قال موقع "أفريكا أنتلجنس" إن الحرب التي تشنها الدولة اليهودية ضد حماس منذ أكتوبر 2023 قد أدت إلى إضعاف ديناميكية علاقاتها مع المملكة المغربية إلى حد كبير، ومع ذلك فإن المبادلات التجارية مستمرة بأقصى درجة من السرية. وكشف التقرير أن ولاية رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، ديفيد غوفرين، تنتهي بعد أسابيع قليلة، ولم يعرف بعد بديله. واستطرد التقرير: "لكن يجب أن يتم اختياره من صفوف حزب الليكود، حزب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو." وأوضح الموقع الفرنسي الاستخباراتي "أفريكا أنتلجنس" أن مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب شهد مغادرة فريقه من المملكة في اليوم التالي لهجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، وقد عاد بعض أعضائه منذ ذلك الحين سرا إلى المغرب، لكن الدبلوماسي المغربي عبد الرحيم بيوض، نظير ديفيد غوفرين في تل أبيب، بقي في إسرائيل. وأردف التقرير أن الحذر أصبح شعار المسؤولين المغاربة الذين يعملون مع إسرائيل لمدة ثمانية أشهر، لكن على الرغم من الوضع الراهن، تواصل غرفة التجارة والصناعة المغربية الإسرائيلية (CCIMI)، التي يرأسها رجل الأعمال اليهودي المغربي جوزيف ليفي، التواصل مع نظيرتها في تل أبيب، غرفة التجارة والصناعة الإسرائيلية المغربية (CCIIM) بقيادة الدبلوماسي المغربي المولد يهودا لانكري. وتحدث التقرير عن رغبة الفريق الإسرائيلي في إطلاق مبادرات جديدة مع شركائه المغاربة، لكنهم يفضلون التمسك بالمشاريع التي تم إطلاقها قبل 7 أكتوبر، دون التواصل العام، والمناقشات التحضيرية. كما أن الضغوط قوية في تل أبيب من أجل استئناف الرحلات الجوية بين البلدين في أسرع وقت ممكن، حسب ما أشار إليه الموقع الفرنسي. وأوضح أن العلاقات الثنائية اليوم تفضل الاجتماعات بدون صور، بعيدا عن الأجواء التي سادت بعد تطبيع العلاقات بين البلدين، وذلك في مواجهة المظاهرات والدعوات العديدة لمقاطعة الشركات التي تعتبر "متواطئة" مع الدولة اليهودية، مثل ماكدونالدز أو كارفور. وأشار التقرير إلى أن هناك شخصيات مغربية في قلب الحدث. وأفاد الموقع الفرنسي المختص في صحافة التحقيق، أن المغاربة والإسرائيليون يلتقون الآن خارج دائرة الضوء، خلال الأحداث المتعددة الأطراف، كما كان الحال في نهاية شهر ماي في مراكش، خلال معرض جيتكس أفريقيا للتكنولوجيا. واشترط التقرير أنه "إذا كانت شركة Waterfall Security Solutions المتخصصة في الأمن السيبراني هي الشركة الإسرائيلية الوحيدة التي ظهرت رسميًا في قائمة العارضين"، ليجيب بأن "إسرائيل أوفدت شركات أخرى تنشط في مجال الرقمنة أو التعليم أو الخدمات اللوجستية، ممثلين لها في البلاد". وكشف كذلك أنه قبل بضعة أيام، وفي مراكش أيضا، رحب منتدى SIT Africa، وهو حدث أفريقي مخصص للأمن السيبراني، والذي لدى المغرب طموحات قوية فيه، (رحب) بشركة CheckPoint وCyberreason، وهما شركتان إسرائيليتان في طليعة هذا القطاع. وأضاف التقرير أنه في فبراير في برلين، جمع المعرض التجاري العالمي للفواكه والخضروات الطازجة، Fruit Logistica، مرة أخرى اللاعبين الرئيسيين من كلا البلدين. ومن الجانب المغربي، شاركت في هذا الحدث الشركة الرائدة في الطماطم الكرزية Azura، كما شاركت شركة Domaines Zniber وشركة Delassus Group المتخصصة في الحمضيات، المملوكة لعائلة بناني سميرس ذات النفوذ الكبير. وقال إنه على الجانب الإسرائيلي، كانت هناك شركتان لهما مصالح متزايدة في المغرب، وهما الشركة الزراعية العملاقة Granot وعملاق الحمضيات Mehadrin. وأوضح التقرير أن المشروع المشترك لهذه الأخيرة "ميهادرين" مع شركة Ad Olam المغربية أصبح اليوم رائدا في تصدير الأفوكادو المغربي. وافتتحت نتافيم، الشركة الإسرائيلية الرائدة في مجال الري بالتنقيط، أول مصنع لها في القنيطرة في مارس 2023، في حين كانت الشركة تنشط بالفعل في المغرب منذ عام 1994 تحت اسم آخر. وتقوم الشركة الإسرائيلية المتخصصة في إدارة المياه، مجموعة ريمون، المملوكة جزئيًا لشركة جرانوت، بتحلية مياه البحر في المملكة منذ شتنبر 2023. إنتاج الطائرات بدون طيار من جهة أخرى، أشار التقرير إلى أنه في بداية شهر ماي أعلنت شركة BlueBird Aero Systems الإسرائيلية عن التركيب المرتقب لوحدة إنتاج الطائرات بدون طيار في المغرب. "وبذلك يعطي هذا المصنع جوهرا للاتفاقية الأمنية التي وقعها في نوفمبر 2021 وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، بيني غانتس، ونظيره المغربي عبد اللطيف لوديي." يضيف التقرير. وأفاد الموقع الفرنسي أن هذه الوحدة مخصصة لتصنيع مكونات الطائرات العسكرية وطائرات الكاميكازي بدون طيار من نوع SpyX. وكشف أن الإسرائيلي من أصل مغربي أمير بيريتس بيده محور التقارب العسكري بين المغرب والدولة العبرية، وهو مساهم بنسبة 50 بالمائة في شركة بلوبيرد المملوكة للدولة لصناعات الطيران الإسرائيلية (IAI)، كما أعربت شركة Elbit Systems الإسرائيلية الخاصة عن اهتمامها بإنشاء وحدات لإنتاج الطائرات بدون طيار. وسيقوم ممثل الشركة برحلات عودة متكررة بين المغرب وإسرائيل من أجل تحقيق المشروع. وفيما يتعلق بقضية الصحراء، فإن الدولة اليهودية اعترفت رسميا بالسيادة المغربية على الصحراء في عام 2023، وقد حذت حذو الولاياتالمتحدة عام 2020. لكن العرض الأخير الذي قدمه بنيامين نتنياهو لخريطة المغرب حيث تبدو بدون الصحراء على قناة LCI الإخبارية الفرنسية، والذي تم تقديمه على أنه "خطأ" من قبل فريق رئيس الوزراء الإسرائيلي، أثار غضب السلطات المغربية. وأوضح التقرير أن الحجة الرئيسية للسلطات المغربية في الاتفاقيات الدبلوماسية مع إسرائيل تستند إلى فكرة أن التطبيع سيسمح للمغرب بالدفاع بشكل أفضل عن حقوق الفلسطينيين. ودعما لهذا الخطاب، نقلت المملكة في منتصف شهر مارس 40 طنا من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم.