في الوقت الذي كان فيه العالم العربي مستغرقاً في نقاشات حول ترند "هش هش"، كانت هناك ثورة تنطلق في أمريكا. في عرض غير مسبوق خلال السوبربول 2025 ، قدّم مغنّي الرّاب الأمريكي كندريك لامارعرضاً كونيّاً تخطى حدود الأرض والفضاء، وأشعل الإنترنت بعاصفة من الدهشة والجدل. في 13 دقيقة فقط، لم يكتف لامار بإعادة تعريف عروض منتصف المباراة، بل حوّلها الى بيان سياسي وفني مشحون بالرسائل المشفرة. بذكاء حاد، استخدم لامار المسرح الأكثر مشاهدة في أمريكا ليوجّه سهامه الى السلطة، الاعلام، والتاريخ الأمريكي المليء بالتناقضات، ليحول العرض الى لحظة من الصّدمة والتأمّل. لم أكن يوماً من محبّي الرّاب، ربما لأنني أنتمي الى جيل مختلف. ولست من متابعي نتفليكس، ليس بسبب اختلاف الأجيال، بل بسبب المحتوى نفسه. ولكني اتابع ما يلفت انتباه ابنائي، وأرى كيف أصبحت الثقافة الشعبية الحديثة أكثر من مجرد ترفيه، بل انعكاساً قاسياً للواقع. في السنوات الأخيرة، تصاعدت الأعمال التي تستند الى مفهوم "اللعبة" كمجاز يعكس بنية السلطة العالمية. من "لعبة الحبار" التي وضعت أشخاصا يائسين في منافسة مميتة مقابل فرص نجاة، الى السوبر بول نفسه، حيث المسرح ليس فقط للرياضة، بل لمن يملك القوة لرسم السردية التي تحكم المشهد. في هذا السياق، جاء كندريك لامار ليكشف ان اللعبة الحقيقية لا تلعب على الملعب، بل في أروقة السياسة والاعلام والتاريخ المشوّه. لم يكن من قبيل الصدفة ان يبدأ العرض بظهور الممثل الأمريكي الشهير صامويل جاكسون قائلا: "تحياتي، انه عمكم سام.. وهذه هي اللعبة الامريكية العظيمة." لم تكن هذه الجملة مجرد افتتاحية، بل اعلاناً صريحاً بأنّ كل ما سنراه هو جزء من لعبة مدروسة، حيث يتحكم الأقوياء بالمشهد، بينما يحاول البقية النجاة. السوبربول يعتبر حدث ثقافي وسياسي ضخم في أمريكا، وليس مجرد مباراة كرة قدم. يقام نهائي الرابطة الوطنية لكرة القدم كل عام أوائل شباط، ليكون أكثر حدث تلفزيوني مشاهدة في الولاياتالمتحدةالامريكية. لكن أهميته تتجاوز الرياضة- -فهو ثاني أكبر يوم استهلاكي في أمريكا بعد يوم عيد الشكر، حيث تتنافس الشركات العالمية على شراء الإعلانات خلاله بأسعار خيالية، مما يجعل الإعلانات التجارية جزءاً من الحدث بحد ذاتها- كما يحدث مع الإعلانات الرمضانية خلال المسلسلات في العالم العربي-. لكن بالنسبة للكثيرين، اللحظة الأكثر انتظاراً ليست في المباراة نفسها، بل في عرض ما بين الشوطين. منذ ان قدم مايكل جاكسون اداءً أسطورياً في السوبربول 1993، تحوّل هذا العرض الى ساحة للرسائل السياسة والثقافية. وعلى خطى مايكل جاكسون تحديداً، جاء كندريك لامار في 2025 ليحوّل هذا المسرح من منصة للترفيه الى منبر للمواجهة. في 13 دقيقة فقط، كسر كندريك لامار جميع التوقعات والقواعد، محوّلاً السوبر بول من مجرد عرض ترفيهي الى بيان ثوريّ كشف فيه زيف "اللعبة الامريكية العظيمة". لكن هذه المرة، لم تكن هناك مؤثرات بصرية صاخبة، لم يكن هناك استعراض أجساد، لم يكن هناك "هزّ أرداف" على المسرح. على عكس العروض السابقة التي قدمتها ليدي غاغا، شاكيرا، وجنيفر لوبيز، والتي اعتمدت على الإثارة البصرية والجسدية كعنصر أساسي، جاء لامار ليكسر هذه القاعدة تماماً. لم يكن العرض قائماً على الجسد، بل على الكلمة، على الرسالة، وعلى الحضور القوي. الشخص الوحيد الذي كان مكشوف الجسد بوضوح كانت سيرينا ويليامز، لكنها لم تكن ترتدي زيا استعراضيا أو جريئا، بل كانت في ملابس التنس الخاصة بها، رمزا لقوتها وتاريخها، وليس للإثارة. الا انّ كندريك لامار لم يتوقف عند هذا الحد. اختياره ان يكون "كل شيء اسود" في عرضه لم يكن مجرد قرار فنّي، بل كان إعادة كتابة للسّردية الامريكية المفروضة. "اللعبة البيضاء…اللاعبون السود متى تطلب الأمر". ما شهدناه كان استعارة تمتد الى كل شيء، من الإعلانات الى رأس المال، مِن مَن ينجح الى من يتم اسقاطه. ولكن هذه المرة، لم يكن هناك راقصون بيض. لم يكن هناك وجوه بيضاء تسرق الأضواء. كانت البطولة سوداء المؤدون، الكلمات، الحركات، الرسائل. بمحاولات غير متوقفة للعب وفق "قانون اللعبة" كما حذره مرارا العم صامويل، لكنه في كل مرة كان يعيد تعريفها، كان يصنع منها لعبة بمشاعر وقلب وشوق الأسود لا الأبيض. لم يكن هذا مجرد تحد للنظام، بل كان استعادة لملعب لم يكن من المفترض ان يكون ملكا لهم يوما. ما قدمه كان ملحمة حقيقية، وكأن النص خرج من سطور تراجيديا اغريقية ليمر بكوميديا دانتي، ثم يحط على المسرج كتحليل لحاضر يسيطر فيه رجل بوجه برتقالي وشعر اصفر منصة الحضور. عندما قال العم سام ممثلا بصامويل جاكسون في بداية العرض: "هذه هي اللعبة الامريكية العظيمة" ، كانت تلك العبارة انعكاساً لعبارة ترامب الشهيرة: "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً". اللعبة الامريكية العظيمة، انعكاس لأمريكا نفسها- نظام وضعت قواعده لخدمة من صمموه، بينما يحاول الاخرون النجاة داخله. هذه الفكرة تتجسد بأعمال مثل لعبة الحبار والعاب الجوع، حيث تبدو اللعبة وكأنها مجرد ترفيه للمشاهدين، لكنها في الحقيقة اختبار قاس للبقاء على قيد الحياة. الفرق الوحيد هو ان الجمهور الحقيقي لهذه اللعبة ليس مجرد متفرج، بل لاعبون عالقون داخلها دون ان يدوكوا ذلك. يبدأ لامار بجولته، يحكي قصته، يضع ملامح رحلته، ومعها يرسل اشارات مشفرة لا تخطئها العين. لكن الأهم من ذلك، ان لم يكن يقف على مجرد مسرح عادي، بل على منصة صممت لتبدو وكأنها "جهاز تحكم" عملاق في لعبة فيديو. كل خطوة يخطوها كانت بمثابة ضغط على زر، تفعيل لمستوى جديد داخل المواجهة. يُسقط النظام رموزه وقوانينه امامه، لكنه يرفض ان يكون مجرد لاعب يخضع لقواعدهم. "لا مزيد من المجاملات، لا مصافحات ولا عناق- "فقط طاقة سوداء صافية، تتدفق بين أبناء المجتمع الواحد." "يجب أن يُحكم على الجميع…لكن هذه المرة، الله يفضّلنا وحدنا." في نظام لم يُصنع لحمايته، يعلن لامار التمرد، فإذا ما كانت العدالة انتقائية، فإن الكفة هذه المرة تميل لصالحه، لصالحهم، لصالح السود الذين لطالما كانوا وقود هذه اللعبة. "عشرون سنة في اللعبة، وما زال قلمي مكرساً للحقيقة القاسية، أتحدث بلسان يقظ، وأقرر أن الوقت قد حان." ولكن كما هو متوقع، تأتي الاستجابة سريعا من العم صامويل وكأن النظام يقول للامار: " لا،لا،لا،لا،لا صوت مرتفع جدا، متهور جدا، شارع جدا السيد لامار، هل تعرف حقا كيف تُلعب هذه اللعبة؟ إذا، شدد انتباهك." تحذير علني. لا ترفع صوتك، لا تتجاوز الحدود، لا تتصارع "كشارع" – لا تكن اسوداً اكثر من اللازم. لكن لامار لم يأت هنا للانحناء. كان هنا ليثبت ان اللعبة ليست كما ظنوا. لحظة التصعيد تصل ذروتها عندما يسمع الجمهور الجملة التالية: "الثورة ستبث على التلفاز… اخترت التوقيت الصحيح لكن الشخص الخطأ." في هذه اللحظة يعكس لامار واحدة من اشهر العبارات الثوريّة في التاريخ الأمريكي الحديث عندما قال جيل سكوت -هيرن في 1970 "الثورة لن تذاع على التلفاز"، ليحرّف لامار الكلمات ويبث الثورة على التلفاز، لأنهم لم يعودوا قادرين على إخفائها. ( تمنيت لو ان الكاميرات توجهت الى ترامب في تلك اللحظات). بعد ان تحدّى النظام وأعلن تمرّده، كانت خطوة لامار التالية هي المواجهة. لا مكان للصمت بعد الآن، لا مجال للحياد. ومن هنا جاء عنوان الجزء الثاني: " اشتبكوا" "شخص ما عليه أن يشتبك ولدت من جديد كنت أحدق في النجوم الحياة تستمر أحتاج جميع أطفالي." في "متواضع"، نظر لامار الى طفولته وفقره، متسائلا عما اذا كام المال قد غير اللعبة ام انه جعل الأمور اكثر وضوحا. في "دي ان ايه: يغوص في مفهوم الهوية: هل هو مجرد نتاج بيئته، ام ان النظام كان مبرمجا من البداية لوضعه في قالب محدد؟ في "النشوة"، يصل الى ادراك اكثر سوداوية: حتى عندما ينجح، فهو لا يزال محاصرا في نفس القواعد التي فرضت عليه منذ البداية، وكأن الصعود الى القمة لا يعني بالضرورة الحرية. "أنا بعيد الآن، نعم، أنا منخفض، حسن الجزيرة هنا بعيدة، حسنا أفكر في الموت، أحصد ما زرعته، حسنا بنجامين وجاكسون في بيتي، كما لو أنني جو، حسناً" في "الرجل في الحديقة"، يتحوّل الأمر إلى مواجهة مباشرة مع الواقع، حيث يبدأ التحدي الأكبر: ما هو الثمن الذي يجب دفعه لكسر القواعد؟ هنا، لامار لا يطلب مساحة داخل اللعبة، ولكن يطالب بإعادة تعريفها بالكامل، حتى لو عنى ذلك حرق كل شيء وإعادة البناء من الصفر. "آنا أستحق كل شيء أبعد هؤلاء الفقراء عني جوهر روحي معدي، وهذا مقبول لدي أحرق هذا المكان بالكامل، لا تلعب معي، ابقَ معي" هنا يعلن لامار التمرد الكامل. في هذه اللحظة يتدخل صامويل قائلاً: آه، أرى أنّك أحضرت أصدقاءك معك يبدأ الجمهور في التساؤل: من هم اللاعبون الحقيقيون؟ فيرد لامار: غميضة، وضعت الألماس في سلسلتي …غميضة ثم تأتي لحظة "لوثر"، والتي تأخذ العرض الى بعد فلسفي وديني أعمق. هل يشير إلى مارتن لوثر كينغ جونيور، الزعيم الذي حلم بمجتمع أكثر عدالة؟ أم أنه يستحضر مارتن لوثر الذي تحدى سلطة الكنيسة وأحدث شرخا في النظام القائم؟ "رومان الرقم سبعة، ألقه على الأرض."في كلتا الحالتين، الرّسالة واحدة: النظام يحتاج إلى تغيير جذري، لا إلى تجميل أو ترقيع. اللعبة لم تكن عادلة منذ البداية، ولا يمكن إصلاحها إلا بهدمها بالكامل. "لو كان هذا العالم لي، كنت سأضاعف أحلامك لو كان هذا العالم لي، كنت سأضع أعداءك أمام الله." ثم نصل إلى "كل النجوم"، حيث يهيّئ لامار الجمهور للحظة الحسم، وكأنه يخبرهم أن اللعبة ستنكشف تماماً: "أخبرني ماذا ستفعل لي؟ المواجهة ليست شيئًا جديدًا عليّ يمكنك إحضار رصاصة، مشرحة، سيف لكن لا يمكنك إحضار الحقيقة لي." والآن، تنكشف اللعبة بأكملها. في "ليسوا مثلنا " ينتقم لامار من غريمه مغنّي الرّاب الكندي الشهير دريك، ليسجّل هدفاً فوق الهدف. ولكن اللحظة التي سيذكرها التاريخ لم تكن مجرد استعراض للمهارات الغنائية، بل دخول لاعبة التنس الاسطورية سيرينا وليامز نفسها الى المشهد، حيث أدت رقصة "كريب ووك" في مدة لم تتجاوز الدقيقة. لم يكن ظهورها مجرد حركة استعراضية، بل لحظة مليئة بالرمزية. نشأت سيرينا في كومبتون، كاليفورنيا، حيث بدأت رحلتها في التنس وسط بيئة شكّلت هويتها، وثقافةٍ كانت كريب ووك جزءا أصيلاً منها. لم تكن هذه الرقصة مجرد حركة عفوية، بل استعادة واعية لجزء من تراثها، رسالة واضحة بأنها تقف بثبات في جذورها، بلا اعتذار أو خجل. عندما أدت سيرينا نفس الرقصة قبل أكثر من عقد، أثناء تتويجها في ويمبلدون 2012، وجهت إليها انتقادات لاذعة، وسخر منها باعتبارها لا تليق بالمكان او الحدث. لكن هذه المرة، لم تكن بحاجة الى الاعتذار. كان المسرح أكبر، وكانت الرسالة أقوى: لا شيء يمنعها بالاحتفاء بمكن تكون. "ليسوا مثلنا"، لم تكن مجرد اغنية، بل كانت لحظة اعلان بأن اللعبة التي ظنوا انهم يتحكمون بها لم تعد ملكاً لهم. "انه انقسام ثقافي، سأطرحه على الأرض" تثم تأتي الضربة الأخيرة: "أربعون فدّاناً وبغل. هذا أكبر من الموسيقى." في لحظة واحدة أعاد لامار كتابة التاريخ. لم يكن الأمر متعلقاً بالنجاح الفردي، بل بإعادة فتح ملفات التاريخ المسروق، والحقوق التي لم تمنح قط. وعد الأربعون فداناً وبغل، الذي وعد به العبيد المحررون بعد الحرب الاهلية الامريكية ولم يتحقق أبدا، عاد الآن ليطرح على أضخم مسرح في العالم. لحظة لم تكن مجرد تذكير بالماضي، بل ربما مطالبة متأخرة باستحقاق سلب لقرون، في زمن يجلس على عرش أمريكا رجل يقسم العالم كما يشاء. ويشتري ويبيع ما لا يملكه. (وددت لو توجهت الكاميرات نحو ترامب هنا كذلك). الخاتمة: لا يوجد ملك اخر في هذه اللعبة. "أغلق التلفاز " "لا يوجد ملك آخر في هذه اللعبة، هم مجرد إخوتي الصغار" مجرد أطفالي، طلقة واحدة ويختفون." انتهى العرض وانتهت لعبة لامار في 13 دقيقة- رقم ليس عشوائياً، بل إشارة مباشرة الى التعديل الثالث عشر في الدستور الأمريكي، الذي ألغى العبودية. كانت تلك الدقائق كافية لقلب الطاولة على الجميع: جعلت ترامب يخرج مهرولاً من المباراة التي كسر في حضوره لها قواعد الرؤساء ممن سبقوه في عدم حضور المباريات لأن السياسة يجب الا تدخل الى المباراة. ولكن فاجأه لامار بعرض كشف فيه السياسة التي تقع في صميم اللعبة. لم يشارك بالعرض أي راقص ابيض. من العم سام الذي لبس رداءه صامويل، وقدم لامار لوحة أمريكية سوداء تبث الحماس والقوة، والاعتداد بالحق، والأصل، والإمكانيات. كان السود هم اللاعبون بينما المشاهدون من كل الألوان. وحين انتهى كل شيء، وبينما كانت الكاميرات تلتقط اللحظات الأخيرة للعرض، ظهر أحد الراقصين، رافعاً علم السودان وغزة عالياً. لم يستمر المشهد طويلًا قبل أن يتدخل الحراس لإنزاله، لكن اللقطة كانت قد بُثّت، ولو لثوانٍ قليلة، رغم كل محاولات التشفير والرقابة. هناك لحظة للحقيقة حددها لامار ب13 دقيقة، يحاول ترامب وفرقته من الببغاوات البيضاء المتقنة الحديث إعادة تدوير شعاره الفارغ "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" بالسيطرة والقوة، بالتهميش، وبالخداع. ولكن ما شهدناه اثبت ان القوة الحقيقية ليست فيمن يفرضون سلطتهم بالقهر والبطش، بل فيمن يمتلكون الشجاعة ليكونوا على حقيقيهم بلا خوف. هؤلاء الذين يعتقدون أن السلطة تُنتزع بالقوة وحدها، لم يدركوا بعد أن هناك قوة أخرى، أكثر ثباتاً، أكثر رسوخاً—قوة تأتي من معرفة الجذور، من عدم التلون، من الوقوف في وجه الطغاة دون أن تنحني. ربما لم يكن ذلك المشهد مرضياً للمتفرجين المعتادين على لعبة الطاعة الصامتة، حيث يخفض الجميع رؤوسهم انتظاراً لتعليمات السيد الكبير، حيث تُدار الصفقات في غرف مغلقة، وحيث الصمت يصبح استراتيجية بحد ذاته. كانت هناك رسالة واضحة: لا أحد يستطيع إيقاف الحقيقة عندما يحين وقتها، مهما حاولوا، ومهما أرعبوا. الحقيقة لا تُصنع خلف الأبواب المؤصدة، ولا تُفرض بالمجاملات الدبلوماسية الرخيصة، ولا تُطمس ببيانات الترضية المتقنة الصياغة. الحقيقة صاخبة، جارحة، تنفجر في اللحظة التي يظن فيها الجميع أنها أصبحت تحت السيطرة. في تلك الدقائق، لم يكن هناك متسع للوجوه المترددة، ولا لمن يحسبون خطواتهم بناءً على رضا القوى الكبرى. كان هناك صوت واحد، قوي، ثابت، لا يحتاج إلى إذن، ولا يعترف بالحدود المصطنعة للجرأة والصدمة. .هش هش … قلت له مين هش هش… قال لي زرافة قلت له روح احضر ملك الغابة وتعلم عن نظرية التطور.