لا تزال الانتقادات مستمرة للحكومة بسبب سوء تدبيرها لملف طلبة الطب والصيدلة، الذين دخلوا في مقاطعة شاملة واحتجاجات منذ أزيد من أربعة أشهر، ولجوئها إلى ترهيبهم بدل فتح حوار حقيقي مع ممثليهم. وفي سؤال كتابي موجه لوزير التعليم العالي عبد اللطيف ميراوي، قالت فاطمة التامني النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن الحكومة من خلال وزارة التعليم العالي، تواصل تعنتها بنهج أسلوب قمعي انتقامي ضد طلبة الطب والصيدلة.
وتوقفت التامني على اللغة التهديدية للوزير ميراوي داخل المؤسسة التشريعية، وهو الأمر الذي لن يتجه بالاحتجاجات نحو الحل، وإنما سيزيد من دون شك من حدتها وسيؤجج الاحتقان وسط الطلبة. وأضافت أن إصدار توقيفات في حق طلبة لا ذنب لهم إلا أنهم عارضوا بمعية آلاف الطلبة والأسر والهيئات مجموعة من القرارات التي شرعت الحكومة في تنفيذها بفرض أسلوب "الأمر الواقع"، وهو ما تم رفضه جملة وتفصيلا، لخير دليل على أن الحوار المزعوم لدى الوزارة تجسد من خلال المجالس التأديبية التي ترجمت سياسة الزجر والقمع والعنف للتضييق على الطلبة والتضحية بمستقبلهم والاتجاه بالمهنة نحو المجهول. وساءلت التامني وزير التعليم العالي "هل بهذا الشكل الانتقامي والقمعي تريد الحكومة حل المشاكل القائمة؟ أليس من حق هؤلاء الطلبة والطالبات التعبير عن آرائهم بالرغم من اختلافها مع قرارات الحكومة؟". وزادت التامني "نحن ننتج صيادلة وأطباء الغد القادرين على اتخاد قرارات مصيرية، وليس "روبوتات" كما تريد الحكومة، متوسلة بلغة الوعيد والترهيب، بدلا من الحوار والترغيب". ودعت التامني إلى التراجع عن التوقيفات الانتقامية ضد طلبة همهم بالأساس هو تجويد التكوين، واستخدام لغة العقل والحكمة لتجاوز الأزمة القائمة، والتجاوب مع المطالب المشروعة توخيا للمصلحة العامة للوطن.