قال أحمد البواري وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن القطاع الفلاحي بالمغرب يواجه تحديا كبيرا يتمثل في الظروف المناخية جد الصعبة، وتوالي سنوات الجفاف التي تأدت إلى تراجع كبير في كمية المياه المخصصة للفلاحة. وأوضح في جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس المستشارين، اليوم الثلاثاء، أن هذه الظروف أثرت بشكل خاص على المناطق المسقية من السدود كملوية ودكالة، تادلة، الحوز، وسوس ماسة وورزازات.
وأشار أن القيود الصارمة في مجال السقي أثرت سلبا على الإنتاج الفلاحي بأكمله، فالمياه المخصصة للمجال الفلاحي في الموسم المنصرم خاصة في الدوائر السقوية الكبيرة لم تتجاوز 900 مليون متر مكعب، بنسبة تغطية لم تتجاوز 17 في المائة من حاجيات المياه السقوية. وأضاف " خلافا لبعض الأفكار المسبقة فإن قطاع الري لا يستخدم إلا الموارد المائية المتبقية من السدود، وذلك بعد تلبية الطلب على مياه الشرب والقطاعات الأخرى". وأكد البواري أن القطاع الفلاحي كان الأكثر تأثرا بالقيود المفروضة على استعمال المياه، مشيرا أنه بالنسبة للموسم الحالي مكنت التساقطات المطرية التي عرفها المغرب ببعض المناطق من تحسن نسبي في بعض دوائر الري الكبير، وخاصة في تافيلالت ورزازات وملوية، لكن مخزون السدود الفلاحية لازال ضعيفا خاصة بحوض أم الربيع وتانسيفت، وسوس ماسة. وتابع " مخزون السدود الفلاحية حاليا يبلغ 3 مليار و900 مليون متر مكعب، بنسبة ملء تقدر بحوالي 20 في المائة"، مبرزا أن 70 في المائة من هذا المخزون يتواجد في مناطق اللوكوس والغرب. وأكد أنه بالنظر لضعف الموارد المائية في الكثير من الدوائر السقوية، ستتخذ الوزارة التدابير الضرورية مع جميع الجهات المعنية بهدف ترشيد مياه السقي وتثمينه حتى ينجح الموسم الفلاحي الحالي، وإعطاء الأولوية لإنقاذ الأشجار المثمرة والزراعات الدائمة. وأبرز أنه سيتم إنجاز محطات تحلية مياه البحر مخصصة للسقي بالمناطق التي تأثرت أكثر بالعجز المائي، بكل من الداخلة، والدار البيضاء، ومحطة جهة الشرق، وطنجة والرباط.