تساءلت صيحيفة "لو موند" الفرنسية، كيف أن المغرب لديه "أكبر مسرح في إفريقيا"، حسب ما يقوله الإعلام المحلي، لكنه مازال مغلقا منذ الإنتهاء من بنائه قبل ثلاث سنوات. واضافت الصحيفة الفرنسية في تقرير لمراسلتها في الدارالبيضاء، أن استمرار إغلاق المسرح الكبير في الرباط، ثلاث سنوات من انتهاء العمل فيه، بات أمرا يترك المسؤولين المحليين المنتخبين في حيرة من أمرهم، لأنهم لا يجدون أي تفسير لذلك.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين المنتخبين في المدينة بعيدون عن الموضوع، ولا أحد باستطاعته الإجابة عن السؤال حول أسباب استمرار إغلاق هذا المسرح. واضافت الصحيفة أنه عندما تم الاتصال بمسؤولين منتخبين رفض البعض منهم التحدث بينما طلب آخرون عدم الكشف عن هويتهم، في إشارة إلى الطبيعة "الحساسة" للموضوع. ونقلت الصحيفة أن الأمر يتعلق ب "مبادرة ملكية" يشرف عليها القصر، فالملك محمد السادس هو شخصيا من اختار المهندسة العراقية البريطانية زها حديد التي توفيت عام 2016، لتصميمه. وكشف تقرير الصحيفة الفرنسية أن بناء هده البنية التحتية العملاقة في الرباط، كلف ما يقرب من 200 مليون يورو، أي نحو 21 مليار درهم مغربي، أو ما يعادل 210 مليار سنتيم. وقالت الصحيفة إن أعمال بناء هذا المسرح، الذي يتسع ل 1800 مقعدا، اكتملت في عام 2021 لكنه لا يزال مغلقًا. ولم يتجاوز أي متفرج حتى الآن عتبته. ووصفت الصحيفة المبنى بأنه إنه "مذهل، وشكله المستقبلي، المتمثل في غلافه الأبيض ذو الأشكال المستديرة، لا يترك أحدا غير مبال". كما كشف التقرير أن هذه "بنيته الرائعة" البالغة مساحتها 25 ألف متر مربع، من أعمال المهندسة العراقية البريطانية زها حديد الحائزة على جائزة بريتزكر "نوبل" للمهندسين المعماريين، التي توفيت عام 2016، وهو آخر عمل صممته هذه المهندسة المعمارية العالمية قبل وفاتها، لكنه لم يفتح بعد! كما لفتت الصحيفة إلى أن المبنى الجديد بات ينافس "صومعة حسان" التاريخية، التي بنيت قبل أكثر من 800 عام، فهو مثلها بنى على ضفاف وادي أبي رقراق الذي يفصل بين الرباط وسلا، ومنذ صيف هذا العام، ظهرت صورة هذا المسرح الكبير على ورقة نقدية جديدة من فئة 20 درهم، كرمز "للتنمية الاجتماعية والثقافية الغنية" في البلاد، وفقًا ل "بنك المغرب" المصدر للورقة النقدية. وفي نفس السياق، كشف تقرير الصحيفة الفرنسية عن وجود مسرح آخر كبير في الدارالبيضاء، صممه المهندس المعماري الفرنسي كريستيان دي بورتزامبارك، لكنه هو الآخر مازال مغلقا رغم الإنتهاء من بنائه. واضاف التقرير أن بناء مسرح الدارالبيضاء كلف 130 مليون يورو، أي نحو 13.1 مليون درهم أو ما يعادل 131 مليار سنتيم، لكنه لا يزال مغلقا. وخلصت الصحيفة إلى أن تكلفة بناء المسرحين التي تعادل 330 مليون أورو، تعادل ثلاثة أضعاف ميزانية وزارة الثقافة لعام 2024 .