على الرغم من كون مهرجان مراكش العاشر للفيلم خصص هذه الدورة لتكريم السينما الفرنسية من خلال حفل كبير يوم السبت رابع دجنبر بقصر المؤتمرات بمراكش، فإن الأمريكيين سرقوا نجومية الأيام الأولى للمهرجان. مهرجان مراكش الدولي بدأ يتحرر تدريجيا من الهيمنة الفرنسية، على الأقل من خلال بداية الحضور الوازن لسينمائيين أمريكيين خلال الأيام الأولى للدورة العاشرة. فقد كان فيلم افتتاح الدورة الحالية أمريكي الإنتاج، من خلال فيلم "جريمة هنري" لمخرجه البريطاني مالكوم فينفيل، ولعب دور البطولة جيمس كان وكانيو ريفيرز. هؤلاء النجوم بالإضافة إلى المخرج كانوا حاضرين لتقديم الفيلم. وكان أول تكريم للدورة العاشرة للمدير الأول للمهرجان الراحل دانييل توسكان دوبلانتيي المتوفى سنة 2003 بمهرجان برلين السينمائي. تكريم أول شخصية سينمائية أنيطت لها مهمة التفكير في مهرجان مراكش السينمائي سنة 2001، تم على إيقاع معزوفات من الموسيقى الكلاسيكية أداها الجوق السمفوني الملكي برئاسة أولغ ريتشكن. وخلال حفل التكريم قدمت فقرات من شريط وثائقي حول مسيرة هذا السينمائي الشهير، وقد سلم مهرجان مراكش النجمة الذهبية إلى أرملته ميليتا توسكان دوبلانتيي التي تشغل حاليا مديرة مهرجان مراكش. من مفاجآت حفل الافتتاح، حضور ثلاثة من رؤساء لجان تحكيم المهرجان في دوراته السابقة، يتعلق الأمر بالممثلة البريطانية شارلوت رامبلين، والمخرج الألماني فولكر شلوندورف، والمخرج الأمريكي باري ليفنسون. هذا ورغم الاحتفال بالسينما الفرنسية فإن الأمريكيين خطفوا الأضواء ونالوا تصفيقات كثيرة من جمهور قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات التي احتضنت حفل الافتتاح. وقد أوكلت مهمة الإعلان الرسمي لافتتاح المهرجان إلى الممثل السينمائي الأمريكي المعروف جون مالكوفيتش، رئيس لحنة تحكيم الدورة العاشرة. هذا الممثل بالإضافة إلى باقي أعضاء اللجنة: الجائزة الكبرى (النجمة الذهبية) وجائزة لجنة التحكيم وجائزة أفضل دور نسائي وجائزة أفضل دور رجالي، ويتنافس على هذه الجوائز خمسة عشر فيلما. خلال اليوم الثاني للمهرجان، كان التنافس الفرنسي الأمريكي كبيرا على سرقة الأضواء، فهذه الليلة وإن حددت سلفا ليلة للاحتفال بالسينما الفرنسية، ضيف شرف الدورة، فإن نجما أمريكيا نال تصفيقات كثيرة من قبل الحاضرين. كما شهد حفل التكريم حضور أسماء صنعت السينما الفرنسية وفي مقدمتها الممثلة القديرة كاترين دونوف والمخرج الكبير كوستا كافراس، كما حضر عدد كبير من سينمائي الجيل الجديد ككيوم كاني وماريون كوتيار. وقد تسلمت دونوف وكافراس نجمة مراكش الذهبية المخصصة للمكرمين. نجح المهرجان، منذ بدء تكريم دولة كل دورة، في جلب أكبر عدد من النجوم. رغم أن الليلة في يوم مهرجان مراكش الثاني كانت فرنسية، إلا أن مفاجأة الليلة كانت أمريكية، فقد استطاع المخرج الأمريكي الشهير مارتن سكورسيزي أن يخطف الأضواء وحظي باستقبال كبير في مهرجان سبق أن زاره أكثر من مرة. خلال اليوم الثالث، الأحد خامس دجنبر، هيمن النجوم الأمريكيون على حفل التكريم، فقد كرم مهرجان مراكش الدولي العاشر للفيلم مساء اليوم أحد كبار الممثلين يتعلق الأمر بجيمس كان. التكريم كان بطعم خاص لأن المخرج السينمائي الكبير فرانسيس كوبولا هو من قدم المحتفى به ومنحه النجمة. وجود شخصيتين من حجم فرانسيس كوبولا وجيمس كان منح لمسة مرحة على الاحتفاء، فمخرج فيلم "العراب" و"القيامة الآن" أثنى كثيرا على صديقه الممثل. هذا الأخير رد عليه بكلمة أحسن منها، وقال "أشكر كوبولا لإيمانه بي، لقد منحني الإلهام. منحني الثقة التي أحتاجها". وبدا الممثل الأمريكي الذي ظهر في عدة أفلام، متأثرا بهذا الاحتفاء. ولد جيمس كان سنة 1940 في حي برونكس، التحق بجامعة ميشيكان في سن السادسة عشرة لدراسة الاقتصاد والانضمام لفريقها في كرة القدم، ثم اتجه بعد ذلك إلى مدرسة المسرح، كما حصل على منحة للدراسة مع وين هاندمان، ثم اختير لأربعة أدوار سيقوم بتقديمها على خشبة المسرح. سنة 1968 كان أول لقاء بينه وبين صديقه المخرج فرانسيس كوبولا في فيلم "رجالات المطر"، سنة 1973 لعب دور البطولة في "العراب" لنفس المخرج، جسد شخصية سوني كورليوني الشهيرة. عرف بأدواره الكثيرة والمختلفة في "المتفرد" لمايكل مان و"ميزوري" لروب راينر و"الساحات" لجيمس كراي و"طريق العنف" لكريستوفر ماك كويري و"دوكفيل" للارس فان تريير، كما ظهر في "الوسطاء" لجورج كالو و"جريمة هنري" لمالكوم فينفيل، وهو الفيلم الذي افتتح به مهرجان مراكش دورته العاشرة الجمعة الماضية. هكذا يظهر أن الأمريكيين هم ملحة الأيام الأولى من مهرجان هيمن ويهمين عليه تنظيميا الفرنسيون. هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.