تحت عنوان "الرياضة في المغرب: إنجازات وأساطير"، يرصد هذا الكتاب الصادر عن "المغربية للألعاب والرياضة MDJS"، مسار نصف قرن ونيف من الإنجازات التي سلطت الضوء على تألق الرياضة المغربية على الساحة الإفريقية والإقليمية والدولية، مما شكل قوة ناعمة ودبلوماسية موازية تعزز مكانتها في أفريقيا والشرق الأوسط وبقية العالم. وأوضح الإصدار أن المغرب "انتظر 04 سنوات غداة استقلاله، حتى طفت المواهب الرياضية على السطح رغم جملة من التحديات كانت تعيق بدأ مسيرته، أبرزها شُح الموارد و هشاشة البنيات التحتية. لكن ذلك لم يمنع تألق العدائين المغاربة على الساحة المتوسطية والعربية والافريقية من حصد الميداليات وتبوأ الأرقام القياسية، في مقدمتهم "عبد السلام الراضي" الذي فاز في دورة الألعاب الأولمبية بروما (إيطاليا) سنة 1960 بالميدالية الفضية.
وجاء في نفس الإصدار أنه "في إطار المأسسة الأولية لهذا القطاع، ترأس الملك الحسن الثاني سنة 1965 أول مناظرة للرياضة الوطنية، دعى من خلالها الى الاستثمار في هذا المجال وتفادي التركيزعلى جل الأنواع الرياضية واختيار الرياضات التي سيحصد فيها المغاربة الألقاب". وفي إطار استحضاره لتاريخ مسار الحركة الرياضية المغربية جاء في ذات المؤلف أن " المنتخب المغربي لكرة القدم، سجل عام 1970 في قوائمه إنجازاً بتأهله لأول مرة لبطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة في المكسيك، وفوزه سنة 1976 بكأس الأمم الإفريقية في أديس أبابا (إثيوبيا)". واستمرت إنجازات المغرب الكروية ب "استضاف تظاهرات رياضية كبرى كألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1983، والألعاب العربية سنة 1985، وكأس الأمم الأفريقية سنة 1988. وتقديم أول ترشيحين لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عامي 1994 و 1998. ومواصلة الجهود لاستضافة هذا الحدث العالمي، بتقديمه طلب استضافة نسختي 2006 و2010". وأشارت ذات الكتاب أنه "خلال سنة 1988 دخلت الرياضة المغربية مرحلة مهمة من المأسسة باعتمادها قانون 06-87 كإطار لممارستها. وقبل سنتين من هذا الحدث أي 1986 أصبح منتخب أسود الأطلس أول فريق إفريقي وعربي يصل إلى الدور الثاني من المرحلة النهائية لكأس العالم لكرة القدم المقامة في المكسيك". وخلال استعراض منجزات أبطال وبطلات ألعاب القوى جاء في انفس الكتاب أن "نوال المتوكل تبوأت سنة 1984 مكانة أول امرأة عربية تفوز بالميدالية الذهبية الأولمبية في دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس (أمريكا) في سباق 400 متر حواجز. وشهدت نفس النسخة فوز سعيد عويطة بالميدالية الذهبية في سباق 5000 متر. وفي سنة 1988، فاز إبراهيم بوطيب بالميدالية الذهبية في سباق 10000 متر في دورة الألعاب الأولمبية في سيول (كوريا الجنوبية). وبعد أربع سنوات أصبح خالد السكاح بطلا أولمبًيا في نفس المسافة خلال دورة ألعاب برشلونة (إسبانيا) سنة 1992". وبعد هذا هذا السنوات الحافلة بالإنجازات الكبيرة، انتظر المغاربة 12 سنة لتسجيل نصر أولمبي آخر من خلال ما "تحقق في دورة الألعاب الأولمبية في أثينا (اليونان) سنة 2004. بعدما تمكن عداء المسافات المتوسطة هشام الكروج من تحقيق إنجاز تاريخي بفوزه بالميداليات الذهبية في سباقي 1500 متر و5000 متر". وجاءت سنة 2008 كوقفة مع الذات، تم خلالها تنظيم "المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات"، من أجل رسم خارطة طريق الرياضة المغربية وتجوديها والرفع من قيمتها وتفعيل دورها في خضم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووضعت خمس ركائز للنهوض بالقطاع تمثلت في: (الحكامة، التمويل، البنيات التحتية، الشركات، التكوين)، ومكنت هذه الدعامات من تشكيل ما عرف من بعد داخل المشهد الرياضي المغربي بالاستراتيجية الوطنية للرياضة 2020. والتي بدأت تؤتي النتائج المشرفة والمحترمة بدأً من الوصول إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية للسيدات سنة 2022، وفوز المنتخب الأولمبي أقل من 23 سنة بكأس الأمم الأفريقية لأول مرة، والتأهل للألعاب الأولمبية بعد 12 سنة من الغياب، وتتويج المنتخب المغربي أقل من 17 سنة بلقب نواب أبطال أفريقيا. أما في رياضة ألعاب ألعاب القوى، فقد حمل المشعل "سفيان البقالي" بتحقيقه الميدالية الذهبية للمرة الثانية على التوالي في بطولة العالم لألعاب القوى المقامة في بودابست (المجر) سنة 2023 في سباق 3000 متر موانع. وبالإضافة إلى هذا، سيدشن المغرب إحتضان التظاهرات الرياضية العالمية من خلال حصوله على شرف تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 والتنظيم الثلاثي لكأس العالم 2030 إلى جنب جيرانه (إسبانيا والبرتغال)".