نفى طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، اليوم الخميس، أن تكون مطالبهم التي يدافعون عنها تمس بسيادة الدولة، كما ادعت الحكومة، وأكدوا أن تأجيل احتجاجاتهم الميدانية يأتي تعبيرا منهم عن حسن النية، ولفتح باب الحوار كسبيل وحيد لإيجاد الحلول. وأبرزت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان في ندوة صحافية بالرباط أن نضالها جاء بعد تراكمات، وفجرته قرارات أحادية على رأسها الرفع من عدد الوافدين وتقليص عدد سنوات التكوين.
وعبر الطلبة عن أملهم في أن تلتقط وزارتا الصحة والتعليم العالي إشارة تأجيل الاحتجاج، والدعوة إلى الجلوس للحوار، لأن الأمر يتعلق بتكوين جيل من الأطباء والصيادلة، متسائلين "لماذا الاستمرار في الأزمة وعدم التجاوب مع طلبات الحوار؟". وجدد ممثلو الطلبة التنبيه إلى أن احتجاجاتهم بدأت بإضرابات انذارية ووقفات احتجاجية، لكن دون أي تجاوب، فكان شبه إجماع من طرف الطلبة على الدخول في إضراب مفتوح، خاصة وأن النقاش مع الحكومة لم يكن بالجدية اللازمة، ولم يتم التجاوب مع أهم المطالب التي دفعت الطلبة للخروج والاحتجاج. وقالت اللجنة إن الحكومة وعلى عكس ما تدعيه لم تقم بالاستجابة لأهم المطالب، وإلا لكان الكلبة أوقفوا إضرابهم الذي دام لأربعة أشهر. ومقابل تأجيل المسيرة الاحتجاجية التي سبق أن أعلنوا عنها، أكد الطلبة مواصلتهم المقاطعة التي دامت أربعة أشهر، حيث إن 25 الف طالب لا يزالون في إضراب مفتوح، مقابل 3 الاف طالب فقط يدرسون، وهم طلبة السنة السادسة والسابعة الذين لم ينخرجوا منذ البداية في المقاطعة، فضلا عن حوالي 2% من طلبة كل دفعة لم يوافقوا على المقاطعة المفتوحة، التي تم التصويت عليها بأغلبية ساحقة. وأكد الطلبة ألا وجود لأي جهة تحرضهم، وأنهم بعد إعلانهم عن مبادرة حسن النية الأسبوع الماضي، ووضعهم طلبات الحوار للوزارتين الوصيتين، لا يوجد أي تجاوب. وشددت اللجنة على أن هذه الازمة لن تحل بسياسة الآذان الصماء والتجاهل، ولا بالمضايقات والتجاوزات والاستدعاءات من طرف الشرطة القضائية في حق الطلبة، وأن هذه الخطوات لن تزيد إلا في تأجيج الوضع، والحل الوحيد هو فتح باب الحوار، وتقديم أجوبة واقعية وملموسة، مبرزة أن السنة البيضاء ليست في مصلحة أحد.