أثار ظهور بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في مقابلة مع تلفزيون فرنسي وهو يحمل خارطة يظهر فيها إقليم الصحراء المتنازع عليه بين المغرب وجبهة "البولساريو"، مفصولا عن الخارطة الرسمية للمغرب، موجة تنديد وشجب عارمة على مواقع التواصل الإجتماعي في المغرب. وجاء ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي في مقابلة بثت ن مساء الخميس على شاششة قناتي TF1 وLCI الفرنسيتين الرسميتين، وهو يحمل خريطة للعالم العربي وإيران، تظهر المغرب من دون أقاليم الصحراء.
وعلى المستوى الرسمي التزمت السلطات المغربية الصمت، ولم يصدر أي موقف رسمي في الرباط عن هذه الحركة التي اعتبرها منتقدوها من المغاربة بانها "مستفزة". يذكر أن المغرب الذي يرأس عاهله الملك محمد السادس لجنة "القدس"، حافظ على علاقاته مع إسرائيل رغم العديد من المطالب والمسيرات الشعبية في المغرب التي تطالب بوقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ردا على حرب الإبادة التي ينفذها في غزة منذ ثمانية أشهر. وكان بنيامين نتنياهو، قد أعلن في رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس في شهر يوليوز من سنة 2023، اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، وقال إن "موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الأممالمتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية" بهذا القرار. وانتقد رواد التواصل في المغرب نقاق رئيس الوزراء الإسرائيلي، واعتبروا ذلك "استفزازا وابتزازا تمارسه إسرائيل"، وطالبوا بقطع علاقات المغرب مع إسرايل وإلغاء كل الاتفاقات المبرمة بين البلدين. وكانت السطات الرسمية المغربية قد بررت تطبيعها مع الدولة العبرية بالدعم الذي ستقدمه إسرائيل واللوبي الصهيوني للدفع للإعتراف بمغربية الصحراء من طرف دول أخرى. وليست هذه هي المرة الأولى التي يستفز فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي المغاربة، ففي شهر أكتوبر من العام الماضي وأثناء استقباله رئيسةَ وزراء إيطاليا جورجا ميلوني في مكتبه ظهرت خارطة طبيرة للعالم تظهر فيها حدود المغرب الجنوبية على شمال إقليم الصحراء. وكانت تلك اللقطة قد أثارت سخط وتذمر رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب. وآنذاك برر مكتب نتنياهو تلك الصورة بكون الخارطة الموجودة في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قديمة وكانت موجودة قبل أن تعترق الدولة العبرية بمغربية الصحراء.