طار سبعة وزراء إلى الخارج خلال هذا الأسبوع لتسويق خطاب الملك محمد السادس حول الإصلاحات السياسية في عواصم الدول الغربية. وتأتي هذه المبادرة في سياق أكبر حملة علاقات عامة تقوم بها الحكومة المغربية في الخارج، فيما تستمر التظاهرات التي تدعوا لها حركة 20 فبراير من اجل المطالبة بإصلاحات سياسية حقيقية وعميقة. وهكذا شهدت العاصمة الفرنسية باريس زيارة وفد وزاري ضم ستة وزراء بالإضافة إلى وفد كبير من رجال الأعمال ومن الشخصيات المختصة في العلاقات العامة من أجل الترويج لإصلاحات السياسية التي أعلن عنها خطاب الملك محمد السادس، يوم 9 مارس الجاري. وفي نفس السياق توجه الطيب الفاسي الفهري، رئيس الدبلوماسية المغربية مرفوقا بكبار موظفي وزارته إلى أمريكا، للقاء كبار المسؤولين الأمريكيين في واشنطن، وللإجتماع مع مسؤولي الأممالمتحدة في نيويورك، لتقديم صورة لهم عما يحصل في المغرب من إصلاحات سياسية تجعله بعيدا عن التوترات التي تشهدها أكثر من دولة عربية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "لاماب" أن وزير الاقتصاد والمالية، صلاح الدين مزوار، الذي يقوم حاليا زيارة لباريس رفقة خمسة وزراء آخرين، عبر عن شكره لفرنسا لاعترافها ب "الخصوصية المغربية" في عالم عربي يشهد تغيرات. وقال مزوار عقب لقاء جمع الوفد المغربي بوزير الشؤون الخارجية الفرنسي، ألان جوبي، "إننا شكرنا فرنسا لمبادراتها واعترافها بالخصوصية المغربية في عالم عربي يسير نحو التغيير". وأشار إلى أن الوزراء أكدوا خلال هذه المحادثات "أن المغرب يسير بخطى ثابتة وبثقة كاملة على درب بناء صرح نموذج خاص به للتنمية والإصلاح المؤسساتي"، وأنه "يدبر بكيفية طبيعية وعقلانية وموضوعية تطور مجتمعه". ويضم الوفد الوزاري المغربي بالإضافة على مزوار، أمينة بنخضرة، وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، وعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، وأحمد رضا الشامي، وزير الصناعة والتجارة والتكنلوجيات الحديثة، وياسر الزناكي، وزير السياحة والصناعة التقليدية، ونزار بركة، الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة. يذكر أن باريس كانت أول العواصم العالمية التي أشادت بالخطاب "العظيم والمسؤول والشجاع" للملك المغربي محمد السادس الذي أعلن فيه إصلاحات ديموقراطية ودستورية "، فيما لم تستبعد مصادر مطلعة على طبيعة العلاقات المغربية الفرنسية، أن يكون قصر الإليزيه هو من أوحى للرباط بالسعي إلى الإعلان عن تلك الإصلاحات من أجل تفادي "تسونامي" الثورات العربية. ويقيم المغرب علاقات وثيقة جدا مع باريس التي تؤيده حول المواضيع الحساسة كالصحراء، فيما تعتبر فرنسا أول شريك اقتصادي للمغرب. وارتباطا مع موضوع العلاقات الإقتصادية، التي ذهب الوفد الوزاري المغربي لتعزيزها من خلال طمأنة المستثمرين الفرنسيين في المغرب، نقلت الوكالة الرسمية عن رئيسة حركة مقاولات فرنسا، لورانس باريزو، قولها بأن الخطاب الملكي الذي أعلن فيه عن إصلاحات مؤسساتية اعتبره المقاولون الفرنسيون "حاسما". وقالت باريزو إن "هذا الخطاب الهام، الذي يحمل أملا كبيرا, والذي وصف بالتاريخي من طرف المراقبين، يعد حاسما بالنسبة لنا، نحن المقاولون". معتبرة أن "الديمقراطية واقتصاد السوق يعتبران وجهين لعملة واحدة"، وقالت إنه "كلما عمقنا الديمقراطية كلما أتحنا الفرصة لتعميق السلم والنمو والازدهار". من جهته، وفي السياق ذاته، قال الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية إن الملكية بالمغرب تعد "الرمز الذي يتوحد حوله المغاربة بمختلف مكوناتهم". وأكد الفاسي الفهري، الذي قام بتنشيط ندوة بمقر (معهد بروكينز)، وهو مجموعة تفكير مرموقة بواشنطن,، إن الملك محمد السادس يجسد "بصفته أميرا للمؤمنين وضامنا لاستمرارية الدولة، وحدة كافة مكونات الشعب والمجتمع المغربي". وذكر أيضا أن الإصلاحات الدستورية التي تم الإعلان عنها في الخطاب الملكي "الجريء" ليوم 9 مارس، تندرج في إطار تكريس فصل السلط، والمنجزات الملموسة التي تم تحقيقها. كما أكد الوزير في حديث لوكالة الأنباء الأمريكية (الأسوشيايتد برس) أن الإصلاحات الدستورية التي أعلن عنها الملك تهدف إلى تعزيز الديمقراطية بالمملكة، معتبرا أن "مغربا جديدا" سيتشكل عقب المبادرات والإصلاحات التي أطلقها الملك. وقد التقى الفاسي الفهري مع وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، ومع العديد من المسؤولين الأمريكيين من بينهم مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية المكلف بالشؤون السياسية، وليام بيرنز، ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية المكلف بشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، إضافة إلى مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية المكلف بمراقبة التسلح والأمن الدولي. كما التقى الفاسي الفهري، بمقر منظمة الأممالمتحدةبنيويورك، مع الأمين العام للمنظمة بان كي مون. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية أن بان كي مون "أشاد بالإصلاحات الهامة التي أعلن عنها الملك محمد السادس". --- تعليق الصورة: صلاح الدين مزوار (يسار)، ونزار البركة (يمين) أثناء لقائهما مع رجال الأعمال الفرنسيين بباريس