لا تستغرق رحلة المهربين عبر مضيق جبل طارق إلا 20 دقيقة أو أقل، يقومون بعدها بتفريغ حمولتهم في المياه القليلة العمق القريبة من الشواطئ الشعبية المحاذية لمنتجع "طريفة" الساحلي. وبمجرد وصول المهاجرين إلى الشاطئ الإسباني، يحاولون الاختلاط مع السياح لفت انتباه الشرطة لتفادي لفت انتباه الشرطة، إلا أن المهربين إذا لمحوا قارب الشرطة، غالبا ما يلقون بكل بساطة بالمهاجرين في البحر ويسارعون إلى العودة إلى المغرب. وقد تم حتى الآن اعتقال أكثر من عشرة مهربين مغاربة بينما كانوا يحاولون، في رابعة النهار، قطع الأميال الثمانية التي تشكل عرض واحد من أهم الممرات الملاحية في العالم، وهم يحملون معهم مهاجرا او مهاجرَين على متن دراجتهم المائية. هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر يمكن أن تصل تكلفتها الى 4000 دولارا، وهذا يعني أن الكثير من المهاجرين لن يحصلوا إلا على فرصة واحدة فقط لخوض تلك المحاولة القاتلة للعبور إلى الضفة الأخرى. ويُعتقد أن ما يقرب من 40 مهاجرا مغربيا قطعوا المعبر على متن "جيت سكي" خلال العام الجاري، مما زاد المخاوف من لجوء المهربين إلى أساليب جديدة لاستغلال المحبطين في جميع أنحاء أفريقيا الفارّين من الفقر والاضطهاد. شاطئ "طريفة" الإسبانية وتم إرسالهم لإجراء تقييم طبي قبل أن ينتهي بهم الأمر في معسكرات الاعتقال في انتظار صدور حكم القضاء ببقائهم في أوروبا من عدمه. وقد قامت دورية من الحرس المدني الإسباني مؤخرا بايقاف أسطول صغير من دراجات "جيت سكي" قرب طريفة، مما يدل على أن الممارسة أصبحت منظمة تنظيما جيدا. وقال متحدث باسم الشرطة الإسبانية إن هذه الطريقة خطيرة للغاية إذ أن العديد من المهاجرين لا يتقنون السباحة. وأضاف أن "هذه هي الطريقة تعتبر أكثر فراهة من العبور في زورق، أو في الجزء الخلفي من شاحنة، إلا أنها أكثر خطورة بكثير". "جيت سكي" الذي يستعمل للتهريب غير مصمم للمسافات الطويلة وقالت الشرطة ان بعض مالكي دراجات "جيت سكي" المغاربة يستخدمون أيضا هذه الطريقة لتهريب كميات كبيرة من الحشيش إلى إسبانيا. وفي الشهر الماضي، توفي مهاجر مغربي اختناقا في حقيبة سفر اختبأ في داخلها لمدة خمس ساعات على متن عبارة كانت متجهة إلى اسبانيا. ودعا الاتحاد الأوروبي إلى اجتماع طارئ للزعماء الأوروبيين لبحث تنامي أزمة المهاجرين. مهاجرون عند وصولهم الى ساحل "طريفة" في غشت 2014 وأعلنت رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، التي تتولاها عليها حاليا لوكسمبورغ، أن الاجتماع سينعقد في غضون أسبوعين في العاصمة البلجيكية بروكسيل. ويأتي هذا الإجتماع بعد بيان مشترك لوزيرة الداخلية البريطانية، "تيريزا ماي"، مع نظرائها في باريس وبرلين دعوا فيه إلى عقد اجتماع عاجل لوزراء الداخلية الأروبيين لمناقشة المقترحات حول السبل الكفيلة لمواجهة موجة المهاجرين واللاجئين الذين يصلون الحدود الأوروبية. ويوم أمس، تحدثت السيدة "ماي" عن حرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبي، وأكدت أنه لا يجب السماح للمهاجرين لأسباب اقتصادية أن يأتوا إلى بريطانيا إذا كانت لديهم وظيفة مرتقبة. - المقال مترجم عن "الديلي إكبريس"