ماذا يقع في وزارة النقل؟.. هل يواجه الوزير قيوح عناد "العفاريت والتماسيح"؟    الولايات المتحدة تعلن تمديد وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير    رسميا.. عادل هالا يقدم استقالته من رئاسة الرجاء    موتسيبي: قرعة النسخة ال35 من كأس إفريقيا ستكون مثيرة والمغرب يحتل مكانة خاصة في قلبي    الكاف" تستعين بحجّي و3 نجوم أفارقة للمشاركة في سحب قرعة "الكان"    مؤثر إسباني: شغف المغاربة بكرة القدم الإسبانية يجعلني أشعر وكأنني واحد منهم    طقس الإثنين. . امطار مرتقبة بالريف والواجهة المتوسطية    هبوب رياح قوية مرتقبة اليوم وغدا بعدد من أقاليم المملكة    نقابة التعليم العالي تدين توقيف أستاذين بجامعة محمد الخامس وتدعو إلى سحب القرار    إضراب واعتصام أمام الادارة العامة للتكوين المهني لهذا السبب    النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام تعلن عن أسبوع للغضب    قرعة كأس أمم إفريقيا 2025.. المغرب يفتح أبوابه لبطولة قارية تاريخية    "كان" 2025.. المنتخب يخوض مبارياته في الرباط و"الكاف" تكشف تقسيم المباريات على الملاعب    الكرملين ينتظر إشارات من واشنطن لاجتماع محتمل بين بوتين وترامب    مصرع خمسة أشخاص في انفجار نفق بسد المختار السوسي بتارودانت    "فاجعة" سد المختار السوسي.. وفاة العمال الذين كانوا محاصرين    ريدوان يهدي المنتخب المغربي أغنية جديدة بعنوان "مغربي مغربي"    وفد عسكري مغربي يزور مؤسسات تاريخية عسكرية في إسبانيا لتعزيز التعاون    نهضة بركان يستعيد توازنه بفوز كبير في عقر دار اتحاد طنجة    انخفاض أسعار الذهب مع ارتفاع الدولار    الصين: قدرة تخزين الطاقة الجديدة تتجاوز 70 مليون كيلووات    وعود ترامب الثلاثة التي تهم المغرب    انتشال قتيلين من ضحايا نفق بسد المختار السوسي نواحي تارودانت    انتشال جثتين من سد المختار السوسي فيما لازال البحث جاريا عن 3 مفقودين    كيوسك الإثنين | شركة ألمانية تنخرط في مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا    قتلى أثناء هروب جماعي من سجن في الكونغو الديموقراطية    ريدوان في انتاج فني رياضي غير مسبوق بالعالم والمغرب    تراجع أسعار النفط بعد دعوة الرئيس ترامب أوبك إلى خفض الأسعار    طلبة الطب والصيدلة يطالبون بتسريع تنزيل اتفاق التسوية    سكان قطاع غزة يبدأون العودة للشمال بعد تجاوز أزمة تتعلق برهينة    تايلاند تصرف دعما لكبار السن بقيمة 890 مليون دولار لإنعاش الاقتصاد    بدء عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة    برودة القدمين المستمرة تدق ناقوس الخطر    شكاية سيدة وابنتها حول النصب والاحتيال والابتزاز ضد رئيس جماعة على طاولة وكيل الملك بابتدائية سيدي بنور    ندوة ترثي المؤرخة لطيفة الكندوز    حريق جزئي في بناية 'دار النيابة' التاريخية بطنجة بسبب تماس كهربائي    الشرقاوي حبوب: تفكيك خلية إرهابية بمنطقة حد السوالم يندرج في إطار الجهود المبذولة للتصدي للخطر الإرهابي    الدورة 35 لماراطون مراكش الدولي: العداء الكيني ألفونس كيغين كيبووت والإثيوبية تيرفي تسيغاي يفوزان باللقب    تراجع للدرهم أمام الأورو.. و4% نمو سنوي في الاحتياطيات    هذه خطة المغرب لتعزيز شراكته الاقتصادية مع الصين وتقليص العجز التجاري    وزارة الصحة تعلن عن الإجراءات الصحية الجديدة لأداء مناسك العمرة    بعد نجاحه مع نشيد ريال مدريد.. ريدوان يستعد لإطلاق أغنية خاصة ب"أسود الأطلس"    تفشي مرض الحصبة في المغرب.. الوضع يتفاقم والسلطات تتحرك لمواجهة اتساع رقعة انتشاره    تدشين وإطلاق عدة مشاريع للتنمية الفلاحية والقروية بإقليم شفشاون    وزارة التجهيز والماء تطلق ورشات تشاورية لتثمين الملك العمومي البحري    الطماطم المغربية تغزو الأسواق الأوروبية أمام تراجع إسبانيا وهولندا    جمعوية: الكلاب المتخلى عنها الأخطر على المواطنين مقارنة بالضالة    المغرب حاضر بقوة في المعرض الدولي للسياحة في مدريد    رحلة مؤثر بريطاني شهير اكتشف سحر المغرب وأعلن إسلامه    شبكة صحية تنتقد الفشل في التصدي ل"بوحمرون" وتدعو لإعلان حالة طوارئ صحية    لقاء ينبش في ذاكرة ابن الموقت    معرض القاهرة الدولي للكتاب .. حضور وازن للشاعر والإعلامي المغربي سعيد كوبريت في أمسية شعرية دولية    القنصلية العامة للمملكة بمدريد تحتفل برأس السنة الامازيغية    غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احتضار الصحافة الأمريكية: أزمة وجودية في قلب الديمقراطية
نشر في لكم يوم 25 - 01 - 2025

مع بداية عام 2025، يعيش الجسم الصحفي الأمريكي لحظات عصيبة تعكس أعمق أزماته في العصر الحديث. موجة من التسريحات الجماعية وإغلاق المنافذ الإعلامية المستقلة تضع مستقبل الصحافة الحرة، الحارس الأبرز للديمقراطية، في مواجهة خطر وجودي حقيقي. رسالة وصلتني من فريق The Intercept، إحدى أبرز مؤسسات الصحافة الاستقصائية المستقلة، كانت بمثابة صرخة استغاثة، لكنها أيضًا تعبير عن أزمة عالمية تطال الإعلام وحرية التعبير.
شهدت مؤسسات إعلامية بارزة مثل HuffPost تسريح ما يقرب من ربع فريقها التحريري، بينما استغنت صحيفة واشنطن بوست عن 100 موظف. هذه الأرقام تضيف إلى نزيف مستمر يعاني منه الإعلام منذ سنوات، حيث انخفض عدد الصحفيين في الولايات المتحدة بنسبة 26% بين عامي 2008 و2020. في العام الماضي فقط، تم إلغاء 4902 وظيفة إعلامية، في أكبر موجة تسريحات منذ جائحة 2020.
الأزمة لا تقتصر على الاقتصاد.المشهد السياسي الأمريكي يزداد عداءً للصحافة. شخصيات بارزة مثل دونالد ترامب وإيلون ماسك يهددون بخفض التمويل عن وسائل إعلام عامة مثل NPR وPBS. وهما مؤسستان إعلاميتان غير ربحيتين تُعتبران من أبرز الأصوات المستقلة في الإعلام الأمريكي. تقدم NPR، وهي اختصار ل National Public Radio (الإذاعة الوطنية العامة)، محتوى إذاعيًا متميزًا يتنوع بين الأخبار والتحليلات الثقافية والاجتماعية. أما PBS، أو Public Broadcasting Service (خدمة البث العام)، فهي شبكة تلفزيونية تقدم برامج تعليمية وثقافية، وتُعتبر ملاذًا للأعمال الإعلامية الجادة والمستقلة. تهديد التمويل عن هاتين المؤسستين لا يعني فقط تضييق الخناق على الإعلام المستقل، بل ضربة قاسية لحق المواطنين في الحصول على محتوى إعلامي متنوع وغير منحاز.
القانون سلاح الأغنياء ضد الإعلام
إلى جانب الضغوط السياسية، يواجه الصحفيون معارك قانونية شرسة. أثرياء مثل إريك برنس يستخدمون قوانين التشهير لتقييد المؤسسات الإعلامية واستنزاف مواردها، مما يهدد قدرتها على كشف الفساد والنفوذ.
هذه الأزمات ليست مجرد تهديد للصحافة، بل للديمقراطية نفسها. الإعلام هو العمود الفقري لأي نظام ديمقراطي، وحين يصبح الصحفي عدوًا أو عبئًا، فإن حرية التعبير نفسها تختفي. كيف يمكن أن تُختزل الديمقراطية إلى شعارات جوفاء بينما تُخنق الكلمة الحرة؟
الرسالة التي وصلتني من The Intercept لم تكن مجرد طلب دعم مالي، بل صرخة تنبيه: إذا كان هذا هو حال الصحافة في الولايات المتحدة، التي لطالما كانت رمزًا لحرية التعبير، فماذا عن الصحافة في بقية العالم؟ إذا كانت الديمقراطية تختنق في مهدها، فما المصير الذي ينتظرنا جميعًا؟
إن ما نراه اليوم هو عبث محض. المؤسسات التي يُفترض أن تكون حامية للحقيقة تُغلق، والصحفيون الذين يُفترض أن يكونوا حراسًا للديمقراطية يُطاردون. السؤال هنا ليس فقط عن الصحافة الأمريكية، بل عن مستقبل حرية التعبير عالميًا. إذا أردنا إنقاذ الصحافة، علينا أن نعيد التفكير في دورها وأهميتها، لأن احتضارها هو احتضار للديمقراطية نفسها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.