أثار قرار الحكومة انتداب موظفين جماعيين من أجل التكوين داخل المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، سخط الطلبة الممرضين، الذين هددوا بالدخول في مقاطعة مفتوحة خلال الموسم المقبل. وانتقدت التنسيقية الوطنية لطلبة وخريجي وممرضي المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة في بلاغ لها ما اعتبرته "التعدي الصارخ" على حرمة المهن التمريضية وخصوصيتها، في ظل غياب هيئة تحميها أو مصنف ينظمها.
واعتبر الطلبة الممرضون أن الوزارة الوصية بذلت الجهد الكثير لتدمير المعاهد العليا، بدءًا من تأخر الإعلان عن مباريات الالتحاق بها، مرورًا بالقوانين الداخلية الجائرة التي تحكمها، ثم استخدام الطلبة لسد النقص في الكادر التمريضي وتقنيي الصحة دون مقابل مادي، بالإضافة إلى تدهور البنية التحتية لتلك المعاهد التي لم تعد قادرة على استيعاب الزيادة المطردة في عدد الطلبة مع توسع التخصصات، والاستحواذ من قبل تلاميذ القطاع الخاص على المرافق الصحية، وتأخير تسليم الخريجين لشهادات الإجازة. وقال الطلبة إن الوزارة وبدلا من الرقي بالمهنة وتثمين جهود كوادرها وتحفيزهم، كان لها رأي آخر، إذ استثنت الممرض من الزيادة في الأجر وسمحت لمن لا يستحق بحمل زي الممرض وممارسة مهامه دون صفة قانونية داخل المرافق الاستشفائية، وتقديم العلاجات للمواطنين، وهو ما يدل على أن وزارة الصحة لا تقدر صحة المواطن حق قدرها. وأعلنت التنسيقية رفضها التام لتكوين موظفي الجماعات داخل المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة داعية الوزارة الوصية للتراجع عنه. وحمل الطلبة الممرضون الوزارة الوصية كامل المسؤولية عن أي احتقان قادم، مستنكرين تماطل الحكومة في احقاق محضر الاتفاق مع النقابات الصحية، ودعوا للتراجع عن التطاول على مهنة التمريض بإقحام من هب و دب فيها. وعلى غرار المقاطعة المفتوحة التي دخل فيها طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، أعلن الطلبة الممرضون عن استعدادهم لإنهاء الموسم القادم قبل بدايته بخوض مقاطعة مفتوحة للدروس النظرية والتداريب الاستشفائية في حال عدم الاستجابة، ودعت لتجسيد وقفات محلية ذات طابع وطني أمام المديريات الجهوية و اعتصاما جزئيا حسب خصوصية كل المواقع.