- العرائش 04 نوفمبر, 2015 - 03:47:00 يستمر عمّال شركة الأرز الإسبانية Mundiriz في خوض إعتصام مفتوح منذ شهر أكتوبر. الشركة الإسبانية الرائدة في زراعة ومعالجة الأرز والتي تتخذ من قرية "الهيايضة"، بإقليمالعرائش، مقرا لها قررت إدارتها طرد هؤلاء العمال بعد أن طالبوا بتسوية وتحسين وضعيتهم المالية والإدارية، علما أن الطرد التعسفي نال من عمّال تصل أقدميتهم إلى 15 سنة من العمل القار. نورالدين اللوكي، مندوب العمّال بذات الشركة، كشف ل"لكم" بأن ظروف العمل التي يعملون فيها تشبه إلى حد كبير ما كان يحدث في زمن العبودية إذ يجبر العمال الفقراء ومعظمهم لا يحسن القراءة والكتابة على العمل لساعات طويلة وحمل أكياس الأرز الثقيلة، فضلا عن إستنشاق مواد خطيرة دون مراعاة قانون الشغل المغربي. ويتهم اللوكي ، الشركة الإسبانية بإستعمال مواد كيماوية خطيرة في عملية تخزين الأرز. وذكر أن الشركة تستعين بمادتين أساسيتين هما Bromure de methyle وهو مركب كيميائي تنبعث منه غازات سامة مضرة بالإنسان ويخرب البيئة. ويستعمل كمبيد للحشرات وهذه المادة تخرب طبقة الأوزون وتتسب في إنبعاث الغازات الدفيئة، واعتبرها بروتوكول مونتريال بكندا منذ 1987 مادة خطيرة،ليتم حظرها فعليا بدول الإتحاد الأوروبي منذ سنة 2011 . اللوكي أشار أيضا إلى إستعمال الشركة مادة أخرى يتم نثرها في جنبات المعمل للقضاء على الفئران وتدعى فوسفور الألومنيوم phosphure d'aluminium (phostoxin) وهي مادة على شكل مسحوق أبيض، يحذر منها المختصون في حالة إتصالها بالسوائل، إذ تتحول إلى مادة الفوسفين، وهو غاز سام وقابل للإشتعال. ويتم إستعماله كمبيد للقوارض والفئران أو كمعقم للتربة. نور الدين اللوكي، صرح في حديثه ل"لكم" بأن إدارة الشركة تلجأ إلى وضع كميات من أقراص هذه المواد داخل مخازن ضخمة، لحفظ الأرز من هجمات الفئران والقوارض. ودعا اللوكي وزارة الصحة المغربية إلى فتح تحقيق حول إستعمال هذه المواد الخطيرة . وكانت نقابة الاتحاد العام المغربي للشغل قد راسلت وزير التشغيل والشؤون الإجتماعية عبد السلام الصديقي، دعته فيها لتشكيل لجنة للوقوف والتقصي في الظروف التي يشتغل فيها العمال المعرضين للخطر،جراء إستنشاقهم للغبار الممزوج بالمبيدات وسموم الفئران فضلا عن عدم تمكين العمال من وسائل الوقاية غير الموجودة أساسا، و التي كان ضحيتها عدة عمال أصيبوا بأمراض مزمنة وتدهور في صحتهم. وندّدت مراسلة النقابة بمندوب الشغل الذي رفض الإستماع للعمّال إلا في حالة واحدة، وهي من أجل إيصال رسائل تهديدية للعمال المضربين، آمرا إياهم بالعودة للعمل، حسب مضمون المراسلة. وإستغرب محمد فخر الدين، مسؤول الإتحاد العام المغربي للشغل ، من نتائج اللقاء الذي نظمته اللجنة الإقليمية للبحت و المصالحة بمقر عمالة إقليمالعرائش بعد 20 يوم من إضراب العمال إذ كشف الأخير أن رئيس قسم الشؤون الداخلية بالعمالة تحدث وكأنه محام للشركة الإسبانية، وأضاف "كان حديثه لا يمت بصلة بمسؤول يفترض أنه قطع مع طريقة المخزن القديم " وندد فخر الدين بذات المسؤول الذي خاطب العمال ناصحا إياهم بالبقاء في منظمة نقابية أخرى سماها لهم، وهو الشيء الذي يتنافى مع حياد السلطة و التعددية و حرية الانتماء يختم الكاتب الإقليمي للنقابة. في غضون ذلك أصدرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع العرائش، تقريرا مطولا دقّت فيه ناقوس الخطر، بعد أن وجدت أن نسبة كبيرة من عمّال شركة MUNDIRIZ ، يُعانون من أمراض مهنية خطيرة ومزمنة، كضيق التنفس والربو و أمراض التهاب العيون والتهابات جلدية وأمراض العمود الفقري وتمزق العضلات و الإنفلوانزا ونقصان المناعة وأمراض في الأمعاء و الكبد و الرئتين والجهاز العصبي وكذا نقص في السمع جراء الغبار الناتج عن معالجة وشحن الأرز والضجيج المفرط الذي يصدر من الآلات. الجمعية المغربية حذّرت بشدة من أن الشركة الإسبانية التي تحميها جهات في السلطة حسب تعبير نقابة عمّالية، تقوم بإستعمال مبيدات ومواد كيماوية سامة جدا ومحظورة دوليا وأعلنت AMDH أنها بصدد تنظيم حملة دولية لفضح ممارسات شركة Mundiriz و Riverra de Arroz حول ما أسمته "قمع الحريات النقابية وخرق القوانين المحلية والدولية،مع استعمال مواد كيماوية محظورة دوليا واستغلالها للعمال في أبشع الظروف" ودعت في ذات التقرير إلى مقاطعة منتوجات هذه الشركة. ولمعرفة وجهة نظر إدارة الشركة في هذا الموضوع، إنتقلنا إلى مقرها بقرية الهيايضة،إلا أنه تم رفض طلبنا للقاء المدير أو من ينوب عنه كما أن الاتصالات الهاتفية جوبهت بالتجاهل.