حملت أسرة الصحفي المصري المحبوس "محمد البطاوي" قالب حلوي عيد الميلاد "التورته" ومعها محنتها واحزانها وجاءت الى نقابة الصحفيين بوسط القاهرة لتحتفل ببلوغه الحادية والثلاثين في غياب صاحب المناسبة. البطاوي، واحد من نحو خمسة وثلاثين صحفيا مصريا في سجون نظام عبد الفتاح السيسي، وفقا لاحصاء لجنة الحريات بنقابة الصحفيين المصريين. وهم ليسوا بشهرة صحفيي الجزيرة الثلاثه بيتر غريستي ومحمد فهمي وباهر محمد، ولا تقف وراءهم مؤسسات عملاقة. ونادرا ما تغطي وسائل الاعلام العالمية اخبار معاناتهم. ناهيك عن التعتيم المفروض من وسائل الاعلام المحلية داخل مصر. أعتقلته قوة تضم ملثمين من منزله على بعد نحو ثلاثين كيلو مترا من القاهرة فجر ال17 من يونيو الماضي قبيل يوم واحد من شهر رمضان، وذلك بعد ايام معدودة من نشر مقال ساخر له يتحدث عن تسعة فروق بين مدرعة الجيش وعربة الإسعاف. وتوثق المستندات التي عرضتها الأسرة اعتقاله في هذا اليوم وفق برقيات تلغرافيه أرسلها والده صابر، الى وزير الداخلية والنائب العام. وتفيد الشهادة الصادرة من مكتب العام في 11 غشت الجاري، انه محبوس كمتهم "بالانضمام الى جماعة سرية غير مشروعه" اعتبارا من 20 /7 . وفارق الايام الأربعة الذي تؤكده هذه المستندات يؤكد اخفاء السلطات له قسريا. وعلما بأن الدستور المصري يحظر في المادة 54 احتجاز المواطنين لاكثر من اربع وعشرين ساعة من دون تقديمه الى سلطات التحقيق. أسرة البطاوي الذي يعمل في جريدة "الأخبار" التابعة للدولة يتقدمهم والده ووالدته وزوجته وشقيقته وابنته الصغيرة "سندس" الذي لا يتجاوز عمرها عامين قدموا ليلة الأحد، بقالب حلوي ابيض اللون مكتوب عليه باللون الأحمر :"الحرية للصحفي محمد البطاوي". واحتار زملاؤه أي كلمات يوجهونها لأسرته في مناسبة مفترض انها سارة. لكن عبارات " كل سنة وانت طيب" و "عيد ميلاد سعيد" اختفت. لأنها بدت لا تليق باحوال صاحب "المناسبة السعيدة". كما وضع عدد من زملائه اشرطة حمراء لاصقه على افواههم واختار آخرون ممن حضروا عيد الميلاد أن يكبلوا ايديهم بالسلاسل. والأسرة، طالما قاومت التعتيم على اخبار اختفائه وتعذيبه واعتقاله وكيل الاتهامات الملفقة له بوقفات احتجاجيه مع زملائه الصحفيين على سلم النقابة. وهذه المرة اختارت الا تفوت مناسبة عيد ميلاده وهو مغيب في السجن لتتحدث الى وسائل الاعلام عن معاناته . ناهيك عن معاناتها كعائلة في زيارته بالسجن . وعلما بان البطاوي يجري تجديد حبسه كل خمسة عشر يوما .ومع كل تجديد لاتفقد الاسرة الأمل في اطلاق سراحه حتى ولو كانت الأجواء العامة في البلاد قاسية كئيبة. وقبل ساعات من حفل عيد ميلاد الصحفي المغيب في السجون هذا حاول زميل آخر له يدعي "شريف البرماوي" الانتحار في مدخل النقابة وعلى طريقة التونسي البوعزيزي. الصحفي الشاب الذي يعمل في جريدة "التحرير" اليومية الذي قرر مالكها رجل الأعمال "أكرم قرطام" اغلاقها وتشريد الصحفيين العاملين بها احضر عبوتين من السولار (الجاز) وسكب النار عل ملابسه وأشعل ولاعة سجائره. لكن زملاءه ظلوا يجاهدون لخمس دقائق حتي تمكنوا من السيطرة عليه ومنعه بصعوبه من احراق نفسه. و في رأي مراقبين يعد اغلاق الصحف احد مظاهر تراجع حرية الصحافة في مصر في هذه المرحلة. وقبل هذه الواقعة البوعزيزية بنحو ساعة كان والد المصور الصحفي، "محمود شوكان" المعتقل منذ اكثر من عامين يعقد مع هيئة الدفاع عنه مؤتمرا صحفيا بالنقابة أيضا. وكشف الأب "عبد الشكور أبو زيد" عن ابنه يعتزم الدخول في اضراب عن الطعام رغم صحته المتدهورة، وبعدما استمرت السلطات في احتجازه بعدما انتهى الحد الاقصى للحبس الاحتياطي قبل 16 يوما من دون الافراج عنه. وأكد الأب ان ابنه "لا صلة له بالاخوان ". وتعجب من اطلاق اثنين من زملائه الأجانب ( فرنسي وأمريكي) على الفور كانوا يقومون معه بتغطيه فض اعتصام رابعة العدوية في 14 غشت 2013 فيما قررت السلطات حبس شوكان لمجرد كونه مصريا وليس من حمله جنسية اجنبيه. " أبو زيد" قال انه زار ابنه الشهير بشوكان في السجن منذ أيام معدودة واطلع على تدهور حالته الصحية ،خصوصا انه مصاب بفيروس "سي" الكبدي والأنيميا .وحذر من ان الاضراب عن الطعام خطر على حياته وقد يفضي الى موته.