قررت رئاسة جامعة عبد الملك السعدي بتطوان منع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (فصيل العدل والإحسان) من تنظيم النسخة السادسة من ملتقى القدس، والذي كان مزمعا عقده أيام 21 و22و23 مارس الجاري تحت شعار "طوفان الأقصى..شرف الأمة وعزتها، عنوان نصرها وتحررها". وقالت رئاسة الجامعة في بلاغ لها إنها توصلت ومجموعة من المؤسسات الجامعية بتطوان ومرتيل أمس الاثنين بإشعار من فصيل طلابي يخبر عن عزمه تنظيم نشاط طلابي برحاب الجامعة، "وبعد الاطلاع على ملصق هذا النشاط اتضح بأن الأمر يتعلق بملتقى وطني، ويتجاوز نشاطا طلابيا موجها إلى طلبة جامعة عبد المالك السعدي، كما اتضح بأن الجهة المنظمة لهذا النشاط غير مرخص لها". وأضافت رئاسة الجامعة أنه واستحضارا لمصلحة الطلبة في ضمان ظروف سليمة للتحصيل العلمي والأكاديمي، وتفاديا لما يمكن أن يخلقه هذا الملتقى من توترات داخل الساحة الطلابية، وبعد تدارس هذا المستجد مع رؤساء المؤسسات الجامعية المعنية، فقد تقرر منه. وأعلنت الرئاسة عدم الترخيص بتنظيم هذا الملتقي، ومنع تنظيمه بجميع مؤسسات جامعة عبد المالك السعدي، مع توقيف الدراسة وإغلاق جميع مرافق المؤسسات المعنية أيام 20 و 21 و 22 و 23 مارس، وهي الأيام التي كان مقررا عقد الملتقى فيها. وتعليقا على قرار المنع، اعتبر صابر امدنين الكاتب الوطني ل"أوطم" أن هذا القرار غير مستغرب، فليست هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها منع نشاط وطني للاتحاد، خاصة وأن الملتقى يتمحور حول التطبيع وطوفان الأقصى. وأضاف امدنين في تصريح لموقع "لكم" أن قرار المنع كان متوقعا، لكن كان هناك في أن ما يحدث بغزة من تقتيل، وفي سياق الاحتجاجات الشعبية بالمغرب، ستجد الجامعة حرجا في منع النشاط، لكن اتضح أنها لا تكترث بما يحدث، وتبين أنها غير مستقلة. واعتبر أن بلاغ المنع الذي كتبت ألفاظه بمحبرة أمنية، تكيل الوعيد والتهديد، يؤكد أن الجامعة تحولت لملحقة أمنية. واستنكر المتحدث المنع، خاصة وأن من ينظمون النشاط طلبة معروفون ومن سيشارك في الملتقى شخصيات من توجهات مختلفة، وحتى شخصيات لا انتماء لها، فقط هي شخصيات معروفة بدعمها الكبير للقضية الفلسطينية. كما لفت الكاتب الوطني لأوطم أن المنع وتعليق الدراسة لأربعة أيام إهانة للأساتذة، فقد تم اتخاذ القرار دون عقد مجلس الجامعة او الكلية، كما أن رئاسة الجامعة ادعت في بلاغها أن المنع هدفه ضمان ظروف سليمة لتحصيل الطلبة، لكنها في نفس الوقت استهدفت هذا التحصيل وأغلقت الجامعة لأربعة أيام. وسجل امدنين أن المنع يتزامن وتزايد الاختراق الصهيوني للمؤسسات، ويأتي بعد ثلاثة أسابيع من توقيع الجامعة لشراكة مع جمعية صهيونية. كما أن هذا المنع، يضيف المتحدث، يبين أن الشعارات الداعمة للقضية الفلسطينية في واد والسلوك في واد آخر، وهو دليل على على عدم القدرة على مواجهة الفكرة، ودليل على خوفهم من كلمة الحق القوية.