إذا كانت فصائل المعارضة السورية قد تمكنت من السيطرة على محافظة حلب وأرياف محافظات أخرى خلال هذا الأسبوع، فإن هذا التحول قد يشير إلى حدوث تغيير كبير في موازين القوى وفي ديناميكيات الصراع. التفسير المنطقي لهذا السيناريو يمكن إرجاعه لعدة عوامل، من أبرزها: 1. ضعف قوات النظام وتراجع دورحلفائه: قد يكون النظام وحلفاؤه (مثل روسيا وإيران) قد تعرضوا لضغوط عسكرية أو اقتصادية شديدة، مما أدى إلى تراجع قدرتهم على دعم قواتهم في مناطق مثل حلب. إذا كانت هناك خسائر كبيرة في الأرواح أو المعدات، فإن قوات النظام قد تفقد قدرتها على الحفاظ على سيطرتها. كما أن سيطرة المعارضة قد تعني حدوث تراجع في دعم حلفاء النظام مثل روسيا وإيران بسبب ضغوط دولية أو داخلية في تلك الدول، مما أضعف موقف النظام السوري وجعله في مأزق كبير. 2. تحسن التنسيق بين فصائل المعارضة ووجود دعم خارجي: قد تكون فصائل المعارضة السورية قد نجحت في توحيد صفوفها بشكل غير مسبوق. إذا تمكنت الفصائل من تجاوز الانقسامات الأيديولوجية أو السياسية، فإن هذا قد يمنحها تفوقاً عسكرياً على الأرض. تحالفات جديدة أو تعزيز التعاون بين الفصائل المختلفة يمكن أن يؤدي إلى عمليات عسكرية أكثر تنسيقاً وفعالية. وقد يكون هناك دعم خارجي مفاجئ أو جديد لفصائل المعارضة، سواء من تركيا أو دول أخرى، مما يعزز قدراتهم التسليحية والمادية، ويمكنهم من القيام بهجمات منسقة ضد قوات النظام. 3. ضعف معنويات قوات النظام: الخسائر المتكررة والتوترات الداخلية: إذا كانت قوات النظام قد تعرضت لخسائر مستمرة أو كانت هناك مشاكل لوجستية، فإن هذا قد يؤدي إلى تراجع الروح المعنوية للقوات المقاتلة، مما يسهل على المعارضة تحقيق تقدم في مناطق مثل حلب أو غيرها. كما النظام السوري قد يكون يواجه تحديات داخلية، مثل صراعات داخلية بين أجنحته أو احتجاجات في مناطق خاضعة لسيطرته، مما يضعف موقفه العسكري على الجبهات. 5. استراتيجية انسحاب للنظام: قد يكون النظام قد قرر التخلي عن بعض المناطق مثل حلب لأسباب تكتيكية، مثل التركيز على الدفاع عن مناطق أكثر أهمية استراتيجياً. في مثل هذا السيناريو، قد ينسحب النظام من حلب وغيرها من المدن لإعادة توزيع قواته على جبهات أكثر أهمية له. 6. تأثيرات دولية أو إقليمية: ضغوط دبلوماسية: قد يكون هناك تحول في المواقف الدولية، مما أدى إلى ضغوط على النظام السوري للتراجع عن بعض المناطق. ويمكن أن تكون هناك مفاوضات دولية قد ساهمت في تسهيل هذه السيطرة للمعارضة على المدن الرئيسية، علاوة على وجود تغير في سياسات دول الجوار، مثل تركيا، قد يؤدي إلى دعم مباشر للمعارضة بهدف تحقيق مكاسب سريعة ضد النظام. لكل هذه العوامل يمكن القول أنه إذا سيطرت فصائل المعارضة على حلب أو مدن أخرى بشكل متسارع ومن دون وجود اي مقاومة شرسة من طرف جيش النظام السوري، فإن التفسير الأكثر منطقية سيكون مزيجاً من ضعف قوات النظام وحلفائه، وتحسن في التنسيق بين فصائل المعارضة، ودعم خارجي مفاجئ، وربما ضغوط دولية أو إقليمية. لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن أي انتصار عسكري للمعارضة قد يظل غير مستقر في حال لم يترافق ذلك مع حدوث تغييرات استراتيجية أكبر في مسار الصراع.