19 أكتوبر, 2015 - 10:50:00 كان جمهور "أيام قرطاج المسرحية"، مساء أمس الأحد 18 أكتوبر، على موعد مع أول عرض خارج المغرب لمسرحية "التلفة" التي أبدعتها فرقة "الأكوريوم" وأخرجتها نعيمة زيطان. وتقارب مسرحية "التلفة"، التي حظيت بدعم من وزارة الثقافة خلال السنة الجارية، وضعية النساء الهشة في مجتمعات تشهد انتهاكات متواصلة لكرامتهن وهدر حقوقهن، في ظل تردي أوضاعهن الاجتماعية التي تدفعهن إلى مصير يمس بوضعهن الاعتباري والإنساني ودورهن المفترض داخل المجتمع. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت مخرجة المسرحية، نعيمة زيطان، إن هذا العمل الإبداعي، الذي يقدم للمرة التاسعة، يتناول قضايا النساء وأوضاعهن في العالم من خلال تجارب سجنية لشخصيات نسائية منذورة للعذاب والتشظيº منكسرات مهيضات الجوانح معرضات لمختلف أساليب الانتهاكات الجنسية والاقتصادية والحقوقية، مضيفة أن المسرحية تدعو إلى إعادة النظر في هذه الأوضاع والانكباب على معالجة هذه الاختلالات والانتهاكات، وإيجاد، على سبيل المثال، بدائل عقابية لفائدة سجينات من هذا النوع. ومن جهتها، أعربت إحدى بطلات هذا العمل المسرحي، الممثلة جميلة الهوني، (المعروفة بدور "التايكة" في المسلسل المغربي الشهير "وجع التراب")، عن فخرها واعتزازها بالمشاركة في هذا المهرجان المسرحي العربي ذي الصيت المرموق والعريق، منوهة بالتجاوب الكبير للجمهور الحاضر مع مسرحية "التلفة"، وهو ما يؤكد أن موضوع "اللهجة المغربية لم يكن مطروحا ولم يشكل، كما يروج لذلك عادة، أي عائق يحول دون الاستمتاع الجمالي والتفاعل الفني والإنساني" مع هذا العمل. وكانت المشاركة المغربية ضمن "أيام قرطاج المسرحية"، التي ستتواصل إلى غاية 24 أكتوبر الجاري، قد دشنت، أول أمس السبت، من خلال عرض مسرحية "بين وبين" التي قدمتها فرقة "نحن نلعب للفنون" والتي لقيت بدورها تفاعلا وتجاوبا واسعين من قبل الجمهور الحاضر. ويتضمن برنامج الدورة 17 لأيام قرطاج المسرحية، التي من المقرر أن تحتفي بمئوية المسرح المغربي، تقديم حوالي 67 عملا تونسيا و29 عملا مسرحيا عربيا، منها خمسة أعمال مغربية، بالإضافة إلى 18 عملا من أوروبا و9 من بلدان تنتمي لمناطق أخرى. ومن المقرر أن تنظم الاحتفالية الخاصة بمئوية المسرح المغربي طيلة أيام المهرجان مع جعل يوم الجمعة 23 أكتوبر يوما خاصا لإبراز مظاهر الاحتفاء بالمسرح المغربي، إذ ستشهد قاعات مدينة تونس تقديم خمسة عروض مسرحية مغربية، اختيرت بالتنسيق مع الجهات التونسية. ومن المنتظر أن يعرف يوم 23 أكتوبر تقديم محاضرة وندوة فكرية وتوقيع كتاب دليل المسرح المغربي وأمسية فنية، هذا إلى جانب معرضين للكتاب المسرحي والصور المسرحية. وتستضيف هذه الأيام أيضا مجموعة من نساء ورجال المسرح المغاربة الذين سيعقدون لقاءات مختلفة مع الفعاليات المسرحية التونسية ومع باقي المسرحيين العرب والأجانب. كما سيتاح لرواد المهرجان حضور معرض الصور المؤرخة لمراحل من المسرح المغربي ومعرض الكتاب المسرحي المغربي وحفل فني موسيقي وعرض فني لمحمد الدرهم ومجموعة بنات كناوة