15 ديسمبر, 2015 - 05:26:00 كان جمهور الرباط، مساء أمس الاثنين 14 دجنبر، على موعد بالمسرح الوطني محمد الخامس مع عرض لمسرحية "التلفة" التي أبدعتها فرقة "الأكوريوم" وأخرجتها نعيمة زيطان، وشخص أدوراها، كل من الممثلات، جملية الهوني، هاجر الحامدي، امال بنحدو، والشيماء اجبيري. وتقارب مسرحية "التلفة"، التي حظيت بدعم من وزارة الثقافة خلال السنة الجارية، قصة أربع مغربيات امتهن الدعارة، وبعد مدة من الاشتغال في البغاء، تم القبض عليهن وزج بهن في الاعتقال الاحتياطي، في انتظار محاكمتهن. المسرحية تسلط الضوء حول الظروف الصعبة التي تفرض على المرأة احتراف الدعارة، وما تعانيه من استغلال وعنف وهي خارج أسوار السجن أو داخلها. المخرجة نعيمة زيطان، رئيسة جمعية مسرح "الأكوريوم"، الذي يشتغل في الكثير من أعماله الفنية على قضايا المرأة، قالت في تصريح لموقع "لكم" إن اشتغالهم هذه السنة حول هذه القضية، نابع من كونها مهمة للغاية، وذلك بهدف إيجاد عقوبات بديلة لتسريع الحكم وأيضا إلقاء الضوء حول الظروف الصعبة التي تفرض على المرأة احتراف الدعارة. مسرحية"التلفة"، التي كانت حاضرة في مهرجان "قرطاج"، هذه السنة خلال احتفاله بمئوية المسرح المغربي، أوضحت مخرجتها نعيمة زيطان للموقع ان الجمهور تجاوب بشكل كبير مع العرض، مشيرة إلى أن الجمهور التونسي لا يصدر أحكام قيمة وليست له ردود أفعال عنيفة. وحول الضجة التي تثار حول أعمال مخرجة مسرحية "ديالي"، كشفت زيطان، على ان هدف مسرح "أكوريوم" ليس زعزعة الطابوهات أو كشف المستور"، مؤكدة على ان "المشكل الحقيقي هو أن كل الموضوعات في المغرب أصبحت "طابوهات" سواء تعلق الأمر ب "الجنس أو الجسد أو الدين أو السياسة، حسب قولها. وفي نفس السياق أضافت المخرجة، ان هدفها ليس هو الإثارة، بل هو خلق نقاش جدي حول قضايا يحتل فيها المغرب درجات مخجلة في العالم، مؤكدة في معرض تصريحها، على أنه ليس الهدف هو استفزاز الجمهور بل المساهمة في النقاش العمومي حول قضايا نابعة من الواقع المعاش. الممثلة هاجر الحميدي التي لعبت دور إحدى بطلات المسرحية ، قالت ل "لكم"، "دوري في مسرحية "التلفة"، هي شخصية سعيدة العاهرة"، التي تم سجنها في انتظار تنفيذ الحكم. مضيفة الحامدي، بأن سعيدة، عاشت طفولة صعبة، دفعتها للارتماء في أحضان الدعارة، موضحة ان للشخصية أحلام تتمنى تحقيقها كالارتباط بالشخص الذي تحبه والهجرة إلى إيطاليا رامية وراءها كل ماضيها في عالم الدعارة". وحول سؤال كيف استطاعت، التمكن من تقمص هذا الدور في المسرحية، أوضحت الحامدي، انها "قبل تقمص الممثلات للشخصيات"، قمن بمعاينة ميدانية داخل الملاهي الليلية والحانات لحياة العاهرات، مشيرة في هذا السياق، انهن حاولن التشبع بتفاصيل نمط حياة الشخصيات، التي لعبن دورهن في المسرحية، كما قمن بزيارة سجن "الزكي" و تقربن من الحياة اليومية للسجينات في قضايا الدعارة، من أجل بناء الشخصيات الأربع للمسرحية، التي تم فيها البوح والاعتراف بجزئيات من حياتهن. يذكر ان مسرحية "التلفة"، ستمثل المغرب في المسابقة الرسمية لمهرجان الشارقة العربي، الذي سينظم هذه السنة في الكويت. وجاء انتقاء "التلفة" من طرف لجنة عربية مكونة من مجموعة من الدول العربية باستثناء المغرب. صور من العرض: