ملحوظة: إلى كل من وجد نفسه بين سطور المقال أقول له:نعم إنك المقصود و ساعة الحساب أوشكت للوطن أبناء بررة و أبناؤه البررة الشرفاء علماء، أساتذة، أطباء، عسكريون، جامعيون، سياسيون، فنانون،إعلاميون، طلبة، من كل الفئات، من كل الأعمار، رجال و نساء. يشتغلون لوطنهم كما يحب، يخلصون له كما يحب، و يتعففون كما يجب. لكل هؤلاء أنحني و أقول هو الوطن أكبر، هو الوطن أولى، هو الوطن يستحق. وللوطن أبناء أعداء _ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ- و أعداؤك يا وطني، علماء متحلقون يفتون تحت الطلب، إذا ما أعطوا مدحوا وإذا ما منعوا نبحوا يحرمون التظاهر و المسح على الجوارب و يحلون شرب دماء الشعوب أعداؤك يا وطني، إعلاميون أميون حولوا الصحف و القنوات إلى مراقص و علب ليلية يمارس فيه العهر وينتج فيها الغباء و التسطيح. أعداؤك يا وطني، منتخبون حولوا المشهد السياسي إلى سوق أسبوعي تختلط فيه الدواب بالناس وكثير مما لا تعلمون أعداؤك يا وطني، محيط ملكي يكذب على الملك باسم الشعب و يرهب الشعب باسم الملك أعداؤك يا وطني، وزراء مثيرون للسخرية، يقبلون الأيدي كثيرا لينهبوا كثيرا، طورا أساليب في النهب يستحقون عليها براءة اختراع أعداؤك يا وطني، مدراء إدارات عمومية حولوا الإدارات إلى ضيعات ورثوها عن أجدادهم يلعنونا كل صباح لأننا نعكر مزاجهم بوجوهنا الضاربة في البأس و بطوننا الجائعة و طبعا بأظافرنا التي تنتظر اللحظة المناسبة. أعداؤك يا وطني، أمنيون تكرشوا حتى صاروا بلا رقبة و تبلدوا حتى صاروا أغبى من أغبى تلميذ في قسم الأستاذ الذي أعطوا الأوامر بضربه، طبعا الضرب لابد أن يكون في الرأس و الأماكن الحساسة ليستطيع هذا الأستاذ أن يدرس أبناء هؤلاء الأمنيون بجد و نشاط. أعداؤك يا وطني، من يخوفوننا صباح مساء من الإصلاح و التغيير لأن عوراتهم ستكشف في الصباح الذي يلي الإصلاح و المزبلة لن تحتمل روائحهم .و جهنم ما إن تراهم حتى تقول هل من مزيد. . أعداؤك يا وطني، برلمانيون أميون ذوي سوابق و تجار مخدرات لو سألت أذكاهم لم يصلح البرلمان لأجابك حصانة و نخوة و تكاثر في العلاقات و المصالح. أعداؤك يا وطني، ضباط سامون جعلوا من نياشينهم جواز مرور إلى أسماكنا و رمالنا و صفقات أسلحة صدئة تكسبهم ما لا عين رأت و لا خطر ببال أعداؤك يا وطني، إسلاميون باسم ما لم ينزل في الكتاب يريدون التوسط بيننا و بين الله ويساريون باسم التقدمية يريدون قطع ما بيننا و بين الله و ليبراليون باسم الحداثة يريدون تمييع ما بيننا و بين الله و شواذ باسم الحرية الشخصية يريدون أن يكون وجه الوطن في مؤخرته و زعيم القبيلة من قوم لوط. أعداؤك يا وطني، جامعيون هجروا المدرجات و المختبرات و تحولوا إلى سماسرة و فلاحين و تجار، أغرقوا المغرب باللاكفاءات و المعاهد الخاصة الشكلية. أعداؤك يا وطني،طلبة انتهازيون يريدون الوصول دون مجهود سمتهم الفراغ العلمي و الوقاحة السياسية المبنية على الجهل و التنطع والرغبة في نيل شواهد الزور تؤهلهم للاحتجاج و نيل مناصب الزور. أعداؤك يا وطني، معطلون يريدون العمل في مناصب تمنحهم الأجرة و العطلة و قلة المهام، ناضلوا حتى انتزعوا الشغل ثم تحولوا للنضال في بعضهم و بيع المناصب التي تنتمي للوزارات المدرة للدخل لمن يدفع بينهم أكثر. أعداؤك يا وطني، أساتذة لم يقرؤوا منذ غادروا مراكز التكوين غير فاتورة الكهرباء و وثيقة الحساب البنكي، منشغلون بالساعات الإضافية و نتائج الحوار الاجتماعي. أعداؤك يا وطني، شباب نخرتهم الشيشة الرخيصة و مؤخرات بنات الحي و سب القدر الذي جعلهم مغاربة، و شابات يداعبن الشيوخ في أبواب الإعداديات مقابل تعبئة سريعة . أعداؤك يا وطني، حركات نسائية تتناسل كل صباح أغلبهم مطلقات و عوانس و ذوي سوابق ميعوا المطالب و أخافوا الشباب من الزواج و خربوا بيوت المغربيات بأيديهم و أيدي أنصاف الرجال. أعداؤك يا وطني، من ذهبوا باسم أمازيغيتنا إلى المحافل الدولية، بكوا نيابة عنا و لما قبضوا حولوا إلى حساباتهم الشخصية و بقيت الأمازيغية بندير ولباس يحكي عن جوبا الأول و مناطق تعاني الإهمال و تسترزق من الدعارة وجمع الأعشاب و الحلزون. أعداؤك يا وطني رجال سلطة، عمال و ولاة حولوا ترابك إلى مملكات يحكمونها ، يأكلونها و يبيعونها ليلا على أنخاب الويسكي المعتق . يوقعون الرخص الاستثنائية التي تحول أراضي الجموع و أراضي الجماعات القروية إلى عمارات و حواضر طبعا ليس حبا في عيونك يا وطني. و عندما تقترب النار من تلابيب جلابيبهم البيضاء يقدمون موظفيهم قرابين و يصرخون في وجه الجميع أنهم هنا باسم الملك يحرصون على ألا يصيبنا الزكام أو يمس الرعايا الأوفياء حلم مزعج أو ناموس ليلي . أعداؤك يا وطني، شركات عائلية تأخذ أراضيك بثمن بخس دراهم معدودات للمتر يبنون عليها عمارات، شقق أشبه بالمقابر الجماعية يبيعونها لذوي الدخل المحدود و الأمل المحدود في مغرب " لصوص بلا حدود" بأثمان اكبر من المصرح به عدة مرات. اغتصبوا أجود الأراضي الفلاحية و حولوها إلى سلاسل جبلية من الاسمنت المغشوش. أعداؤك يا وطني فنانون مرتزقة خلطوا بين العهر و الفن . بالغوا في الافتضاحو الاغتراب حتى فقدوا هوية الوطن كما فقدوا بكاراتهم. يصنعون الفن الرخيص ليصنع بدوره الشعب الرخيص و تكون المحصلة استهلاك المنتجات الرديئة ثقافيا و صناعيا، منتجات تكرس التخلف هنا و الثروة هناك. أعداؤك يا وطني أحزاب شاخت و فجأة صاحت نحن هنا نعدل الدستور و نقود التغيير و أمجادنا في التاريخ. أمنائها أقدم منها، منهم من عاشر أصحاب السبت ومنهم من تحول من جلاد إلى نبي صغير، و كثير من الوافدين غيروا دياناتهم السياسية أكثر مما غيروا ملابسهم الداخلية، يشبهون عاهرات آخر الليل اللواتي لا يجدن زبونا محترما فيركبون مع أي مار عله ينقلهم إلى بر الأمان أو إلى برلمان. أعداؤك يا وطني، متهربون من الضرائب و هم في كل واد يصيحون أنهم مستثمرون، كل همهم ألا يمنحوا صناديق الدولة و لو سنتيما، يمسكون الشعب من الرقبة، كلما طالب بخبز و حليب و بعض الهواء طالبوه بمزيد من الدم و الصمت و الانصياع. أعداؤك يا وطني ، تنظيمات تسمى شبابية عمر أصغر قادتها خمسين سنة تزور الأرقام و تدعي أنها تؤطر الشباب والأكيد أنها كالنقابات تبيع في الظلام أبناءها، عندما تذهب إليها لتنخرط يطلبون منك شهادة تثبت التزامك بالصمت و الطاعة و النهيق أحيانا. أما النقابات فتحولت إلى مرتع للكسالى و الوصوليين و ذوي النيات المبيتة. أعداؤك يا وطني، من اغرقوا الإدارات بالجهلة و المرتشين و الأشباح و ذوي الشواهد المزورة والأسماء العائلية المعروفة، ثم أخرجوا ألسنتهم و أشيائهم لينادوا في البلاد حي على الصلاح حي على الحكامة و التخليق. وأكبر اعداؤك يا وطني الخونة و الخونة يا وطني نوعان خونة خارجييون يتآمرون عليك و الأخطر منهم خونة الداخل الذين يتاجرون بك، يرفعون رايتك و يمدحون قائدك و يبوسون سكانك و في المساء يختلون بشياطينهم ليقولوا لهم إنا معكم إنما نحن مستهزئون.