احتفت مدينة طنجة بإنجاز علمي جديد في مجال الذكاء الاصطناعي والطيران، حيث شهدت المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة، صباح السبت الماضي، حدثاً علمياً بارزاً تمثل في مناقشة أطروحة دكتوراه في مجال علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي. وناقش الباحث محمد سعيد القسطيط، باللغة الإنجليزية، بحثاً مبتكراً حول استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين مراقبة الحركة الجوية، وذلك من خلال التعرف التلقائي على الكلام والبيانات المفتوحة للطيران. ويقدم البحث حلولا مبتكرة لتحسين كفاءة وسلامة الحركة الجوية من خلال تطوير نظام ذكي يجمع بين التعرف الآلي على الكلام والبيانات الملاحية المفتوحة. ومنحت اللجنة العلمية التي اشتغلت تحت إشراف الأستاذ اليحياوي عبد الواحد ومقررا عن الأكاديمية الدولية محمد السادس للطيران المدني وبحضور رئيس قسم المراقبة الجوية بمطار طنجة ابن بطوطة، الباحث درجة الدكتوراه، ميزة مشرف جدا مع توصية بالنشر، معتبرة إياها مرجعا مهما للباحثين المتخصصين وطلبة الذكاء الاصطناعي. وحسب المعطيات التي توصل إليها موقع "لكم"، فإن البحث قد حظي باهتمام دولي، بعد قبول نشره في مجلة "MDPI, Aerospace" السويسرية المصنفة Q1، كما نال إشادة من معهد توجيه الطيران التابع للمركز الألماني للفضاء، حيث أصبح الدكتور القسطيط عالم بيانات " Data Scientist" متخصصاً في مجال الذكاء الاصطناعي. والدكتور محمد سعيد القسطيط، حسب معطيات حصل عليها موقع "لكم" من أسرة الباحث، فهو ابن المدرسة العمومية المغربية، بدأ مساره التعليمي بحصوله على شهادة الباكالوريا في الإلكترونيك من ثانوية مولاي يوسف التقنية بطنجة، ثم نال الدبلوم الجامعي للتكنولوجيا في الهندسة الكهربائية من المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء. وبعد تجربة مهنية في القطاع الخاص، حيث أشرف على مشاريع تقنية مهمة مع الاتصالات الوطنية، وشارك في دورات تدريبية متقدمة في آسيا وأوروبا، واصل دراسته في المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة ليحصل على دبلوم مهندس الدولة في تخصص المعلوميات. وقد أسس بعد ذلك شركته الخاصة في مجال الاتصالات والمعلوميات، حيث قاد العديد من المشاريع في مجال التكنولوجيات الحديثة. كما حصل على إجازة طيار خصوصي من الإدارة العامة للطيران المدني بالرباط، ويشغل حالياً منصب رئيس مركز الفحص التقني للسيارات "ULTRA CONTROLE" بطنجة. يُذكر أن الباحث هو شقيق المهندس أحمد القسطيط، خبيرالأنظمة اللاسلكية ورئيس قسم الابتكار والمعايير بمجموعة فيوليا، والذي يرأس حالياً اللجنة الوطنية لأنظمة القراءة عن بعد والعدادات الذكية في فرنسا. وحسب باحثين حضروا المناقشة، فإن هذا الإنجاز العلمي يعد إضافة نوعية للبحث العلمي المغربي في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في قطاع الطيران، مما يؤكد قدرة الكفاءات المغربية على المساهمة في تطوير التقنيات المتقدمة على المستوى العالمي. ولم يفت الباحث في نهاية المناقشة بأن يتقدم بجزيل الشكر لرئيس جامعة عبد المالك السعدي ومدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة ومدير مطار ابن بطوطة بطنجة و كل أعضاء لجنة التحكيم والضيوف الكرام والى كل من شرفوه بالحضور.