ب 16 أكتوبر, 2015 - 10:59:00 اضرم فلسطينيون النار في "قبر يوسف", المقام المقدس لدى اليهود في مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية فجر يوم "جمعة الثورة" الذي يتوقع ان يشهد تظاهرات دعي اليها اثر الصلاة. وقالت مصادر امنية فلسطينية ان عشرات الشبان اقتحموا "قبر يوسف" واضرموا النار فيه مستخدمين زجاجات حارقة ومواد مشتعلة, ما ادى الى احتراقه من الداخل بشكل كامل. واضافت ان فرق الاطفاء التابعة لبلدية نابلس تمكنت من السيطرة على النيران. ويقع "قبر يوسف" المتاخم لمخيم بلاطة شرق نابلس في منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية. واكد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بيتر ليرنير ان "حرق وتدنيس قبر يوسف الليلة الماضية يعد خرقا واضحا وتناقضا مع قيمة الحرية في العبادة". وبحسب ليرنير فان الجيش الاسرائيلي "سيتخذ كافة التدابير اللازمة لتقديم مرتكبي هذا العمل الدنيء الى العدالة وترميم الموقع ليعود الى حالته السابقة وضمان عودة حرية العبادة الى قبر يوسف". ويشكل "مقام يوسف" كما يسميه الفلسطينيون بؤرة توتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ الاحتلال الاسرائيلي لنابلس في 1967. ويؤكد الفلسطينيون ان الموقع وهو اثر اسلامي مسجل لدى دائرة الاوقاف الاسلامية وكان مسجدا قبل الاحتلال الاسرائيلي, يضم قبر شيخ صالح من بلدة بلاطة البلد ويدعى يوسف دويكات. لكن اليهود يعتبرونه مقاما مقدسا ويقولون ان عظام النبي يوسف بن يعقوب أحضرت من مصر ودفنت في هذا المكان. ويرى الفلسطينيين في ذلك تزييفا للحقائق هدفه سيطرة اسرائيل على المنطقة بذرائع دينية. ويزور المستوطنون الموقع عادة بحماية من الجيش الاسرائيلي وبتنسيق مع السلطة الفلسطينية. وفي كل مرة تفرض فيها زيارة المستوطنين للمقام تغلق القوات الاسرائيلية المنطقة المحيطة به وغالبا ما تندلع في المنطقة اشتباكات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين. وشهد محيط "قبر يوسف" طوال السنوات السابقة صدامات دامية قتل فيها عدد كبير من الاسرائيليين والفلسطينيين وخصوصا في 1996 عندما اشتبك الامن الوطني الفلسطيني مع الجنود الاسرائيليين وسقط Bنذاك قتلى من الطرفين. ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة اضرام النار في قبر يوسف ب العمل المدان والمرفوض". ونقلت وكالة انباء وفا الرسمية ان عباس امر "بتشكيل لجنة تحقيق فورية في ما جرى في قبر يوسف" عندما "قامت بتصرفات غير مسؤولة", طالبا البدء في إصلاح الأضرار". وكان عباس دعا قبل يومين الى "مقاومة شعبية سلمية". وتحمل الحكومة الاسرائيلية السلطة الفلسطينية مسؤولية تصعيد الهجمات ضد الاسرائيليين. وجدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اتهاماته الخميس وقال "حان الوقت ليكف الرئيس عن تبرير العنف, بل عن الدعوة اليه", مجددا في الوقت نفسه استعداده للقاء عباس. كذلك, رأى وزير الخارجية الاميركي جون كيري في حديث اذاعي ان "عباس التزم منع العنف وعليه ان يندد به بقوة وبوضوح", مضيفا "يجب الا يقوم بتحريض على مثل هذه الاعمال". ومن المقرر ان يتوجه كيري الى المنطقة في "الايام المقبلة", بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية. من جهة ثانية, دعت الفصائل الفلسطينية الى تنظيم تظاهرات بعد صلاة الجمعة اليوم, بعد اسبوعين على تصعيد اعمال العنف في القدسوالضفة الغربية وصولا الى قطاع غزة, ما تسبب بمقتل 32 شخصا وسقوط مئات الجرحى في الجانب الفلسطيني, ومقتل سبعة اشخاص وجرح العشرات في الجانب الاسرائيلي. واعلنت الشرطة الاسرائيلية مساء الخميس السماح فقط للرجال الذين تجاوزوا الاربعين بالصلاة في المسجد الاقصى "في اطار اجراءات للحؤول دون تنفيذ اي هجوم ارهابي". في نيويورك, يعقد الجمعة اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي دعا اليه الاردن العضو في المجلس للبحث في التطورات في اسرائيل والاراضي الفلسطينية. وتنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الاسرائيلي بعد انتفاضتي 1987-1993 و2000-2005. وبدا وكأن حدة التوتر تراجعت الخميس للمرة الاولى بعد انتشار كثيف لجنود الجيش الاسرائيلي وعناصر الشرطة وحرس الحدود حاملين بنادقهم وهم يراقبون الساحات العامة والتقاطعات ومحاور الطرق الكبرى ويجولون في اماكن لم يكن من المعتاد رؤيتهم فيها. ومن المفترض ان يتم نشر 300 جندي اضافي الاحد في القدس لتعزيز الشرطة, بحسب ما اعلن الجيش. وتعود اخر عملية انتشار كبيرة للجيش داخل مدن اسرائيلية الى 2002 خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ورافقتها عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربيةالمحتلة. في باريس, حذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من خطر "تفكك" حل "الدولتين". وقال "نحن نحذر ايضا من خطر ان يقوم داعش باستغلال القضية الفلسطينية, الامر الذي ستكون له عواقب وخيمة".