11 أكتوبر, 2015 - 12:44:00 حصد الفيلم السينمائي القصير "بين أبيض وأسود" لمخرجه اليوناني "سقراط ألافوزوس"، كبرى جوائز الدورة 13 لمهرجان الفلم القصير المتوسطي، التي أسدلت الستار على فعالياتها مساء أمس السبت بمدينة طنجة، في أقصى شمالي المغرب. ويشخص مضمون الفيلم الفائز، الذي تم عرضه في إطار المسابقة الرسمية لهذا المهرجان المنظم من طرف المركز السينمائي المغربي (حكومي) منذ 5 أكتوبر الجاري، حالة نفسية لرجل يخوض رحلة داخلية بحثا عن طفولته المكبوحة، حيث تدله ذاكرته على مشاهد مختارة من طفولته، فيما يحميه عقله الباطن من واقعه الصعب، ويكشف الماضي من خلال مشاهد مختلفة. كما فاز "رقصة العائلة"، للمخرجة الفرنسية "ستيلا دي ديكو"جائزة الإخراج، بينما عادت جائزة السيناريو إلى فيلم "كي موكي" للمخرج الفرنسي "ديموس هرنانكر"، فيما حصل الفيلم الإيطالي "في صمت" لمخرجيه "لورانزوفيرانتي" و"ماتيو ريكا"، على جائزة لجنة التحكيم. أما جائزة أحسن دور نسائي، فكانت من نصيب الممثلة "بولين إيتيان" عن دورها في الفيلم الفرنسي "رقصة العائلة"، وجائزة أفضل دور رجالي للمثل "ألكسندر سيسكان" نظير أدائه لدوره في فيلم "نزهة" للمخرج الكرواتي "يوري بافلوفيتش". كما قررت لجنة التحكيم، منح تنويه خاص للفيلم المغربي "انتظار في 3 مشاهد" للمخرج "عبد الله زيرات"، والفيلم المغربي " ّدوار السوليما" لمخرجته المغربية "أسماء المدير"، إضافة إلى الأفلام الإسبانية المشاركة في هذه التظاهرة. وقد ضمت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان في عضويتها كل من قويدر بناني (رئيسا)، وديما الحر (مخرجة من لبنان)، وبسنت حسن سلامة (صحفية وناقدة سينمائية من مصر)، وسامية أقريو (ممثلة)، وفرانسيسكو راموس (منتج من إسبانيا)، وعلي حسن (صحفي وناقد سينمائي)، وفؤاد شالة (منتج). وتأسس مهرجان الفيلم القصير المتوسطي بمدينة طنجة المغربية، سنة 2002 بمبادرة من المركز السينمائي المغربي (حكومي) ، في عهد وزير الثقافة والاتصال آنذاك الشاعر والروائي محمد الأشعري (2002 – 2007). وحدد المنظمون لهذه التظاهرة، أهدافا مرتبطة بالارتقاء بالتجربة السينمائية المغربية على مستوى الفيلم القصير وإعطائها بعدا دوليا ، وخلق إطار للقاء والحوار والتبادل السينمائي ، تشجيع السينمائيين الشباب على تحقيق طموحاتهم الفنية. وتحفل الأجندة الثقافية في المغرب على مدار شهور السنة بعدد من الملتقيات والمهرجانات السينمائية، تتنوع بين عالمية وإقليمية وأخرى محلية، وبات لافتًا حرص المغرب على إقامة تلك الفعاليات، التي تحظى بدعم حكومي لافت، وسط جوار عربي مضطرب، يمُوج بتحولات سياسية واجتماعية متسارعة. ويشكل مهرجان الفيلم المتوسطي بطنجة، بالإضافة إلى مهرجان "أوروبا الشرق" للأفلام الوثائقية، الذي تنطلق فعاليات دورته الثالثة الأسبوع المقبل بمدينة أصيلة (شمال)، من بين هذه الملتقيات التي أضحت تكتسب صيتا وشهرة عالمية، وسط دعوات للرفع من مستوى الدعم العمومي لهذه التظاهرات، لما لها من دور في إبراز القيمة الفنية والحضارية للمغرب.