31 أكتوبر, 2015 - 08:52:00 حذر مصطفى لكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، من قتل الذاكرة الوطنية للمغاربة، وقال إنه "لذا الإنسان قدرة خارقة على قتل ذاكرته بكثير من اللامبالاة". وقال لكثيري، في درس افتتاحي، بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، أمس الخميس، في موضوع "الذاكرة التاريخية الوطنية بين سؤالي الهوية ومنظومة القيم"، إن الحفاظ على الذاكرة التاريخية والوعي بأهميتها وفاعليتها واجب وطني سامي ومقدس، وإنه "لا حداثة صحيحة وفعلية دون ذاكرة تاريخية شاملة ومتكاملة". وأضاف المندوب السامي، أن الذاكرة البشرية (أي ذاكرة الأشخاص) هي عماد حياة الفرد، إذ لا حياة للفرد من دون ذاكرة، وبالتالي فالذاكرة التاريخية الجماعية هي أساس تطور المجتمع وتنميته وتقدمه. ودعا إلى الرهان على الذاكرة التاريخية الوطنية، الحبلى بالأمجاد والعبر والدروس والسبيل واستثمار الرصيد الوطني من أجل ربط الماضي بالحاضر والمستقبل، و"التطلع لجعل هذا الموروث إطارا لتمثل القيم النبيلة وتحصين مقومات الهوية الوطنية". وشدد على دور الذاكرة التاريخية الوطنية في تحديد ورسم معالم الهوية الوطنية وترسيخ القيم الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية لذا الناشئة والأجيال الجديدة. وفي تعريفه ل"الذاكرة التاريخية الوطنية" ومكانتها داخل النسيج المجتمعي المغربي، قال الكثيري إن "الذاكرة التاريخية الوطنية هي أولا وقبل كل شيء روح الأمة ومكنوناتها، وهي محطات تاريخية مفصلية حددت قدر البقاء، إنها التوجهات والقناعات والخيارات الوطنية والنضالية للمجاهدين والمقاومين وصناع ملحمة ثورة الملك والشعب، هي مواقف بطولية، وهي كذلك مبادئ صدق والتزام ونكران الذات والتضحية، قصص رجال ونساء شيمهم الإخلاص والوفاء والعطاء دون حساب وبسخاء." وأضاف المحاضر أن "الذاكرة التاريخية الوطنية هي أسفار ورحلات خطت بدم الشهداء وزخرفت بشهب النار، تعبق منها رائحة البارود...إنها رأسمال لا مادي، ثروة وطنية يستحيل تسعيرها... هي التي صنعت المغرب الذي نعيش في كنفه اليوم، هي التي حددت معالم الهوية التي نعتز بحملها، ذاكرة تاريخية يزيد عمرها عن 14 قرن".