أعلنت 4 أحزاب من اليسار الفرنسي تشكيل "جبهة شعبية" موحدة استعدادا للانتخابات التشريعية المقررة في 30 يونيو الجاري. ونشرت أحزاب اليسار في فرنسا المؤلفة من حزب الخضر والحزب الاشتراكي وفرنسا الأبية والشيوعيين بيانا رسميا مساء الإثنين أعلنت فيه عن اتفاقها على "تشكيل جبهة شعبية".
وأكد البيان على عزم الأحزاب الأربعة تقديم "ترشيحات موحدة منذ الدورة الأولى" في الدوائر الانتخابية لخوض غمار الانتخابات التشريعية التي أعلن عنها إيمانويل ماكرون مساء الأحد إثر حلّ الجمعية الوطنية. وكان قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الأحد بعد نتائج الانتخابات الأوروبية، حل الجمعية الوطنية والدعوة لتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة، قد أثار تبعات سياسية واسعة في فرنسا واستدعى خلط أوراق التحالفات السياسية. ودفع القرار أحزاب اليسار الفرنسية إلى تجاوز انقساماتها وأعلنت عن "تشكيل جبهة شعبية" لمحاولة عرقلة تقدم اليمين المتطرف الذي يتصدر نوايا التصويت بنسبة 34 بالمئة بحسب استطلاعات للرأي أجريت بعد إعلان حل الجمعية الوطنية. وبعد سبعة أشهر من انهيار الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد، تمكنت الأحزاب اليسارية من وضع الأسس لبدء التحالف في ضوء الانتخابات التشريعية المرتقبة في 30 يونيو و7 يوليو في دورتين. وظهر الزعماء الأربعة للأحزاب السياسية الرئيسة، جنبًا إلى جنب في باريس للإعلان عن "دستور جبهة شعبية جديدة"، تجمع "جميع القوى الإشتراكية والاتحادية النقابية والمواطنين اليساريين". وقال رئيس الحزب الاشتراكي الفرنسي أوليفييه فور في نهاية الاجتماع "إن الجبهة الشعبية هي التزام يتجاوز أنفسنا بكثير"، مضيفا أنه "كما هو الحال في الانتخابات التشريعية لعام 2022، ستضع الأحزاب اليسارية "برنامج اختراق" وتقدم "مرشحين فرديين" من الجولة الأولى في كل دائرة انتخابية. وقالت النائبة عن حزب "فرنسا الأبية" (أقصى اليسار) كليمنتين أوتان "نحن الوحيدون القادرون على منع الكارثة". وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إنه "إذا وصل اليسار إلى نهاية نهجه، فسيكون قد أحبط جزئياً خطة الرئيس إيمانويل ماكرون، التي راهنت على انقسامه." وأضافت "يبدو أن التهديد الذي يشكله اليمين المتطرف واحتمال استيلائه المحتمل على العديد من المقاعد في الجمعية الوطنية قد أعاد الجميع إلى رشدهم وبسرعة". وستبدأ المفاوضات الآن بشأن توزيع الدوائر الانتخابية بين مكونات اليسار استعدادا للانتخابات المبكرة.