13 نوفمبر, 2015 - 09:13:00 "طلع انفجار كتير قوي، ماما احترق وجها وبابا نزلو الدم، هني بعدن بالسيارة وانا جيت لهون". كلمات اختصر فيها الطفل حيدر حسين مصطفى لحظات الانفجار التي عاشها وهو بين احضان والدته قبل ان يفرق التفجير الارهابي بينه وبين والديه الى الأبد. هو لا يعلم حتى الساعة انه لن يراهما من جديد وأنه سيحرم من حنانهما ولن ينطق اسمهما. يبكي وجعاً من اصابات طالته والماً على فقدان يشعر به، ينده خالته عليّة التي تخونها دموعها امام الصغير، تبتعد من سريره كي لا تحسسه بالمصاب الكبير، فخسارتها بالغة لشقيقتها وزوجها، تمسح دموعها وتقترب منه تمسك بيده وكأنها تطمئنه انها ستكمل واياه الدرب سوية وان عبّد في بدايته بدم اناس لا ذنب لهم الا انهم كانوا في زمان ومكان اختاره انتحاريون لنشر الموت فيه. حيدر واحد من عشرات الجرحى الذين اصيبوا امس بتفجيري برج البراجنة، نقل الى مستشفى الرسول الاعظم لتلقي العلاج بعد ان شاءت العناية الالهية انقاذه. تقول خالته ل"النهار": ارادت شقيقتي ليلى طالب (28 عاماً) شراء الخبز من امام منزلنا، وقبل ان تنزل من السيارة وقع الانفجار الاول، حضنت ابنها جيدا لكن نحمد الله ان شابا سارع الى انتشاله من بين يديها وركض به قبل وقوع الانفجار الثاني".