رغم الوعيد الحكومي، يواصل طلبة الطب والصيدلة احتجاجاتهم المطالبة بفتح باب الحوار معهم، والتجاوب مع مطالبهم، والمستنكرة للقرارات التعسفية التي استهدفتهم بسبب ممارستهم لحقهم في الاحتجاج. وخاض طلبة الطب والصيدلة، احتجاجات بعدة مدن، آخرها وقفات بالشموع بمدن كالدار البيضاء وفاس، مساء أمس السبت، دعوا فيها وزارتي التعليم العالي والصحة، إلى الاستجابة لمطلب الحوار الذي يرفعونه منذ أسابيع، والدفع نحو حلحلة الأزمة المستمرة منذ خمسة أشهر.
وعرفت الوقفات الاحتجاجية مشاركة عائلات الطلبة، التي عبرت عن استيائها من التعامل الحكومي معهم، وعن تخوفها على مصير أبنائها، وعدم الرغبة في هدر السنة الجامعية بسبب إصرار الحكومة على مواصلة تعنتها إزاء مطالب المحتجين التي تصب في مصلحة جودة تكوين طبيب الغد. كما ناشدت الأسر تدخلا ملكيا من أجل حماية مصلحة طلبة الطب، الذين يستمرون في مد يد الحوار للحكومة، لكنها تواصل رفض الجلوس معهم، واختارت اللجوء للتوقيفات ولغة التهديد والعنف. وعرف ملف توقيف ممثلي طلبة الطب والصيدلة حضورا مهما خلال الوقفات الاحتجاجية، حيث أكد الطلبة تضامنهم مع زملائهم، وإصرارهم على العدول عن هذا الإجراء التعسفي والانتقامي، والذي هو بمتابة حكم بالإعدام في حق المعنيين. ونفى الطلبة أن تكون أي جهة وراء تحريكهم، أو تدفع بهم للاحتجاج ومقاطعة التكوين، وأن ما يحركهم هو رغبتهم في ضمان جودة التكوين، والدفاع عن ملف مطلبي أكاديمي بمطالب واضحة، وأن اللجوء للاحتجاج لم يأت إلا بعد التعبير عن مبادرة حسن النية بوقف كل الأشكال الاحتجاجية الميدانية، لكن دون أي تجاوب من الوزارة. وأكد الطلبة أن عدم تجاوب الوزارة مع طلبات الحوار التي تقدموا بها، جعلت السبيل الوحيد المفتوح أمامهم هو العودة للاحتجاج، وأكدوا أن يدهم لا تزال ممدودة وأنهم مستعدون للانخراط في جولات حوار جديدة، وبالمقابل فإنهم على استعداد لمواصلة الاحتجاج في حال استمرار الحكومة في نهج سياسة الآذان الصماء ومعاقبة المحتجين. وتتعالى الأصوات الحقوقية والسياسية والنقابية…، منذ أشهر، مطالبة الحكومة بالعودة إلى رشدها، وعدم الدفع في اتجاه مزيد من التصعيد وصب الزيت على النار، وأن تلعب دورها المتمثل في فتح الحوار والإنصات لهموم ومطالب الطلبة وتبديد تخوفهم، والتفاعل الإيجابي مع ملفهم، من أجل ضمان عودة الاستقرار للكليات.