اضرم فلسطينيون النار فجر الجمعة في "قبر يوسف"، المقام المقدس لدى اليهود في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وذلك في محاولة لمنع المستوطنين من زيارته وإقامة احتفالات وصلوات فيه، حسب ما أوردته وكالة فرانس بريس اعتمادا على مصادر أمنية فلسطينية. وقالت ذات المصادر، تقول الوكالة الفرنسية، إن عشرات الشبان اقتحموا المقام واضرموا النار فيه مستخدمين زجاجات حارقة ومواد مشتعلة، مما أدى إلى إحتراقه من الداخل بشكل كامل. وأضافت ان فرق الاطفاء التابعة لبلدية نابلس تمكنت من السيطرة على النيران.
ويقع "قبر يوسف"، المتاخم لمخيم بلاطة، شرق نابلس في منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية.
من جهته، أكد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بيتر ليرنير أن "حرق وتدنيس قبر يوسف الليلة الماضية يعد خرقا واضحا وتناقضا مع قيمة الحرية في العبادة".
وبحسب ليرنير فان الجيش الاسرائيلي "سيتخذ كافة التدابير اللازمة لتقديم مرتكبي هذا العمل الدنيء إلى العدالة وترميم الموقع إلى حالته السابقة وضمان عودة حرية العبادة الى قبر يوسف".
ويشكل "مقام يوسف"، كما يسميه الفلسطينيون، بؤرة توتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ الاحتلال الاسرائيلي لنابلس في 1967.
ويؤكد الفلسطينيون أن الموقع، وهو اثر اسلامي مسجل لدى دائرة الاوقاف الاسلامية وكان مسجدا قبل الاحتلال الاسرائيلي، يضم قبر شيخ صالح من بلدة بلاطة البلد ويدعى يوسف دويكات.
لكن اليهود يعتبرونه مقاما مقدسا ويقولون إن عظام النبي يوسف بن يعقوب أحضرت من مصر ودفنت في هذا المكان.
ويرى الفلسطينيين في ذلك تزييفا للحقائق هدفه سيطرة اسرائيل على المنطقة بذرائع دينية.
ويزور المستوطنون الموقع بحماية من الجيش الاسرائيلي وبتنسيق مع السلطة الفلسطينية. وفي كل مرة تفرض فيها زيارة المستوطنين للمقام تغلق القوات الاسرائيلية المنطقة المحيطة به وغالبا ما تندلع في المنطقة اشتباكات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين.
وشهد محيط "قبر يوسف" طوال السنوات السابقة صدامات دامية قُتل فيها عدد كبير من الاسرائيليين والفلسطينيين، وخصوصا في 1996 عندما اشتبك الامن الوطني الفلسطيني مع الجنود الاسرائيليين وسقط آنذاك قتلى من الطرفين.
وفي بداية الانتفاضة الثانية عام 2000 وقعت اشتباكات عنيفة في محيط المقام بين نشطاء فلسطينيين والجيش الاسرائيلي أدت الى سقوط قتلى من الطرفين.
واضطر الاسرائيليون للانسحاب من المقام، وقام شبان فلسطينيون غاضبون بتدمير أجزاء من القبر لكن السلطة الفلسطينية قامت بترميمه فيما بعد.