غيب الموت اليوم الخميس الأستاذ الجامعي والأكاديمي المختار بنعبدلاوي، الذي اشتغل لسنوات طويلة كأستاذ للفلسفة والفكر السياسي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء، إلى جانب عمله كأستاذ زائر في العديد من المعاهد والمدارس العليا. وعمل بنعبدلاوي قيد حياته كأستاذ لمادة الفلسفة بجامعة الحسن الثاني، المحمدية، مختص في الفلسفة السياسية والإسلاميات المعاصرة، ومسؤول وحدة الدكتوراه: دراسات في الدين والسياسة / جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ومدير مجلة رهانات، ورئيس المنتدى المغاربي.
وشارك المرحوم كأستاذ محاضر في العديد من الملتقيات والمؤتمرات الدولية خارج وداخل المغرب، وكانت له إصدارات ومقالات عديدة، منها ترجمته لكتاب جاك مونتوي: "موجز تاريخ الفلسفة"، وكتاب "الإسلام المعاصر: قراءة في خطابات التأصيل"، كما كان ضيفا على العديد من البرامج والحوارات التلفزيونية. وآخر إصدار للراحل كان سنة 2021 عبارة عن مؤلف جماعي، بمشاركة فريق من الباحثين من تونس، وليبيا، والمغرب، ومصر، والعراق واليمن وسورية، تحت إشرافه بعنوان: "ماذا بعد الربيع العربي؟". وكان الأستاذ بنعبدلاوي رئسا مؤسسا لمركز الدراسات والأبحاث الإنسانية "مدى"، الذي صدرت عنه العديد من الأبحاث والمقالات العلمية في مجالي علم الاجتماع والسياسية، كما كان حلقة وصل بين مختلف الأكادميين والجامعيين في منطقة المغرب الكبير، حيث استضاف المركز العديد من الملتقيات المغاربية، شارك فيها باحثون وأساتذة جامعيون من المغرب وتونس والجزائر، وليبيا وموريتانيا. وعرف الراحل بالتزامه السياسي والنقابي مع اليسار المغربي بالخصوص، وعمله الدؤوب مع جمعيات المجتمع المدني المعنية بالتعليم والثقافة والشباب، إلى جانب التزامه بقضايا الديمقراطية والحريات وتوسيع الفضاء العام، ودعمه ومساندته العميقة لمختلف القضايا العربية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.