المبعوث الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا الثلاثاء الى الرياض, حيث التقى ممثلين للمعارضة السورية. وافاد مصدر عربي مطلع على الزيارة ان دي ميستورا التقى وفدا من المعارضة التي كانت اتفقت اثر مؤتمر ليومين في الرياض الشهر الماضي, على رؤية موحدة لمفاوضات مع النظام, من ابرز بنودها اشتراط تنحي الرئيس بشار الاسد مع بدء المرحلة الانتقالية. كما التقى دي ميستورا في الرياض سفراء اجانب شاركت بلادهم في لقاءات فيينا في نوفمبر التي تم خلالها الاتفاق على خطوات لحل النزاع السوري المستمر منذ العام ,2011 بما فيها تشكيل حكومة انتقالية واجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج, اضافة الى السعي لعقد مباحثات مباشرة بين النظام والمعارضة. وكان المتحدث باسم دي ميستورا ستيفان دوجاريتش اشار الاثنين الى ان الموفد الدولي يعتبر ان "الازمة في العلاقات بين السعودية وايران مقلقة جدا" وقد تتسبب ب` "سلسلة عواقب مشؤومة في المنطقة". وتأتي الزيارة قبل زهاء ثلاثة اسابيع من مفاوضات يفترض ان تبدأ نتيجة جهود دولية اعتبارا من 25 يناير في جنيف بين ممثلين للنظام والمعارضة سعيا لحل النزاع المستمر منذ حوالى خمس سنوات. ودان مجلس الامن بشدة الهجمات على البعثتين السعوديتين. وعبر في بيان فجر الثلاثاء عن "قلقه العميق ازاء هذه الهجمات", وطلب من طهران "حماية المنشات الدبلوماسية والقنصلية وطواقمها" و"احترام التزاماتها الدولية" في هذا الشأن.وقال دوجاريتش ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اتصل الاثنين بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير ليعرب له عن "قلقه العميق" لقطع العلاقات. كما اتصل بان بوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف. واجرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري اتصالين مماثلين, حض فيهما الجبير وظريف على التهدئة. ويرجح دبلوماسيون ومحللون ان تتسبب الازمة بزيادة التوتر وحتى الاحداث الامنية في نزاعات الشرق الاوسط, ولكن من دون ان تتسبب بمواجهة مباشرة بين الخصمين الاقليميين اللدودين