عشت فرحتين، فرحة اللقب وفرحة ميلاد زينب أصبحت سيد مسافة 1500 متر لا أفكر إلا باستعادة اللقبين العالمي والأولمبي للمغرب أصبحت أكثر نضجا وأكثر تقديرا لمؤهلاتي نجح العداء المغربي أمين لعلو إبن مدينة سلا إهداء أول ميدالية ذهبية للمنتخب الإفريقي لمسافة 1500 متر ضمن منافسات كأس القارات لألعاب القوى بكرواتيا. هذا الفوز التاريخي جاء على حساب عدائين كبار في مقدمتهم البطل الأولمبي الكيني كيب روك.. أمين لعلو الذي عاش فرحة مزدوجة، فرحة الصعود إلى أعلى منصات التتويج وفرحة المولودة الجديدة. أمين في هذا الحوار يحكي عن تجربته رفقة المنتخب الإفريقي وعن طموحاته المستقبلية. - المنتخب: كيف تشعر كعداء مغربي يمنح أول ميدالية ذهبية للقارة الإفريقية في كأس القارات لألعاب القوى بكرواتيا؟ لعلو: أشعر بأنني أسعد رجل في العالم لكوني تمكنت من إهداء ألعاب القوى الإفريقية أول ميدالية ذهبية في مسابقة 1500 متر التي أعتبرها مسافة مغربية خالصة، وهذا التتويج جاء أمام عدائين عالميين كبار في مقدمتهم البطل الأولمبي الكيني كيب روك الذي حقق نتائج باهرة خلال الملتقيات الدولية الأخيرة، بالإضافة إلى أبطال أثيوبيا والولايات المتحدةالأمريكية. الإستعدادات الجادة التي قمت بها في مدينة الرباط رفقة مدربي أيوب المنديلي والتركيز الكبير كلها عوامل كانت وراء فوزي بهذا اللقب الغالي في كأس القارات. - المنتخب: هل كنت تتوقع أنك ستفوز باليدالية الذهبية في مسافة 1500 متر التي سيطر عليها أبطال كينيا وأثيوبيا في السنوات الأخيرة؟ لعلو: الشيء الذي أريد أن يعرفه الجمهور المغربي والمتتبع لألعاب القوى الإفريقية والعالمية أنني تخليت عن المشاركة في بعض ملتقيات العصبة الماسية للتركيز أكثر على كأس القارات التي لها أهميتها في سجل كل رياضي. وبالفعل قمت بتحضيرات قاسية وجادة، وبعد تفكير ونقاشات طويلة مع مدربي أيوب المنديلي قررنا تغيير الخطة التي كنت أعتمدها في البطولات العالمية والألعاب الأولمبية السابقة وبالفعل وخلال بطولة القارات في سبليت «كرواتيا» قمت بمراقبة السباق في 700 متر الأولى، بعد ذلك صعدت تدريجيا إلى الصفوف الأمامية وبالضبط في المرتبة الثانية وخلال ال 150 مترًا الأخيرة إعتمدت على السرعة النهائية التي منحتني الميدالية الذهبية لمسافة 1500 متر ومنحت المنتخب الإفريقي المركز الأول وثماني نقاط ساهمت في تحميس وضع العدائين الأفارقة في هذا العرس العالمي الذي شهد أبرز العدائين العالميين في القارات الخمس. - المنتخب: ماذا يمثل لك هذا الفوز خاصة بعد سلسلة الإخفاقات على مستوى البطولات العالمية، وكذا الألعاب الأولمبية؟ لعلو: بالفعل كنت أشعر بخجل كبير بعد كل إخفاق رفقة المنتخب المغربي لألعاب القوى على مستوى البطولات العالمية وكذا الألعاب الأولمبية، لكن إرادتي وعزيمتي القوية وتداريبي المتواصلة وإيماني بمؤهلاتي كلها عوامل ساعدتني في هذا التتويج في سبليت وطردت النحس وابتسم لي الحظ مانحًا بلدي أولا وقارتي الإفريقية ثانيا لقبا سيبقى موشومًا في ذاكرتي الرياضية.. وأحمد الله أنه منَّ علي في هذا الشهر الفضيل بأن حقق حلمي في الوصول لأول لقب وبأن أضاء حياتي بمقدم زينب.. - المنتخب: على مر العصور كان للعدائين المغاربة كلمة في الكؤوس العالمية السابقة لألعاب القوى والتي أصبحت تحمل حاليا تسمية «كأس القارات»، هل بالفعل كنت واثقا من قدرتك على الفوز بالميدالية الذهبية لمسافة 1500 متر التي لم يسبق لأي عداء مغربي الفوز بها في «كأس القارات». لعلو: بالفعل أشعر بسعادة كبيرة لكوني أول عداء مغربي في تاريخ كأس القارات يفوز بالميدالية الذهبية لمسافة 1500 متر بعدما سبق للبطل الأسطورة سعيد عويطة الفوز بسباق 5000 متر، ولحلو بنيونس في سباق 400 متر أربع مرات وخالد السكاح في 10 آلاف متر وإبراهيم لحلافي في 5000 متر وواحدة لدى الإناث لنزهة بيدوان في 400 متر حواجز، في كأس العالم الذي إحتضنته جنوب إفريقيا. - المنتخب: ما هي طموحاتك المستقبلية كعداء مغربي رفقة المنتخب المغربي لألعاب القوى الذي تراجع مستوى عدائيه خلال السنوات الأخيرة؟ لعلو: المغرب والحمد لله أعطى نجوما عالميين كبارا كعويطة، الكروج، مولاي إبراهيم بوطيب، نوال المتوكل، نزهة بيدوان وخالد السكاح الذين منحوا المغرب ميداليات عالمية وأولمبية أسعدت كثيرا ملايين المغاربة، ولعل الجيل الحالي يمني النفس بتحقيق نفس الإنجازات لألعاب القوى المغربية. شخصيا أعد الجمهور المغربي بأنني سأعمل كل ما في وسعي من أجل الفوز بالميداية الذهبية لمسافة 1500 متر خلال بطولة العالم التي ستقام السنة القادمة في كوريا الجنوبية، وكذا إحراز اللقب الأولمبي إن شاء الله في الألعاب الأولمبية التي ستقام بلندن سنة 2012. - المنتخب: هل ستبتعد كليا عن مسافة 800 متر لتتفرغ لمسافة 1500 متر التي منحتك أول لقب عالمي؟ لعلو: أغلب العدائين العالميين لمسافة 1500 متر يتدربون وباستمرار على مسافة 800 متر التي تساعدهم على التفوق على منافسيهم خلال الأمتار الأخيرة بفضل السرعة النهائية، أنا شخصيا عداء مختص في مسافة 800 متر، لكنني أميل كثيرا لمسافة 1500 التي منحتني ثقة كبيرة بنفسي بعد تتويجي بالميدالية الذهبية في كأس القارات بكرواتيا التي آمل أن تكون فاتحة خير علي. - المنتخب: كيف استقبلت جامعة ألعاب القوى تتويجك بالذهبية في كأس القارات؟ لعلو: بمجرد ما إن انتهى السباق الذي منحني الفوز بالميدالية الذهبية بدأت في تلقي التهاني وكان أولاها من السيد عبد السلام أحيزون رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى الذي كان في غاية السعادة بهذا الفوز الكبير الذي ينضاف إلى السجل الحافل لألعاب القوى المغربية على الصعيد العالمي.. - المنتخب: من وجهة نظرك الخاصة كعداء مغربي، هل ترى بأن ألعاب القوى المغربية تسير في الإتجاه الصحيح؟ لعلو: لنكن أمناء مع أنفسنا، ألعاب القوى الوطنية تراجعت نتائجها على الصعيد العالمي خلال السنوات الأخيرة، بخاصة بعد اعتزال البطل الأسطوري هشام الكروج الذي سيطر على مسافة 1500 متر لسنوات طويلة بفضل موهبته الخارقة.. الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى بقيادة السيد عبد السلام أحيزون سطرت برامج تهتم بالعمل القاعدي والبحث عن المواهب الصاعدة القادرة على التألق مستقبلا.. لكن هذا العمل يتطلب الإهتمام أكثر من طرف الأندية التي تعتبر القاعدة الأساس لتكوين العدائين، دون نسيان عمل العصب الجهوية التي تفتقر إلى الإمكانيات الكافية، بل وحتى الضرورية، ومن واجب الدولة والجماعات المحلية أن تجتهد في خلق البنيات والتجهيزات الأساسية حتى يتمكن العداء من إبراز مؤهلاته ومواهبه تحت إشراف أطر تقنية قادرة على صناعة أبطال يعول عليهم مستقبلا لأهداء الألقاب والميداليات لألعاب القوى المغربية. - المنتخب: وهل تتوفر ألعاب القوى على أطر تقنية قادرة على تأمين الخلف؟ لعلو: المغرب والحمد لله يزخر بالعديد من المدربين الكبار الذين ساهموا في إبراز عدائين عالميين سيطروا على ألعاب القوى العالمية ولسنوات طويلة، هناك مدربون كانوا وراء تكوين العديد من العدائين الذين برزوا عربيا وقاريا، لكن النقص الحاصل عندنا في العدد الكافي من المدربين المختصين في ألعاب التقنية كالقفز الطويل ورمي الجلة ورمي الرمح والقفز العلوي، لذلك من واجب الوزارة الوصية على الرياضة العمل على تكوين أطر تقنية قادرة على تطوير هذه الألعاب التقنية التي بإمكانها تكوين أبطال يعطون المغرب ألقابا إفريقية ولما لا عالمية.. خاصة وأن هناك بعض المناطق المغربية قادرة على تفريخ أبطال كبار في رمي الجلة ورمي الكرة الحديدية ورمي الرمح مثلا.. - المنتخب: كيف كانت بدايتك مع ألعاب القوى؟ لعلو: بداية مشواري مع ألعاب القوى كانت بنادي بطانة بسلا سنة 1997 على يد الأستاذة نجاة خريجة المعهد الملكي لتكوين الأطر مولاي رشيد التي يعود لها الفضل في إبراز موهبتي، فقد تمكنت في نفس السنة من الفوز بلقب بطولة المغرب للصغار بمدينة مكناس في مسافة 800م متر بعدها شاركت في بطولة العالم للفتيان سنة 1999 ببولونيا وكذا بطولة العالم للشبان برومانيا، لكن الشيء الذي أتأسف له هو أن نادي سلا بطانة الذي كان وراء تفريخ العديد من العدائين أصبح في خبر كان لغياب البنيات التحتية الأساسية لألعاب القوى بمدينة سلا وبهذه المناسبة أطالب المسؤولين عن هذه المدينة العمل على تشييد مدار لألعاب القوى يساهم في تكوين أبطال يعول عليهم في المستقبل.. - المنتخب: هل تعتبر محطة سبليت بداية عهد جديد على درب التتويجات العالمية؟ لعلو: شخصيا أعتبر كأس القارات بكرواتيا محطة مشرقة في مشواري الرياضي بعدما كان حظي عاثرا من قبل سواء في الألعاب الأولمبية أو في بطولات العالم، وأملي أن تكون سبليت بداية عهد جديد مع الألقاب والتوييجات في كبريات التظاهرات الدولية وفي المقدمة بطولة العالم المقبلة في داييغو بكوريا الجنوبية ودورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2010 في مسافة 1500 متر لأنها اختصاص مغربي خالص. - المنتخب: نتركك تضع خاتمة للحوار؟ لعلو: أود أن أشكر جريدة المنتخب على هذه الإستضافة وكل ما أمله هو أن أكون عند حسن ظن الجمهور خلال الإستحقاقات القادمة، وأشكر كل الأصدقاء والمسؤولين الذين إتصلوا بي بعد تتويجي بلقب كأس القارات لمسافة 1500 متر رفقة المنتخب الإفريقي بكرواتيا. حاوره: محمد الجفال سيرة بطل - من مواليد: يوم 13 ماي 1982 بسلا. - المدرب: أيوب المنديلي. - أحسن توقيت في 1500م: 3 د و29 ث و53 /100. - أحسن توقيت في 800م: 1 د و43 ث و25 /100. - 1999: دور أول في بطولة العالم للفتيان في بيدغوتش (بولوينا). - 2000: نصف نهاية بطولة العالم للشبان في سانتايغو (800م). - 2001: وصيف بطل إفريقيا في فئة الشبان في جزيرة موريس. - 2002: بطل شمال إفريقيا بتونس. - 2003: إقصاء في الدور الأول لبطولة العالم للكبار في با ريس. - 2004: مركز رابع في بطولة العالم داخل القاعة في بودابست. - 2004: نصف نهاية مسابقة 800 في الألعاب الأولمبية في أثينا. - 2004: ميدالية برونزية في الألعاب العربية بالجزائر. - 2005: ميدالية ذهبية في الألعاب الإسلامية الأولى بجدة. - 2005: نصف نهاية بطولة العالم في هلسنكي. - 2006: نصف نهاية بطولة العالم داخل القاعة في موسكو. - 2008: الدور الأول في بطولة العالم داخل القاعة في بلنسية. - 2007: رتبة سادسة في بطولة العالم في أوساكا. - 2007: رتبة رابعة في نهاية جائزة ألعاب القوى العالمية في موناكو. - 2008: نصف نهاية دورة الألعاب الأولمبية في بكين. - 2009: ميدالية ذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط في بيسكارا. - رتبة خامسة في سباق 800م في بطولة العالم في برلين. - رتبة عاشرة في سباق 1500م في بطولة العلم في برلين. - ميدالية ذهبية في سباق 1500م في الألعاب الفرنكوفونية في بيروت. - ميدالية ذهبية في سباق 800م في الألعاب الفرنكوفونية في بيروت. - ميدالية ذهبية في سباق 1500م في البطولة العربية في دمشق. - 2010 : رتبة خامسة في بطولة العالم داخل القاعة في الدوحة ( 1500م). - وصيف بطل إفريقيا في 1500م في نيروبي . - مركز أول في 1500م في كأس القارات في سبليت.