دخل متضررون من زلزال 8 شتنبر 2023، اليوم الخميس، في اعتصام لثلاثة أيام أمام عمالة إقليمشيشاوة، احتجاجا على إقصائهم واستمرار معاناتهم منذ أزيد من عام، مطالبين برفع التهميش، وبتمكينهم من حقوقهم، والتحقيق في الاختلالات التي عرفها صرف الدعم للضحايا. وقال المحتجون خلال بداية شكلهم الاحتجاجي إن ما أمر به الملك محمد السادس لضحايا الزلزال لم يتم تنفيذه، مجمعين على أن الاختلالات والفساد شاب عمليات توزيع الدعم، حيث استفاد المقربون من رجال وأعوان السلطة، على حساب المتضررين الحقيقيين.
ونقل بعض المحتجين أن مقربين من أعوان السلطة والشيوخ استفادوا من الدعم المخصص لإعادة البناء وهم غير قاطنين ب"الدوار" المتضرر، وعائلات أخرى استفادت أكثر من مرة، وأكد أحد المحتجين أن عائلة أحد الشيوخ كانت تضم 56 بيتا، وبعد صرف الدعم بات عدد بيوتها 113. وتساءل المحتجون، الذين ذرفوا الدموع أمام مقر العمالة، وصرخوا في محاولة لإيصال صوتهم "أين حقنا؟ ومن أخذه؟"، مؤكدين أنهم تعبوا من الاحتجاج، سواء أمام عمالة الإقليم أو بولاية الجهة في مراكش أو أمام البرلمان بالرباط، لكن دون أي نتيجة، وظلت صرخاتهم في الهواء، دون أن تلتقطها آذان المسؤولين، وشكاياتهم حبرا على ورق. وناشد المتضررون تدخلا ملكيا لوقف هذا "العبث" وطالبوا بإيفاد لجنة ملكية لتبحث في جميع الملفات، وتنظر أين اختفت أموال الدعم المخصصة للضحايا، منتقدين التضليل الذي يتم في الإعلام الرسمي. وقال المتضررون من الزلزال إن أسرهم لا تزال تعيش في الخيام في الخلاء عرضة لكل المخاطر، وقد تسببت الرياح والأمطار في تمزيقها وتخريبها، كما أن الدور التي كانت متشققة فقط، تضررت أكثر وهدمت جراء التساقطات والظروف الجوية الصعبة في الجبال. واستنكر المحتجون التمييز الذي يتم في الاستفادة من دعم إعادة البناء، حيث إن بعض الأسر تبني منازلها، وأخرى تكتفي بالنظر والتحسر بسبب إقصائها، نظرا للمحسوبية والزبونية التي تخللت هذه العملية، مطالبين بحقهم، وبتدخل ملكي لإنهاء هذه الأزمة.