قالت صحيفة إسبانية إن المغرب حصل على 150 طائرة بدون طيار من شركة إسرائيلية متخصصة لخدمة أهدافه في التجسس والاستطلاع. وبحسب "الإلسبانيول" فإن أهم ما يميز الاتفاق هو أن المغرب جزء من إنتاج الطائرات بدون طيار، وبقدرة الطائرة التحليق والتجسس لساعات. وقبل عام واحد فقط، تم الإعلان عن أن BlueBird – المملوكة بنسبة 50٪ لشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية – ستقوم بتطوير مشاريع صناعية بدون طيار في المغرب. والطائرة بدون طيار WanderB من شركة BlueBird Aero Systems هي طائرة بدون طيار ل (الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع) تم تصميمها كمنصة متعددة الاستخدامات وسهلة التشغيل. وتجمع الطائرة بين القوة العالية وسرعة التشغيل العالية وتغطية المساحات الكبيرة، النموذجية للطائرات بدون طيار ذات الأجنحة الثابتة مع قدرة المروحية المتعددة. مسيرات عمودية وهذا النوع من الطائرات بدون طيار قادر على الإقلاع والهبوط عموديا ويمكن أن يعمل في أماكن صغيرة جدا مثل سطح سفينة أو أسطح المنازل. وأجهزة الاستشعار والاتصالات وخوارزميات برامج العالية الأداء عليها يجعلها الخيار المثالي لمجموعة واسعة من المهام. ومن خصائصها الأخرى أنها تحتوي على خاصية تخفي، ويرجع الفضل في ذلك أساسا إلى صغر حجمها. ونطاق تغطية الطائرة يبلغ 50 كيلومترا، ويمكن التحكم بها من محطات برية. وقالت الصحيفة إن المغرب لم يكشف عن طرق استخدامه للطائرة التي سينشرها بمجرد الانتهاء من تصنيعها. ويستخدم المغرب طائرات بلا طيار لأغراض استخبارية ولمراقبة حدوده، وفقا لخبراء عسكريين محليين. وتيرة متسارعة وتسارعت وتيرة التقارب بين المغرب وإسرائيل منذ التطبيع الدبلوماسي الذي تمّ بينهما في ديسمبر 2020 في إطار اتفاقات أبراهام التي أبرمت بين اسرائيل ودول عربية عدّة، بدعم من واشنطن. منذ إعلان المغرب وإسرائيل، في 10 ديسمبر 2020، تطبيع علاقاتهما الدبلوماسية، كثف البلدان تعاونهما العسكري بوتيرة متسارعة. وفي 12 سبتمبر 2022، دشنت الرباط مرحلة جديدة نحو تعزيز التعاون العسكري مع تل أبيب، عبر زيارة وصفت ب"غير المسبوقة" للمفتش العام للقوات المسلحة المغربية بلخير الفاروق إلى إسرائيل، شارك خلالها في مؤتمر دولي حول الابتكار في المجال العسكري. وفي اليوم التالي، جرت مراسم استقبال رسمية للمسؤول المغربي في مقر قيادة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بتل أبيب، برئاسة قائد الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي. وبحسب القيادة العامة للجيش المغربي، في بيان، بحث الفاروق وكوخافي سبل تعزيز التعاون بين الجيشين وتوسيعه ليشمل مجالات التكنولوجيا والابتكار. وعلى مدار نحو عامين، تبادل المسؤولون العسكريون المغاربة والإسرائيليون الزيارات، وجرى توقيع عدد من مذكرات التفاهم، وأبدى المغرب اهتمامه بإقامة مشاريع مشتركة مع إسرائيل في مجال الصناعات الدفاعية. مذكرة رائدة نهاية نوفمبر 2021، وقّعت إسرائيل والمغرب مذكرة تفاهم أمنية خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الأولى إلى الرباط، بهدف تنظيم التعاون الاستخباراتي والمشتريات الأمنية والتدريب المشترك. ووفق موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري آنذاك فإن "هذا أول اتفاق من نوعه بين إسرائيل ودولة عربية". وحينها، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن غانتس والوزير المغربي المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي وقّعا "مذكرة تفاهم دفاعية رائدة". صفقة أسلحة ولم تُشر وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى "بيع أسلحة" للمغرب، كما لم تُلقِ الضوء على تفاصيل الاتفاق. لكن سائل إعلام إسرائيلية، بينها هيئة البث وموقع "إسرائيل 24" الحكوميان والقناة 12 الخاصة، تحدثت عن تفاصيل صفقة سلاح تبيع تل أبيب بموجبها صناعات عسكرية متطورة للرباط. وأفادت بأن الجانب الأهم في الاتفاقية لا يتمثل في "صفقة السلاح"، بل في الاتفاق على "التعاون الأمني والدفاع المشترك" غير المسبوق بين إسرائيل ودولة عربية. وتحت عنوان "هذه هي الأسلحة التي سيحصل عليها المغرب من إسرائيل"، ذكر موقع "إسرائيل 24″، في 25 نوفمبر 2021، تفاصيل الصفقة. وقال الموقع الحكومي إن "عملية بيع الأسلحة الإسرائيلية للمغرب ستشمل طائرات بدون طيار وأنظمة مضادة للصواريخ، وتحديث بعض طائراته المقاتلة بتقنيات إسرائيلية ونقل تكنولوجيا لتطوير وتصنيع أنواع محددة من المُسيّرات محليا وشراء نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي باراك 8 ودراسة إمكانية تطوير مقاتلات F5". ووصفت القناة "12" الإسرائيلية الخاصة ما جرى بأنه "حدث مذهل من الناحية الاستراتيجية"، وكشفت في 25 نوفمبر 2021، عن توقيع إسرائيل والمغرب صفقة أسلحة بمئات الملايين من الدولارات. وتابعت: "حضر ممثلو حكومة الرباط إلى الاجتماعات مع غانتس وبحوزتهم لائحة محترمة للأسلحة التي أرادوا شرائها: الطائرات بدون طيار ورادارات وأنظمة اعتراض المُسيّرات وتحييدها وتحديث طائرات F5 التي تستخدمها القوات الجوية المغربية". ورسميا، لم تؤكد إسرائيل ولا المغرب نبأ صفقة الأسلحة، كما لم ينفيها البلدان. خطة عمل مشتركة وفي 25 مارس الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي توقيع مذكرة تعاون عسكري مع المغرب خلال أول زيارة عسكرية رسمية إسرائيلية إلى المملكة. وقال الجيش، في بيان، إن التوقيع جاء خلال زيارة كل من رئيس هيئة الاستراتيجية والدائرة الثالثة بالجيش تال كالمان وقائد لواء العلاقات الخارجية آفي دافرين وقائد لواء التفعيل في هيئة الاستخبارات (لم يكشف هويته) إلى المغرب. وأفاد بأن هؤلاء القادة التقوا المفتش العام للقوات المسلحة المغربية بلخير الفاروق، واتفق الجانبان على "عقد لجنة عسكرية مشتركة للتوقيع على خطة عمل مشتركة، كما تم بحث فرص المشاركة في تمارين دولية مشتركة". الأسد الإفريقي وفي 3 يوليوز الماضي، أعلن رئيس البعثة الإسرائيلية في المغرب دافيد غوفرين (استدعته تل أبيب بسبب شبهة فساد وتحرش جنسي بداية سبتمبر 2022)، مشاركة بلاده لأول مرة في مناورات "الأسد الإفريقي 2022″ في المغرب بين 20 و30 يونيو الماضي. وقال غوفرين، عبر حسابه ب"تويتر": "لأول مرة بالمغرب شارك ممثل وزارة الدفاع الإسرائيلية وضباط من الجيش الإسرائيلي الخميس 30 يونيو، بصفتهم مراقبين في المناورة العسكرية الدولية "الأسد الإفريقي 2022″ بقيادة القيادة الإفريقية للجيش الأمريكي (أفريكوم) والجيش الملكي المغربي". واعتبر "مشاركة إسرائيل في هذه العملية خطوة جديدة وإضافية من شأنها توطيد العلاقات الأمنية بين وزارتي الدفاع وجيشي المغرب وإسرائيل". ولم يصدر أي تعقيب رسمي من المغرب بشأن تصريحات غوفرين. و"الأسد الإفريقي" تمرينات عسكرية مشتركة ينظمها الجيشان المغربي والأمريكي سنويا، وتعدّ أكبر مناورات عسكرية في إفريقيا. مشاريع مشتركة وفي 20 يوليوز الماضي، أعلن الجيش المغربي اهتمامه بإقامة مشاريع مشتركة مع إسرائيل في مجال الصناعات الدفاعية. والتقى آنذاك الوزير المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي مع رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي في الرباط. وكانت هذه أول زيارة رسمية يجريها كوخافي للمغرب واستمرت ثلاثة أيام. وقالت قيادة القوات المسلحة المغربية، عبر بيان، "في مجال الدفاع، وفي أفق إرساء أسس الصناعة الدفاعية المحلية، أكد لوديي اهتمام البلاد لإقامة مشاريع مشتركة في مجال الصناعات الدفاعية بالمغرب". وإثر استئناف العلاقات بين البلدين خلال عام 2020، تم افتتاح مكتب للاتصال الإسرائيلي في المغرب، خلال زيارة قام بها وزير الخارجية يائير لابيد إلى الرباط في غشت الماضي.