يبدو أن الزيارة التي قادها يوم الاثنين، وزير النقل والمواصلات المستدامة الإسباني، أوسكار بويغتي، للمغرب لملاقاة نظيريه المغربي، وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، ووزير التجهيز والماء، نزار بركة، تمحورت حول "اهتمام الشركات الإسبانية بالمشاركة في مشاريع تطوير قطاع النقل بالمغرب". بينما القطاع سبقَ واستولت عليه الشركات الفرنسية، خصوصا بعد الإعلان عن قرب إطلاق مشاريع "تيجيفي" جديدة بالمغرب. والتقى بويغتي مع عبد الجليل وبركة في الرباط، حيث ناقشا سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال النقل، خاصة في مجال تطوير السكك الحديدية. وهذا القطاع سبقَ وابدت عدة شركات رغبتها في احتضانه والعمل فيه، إذ أنه في 2022 كلف المكتب الوطني للسكك الحديدية شركة "إجيس" (Egis) الفرنسية المتخصصة في الهندسة بمواكبة تنزيل أشغال المراقبة الخارجية للخط فائق السرعة الذي سيربط مدينة القنيطرةبمراكش، على مسافة تصل إلى 430 كيلومتراً.
من جهته، وفقًا لمصادر إعلامية إسبانية، أكد بويغتي على اهتمام الشركات الإسبانية بالمشاركة في مشاريع السكك الحديدية المغربية، مشيرًا إلى الخبرة الطويلة التي تتمتع بها إسبانيا في هذا المجال. وأشار بويغتي إلى أن المغرب يمثل سوقًا مهمًا للشركات الإسبانية، وأن التعاون بين البلدين في مجال النقل سيعود بالنفع على كل من إسبانيا والمغرب. وفي تفاصيل الموضوع، ناقش بويغتي مع نظرائه المغاربة عددًا من المشاريع المحددة التي يمكن للشركات الإسبانية المشاركة فيها، بما في ذلك: خط القطار الفائق السرعة بين طنجةومراكش، وخط القطار الرابط بين فاس ومكناس، وخط القطار الرابط بين وجدة والعيون وكذا تحديث شبكة السكك الحديدية المغربية. ووفقًا للمعطيات التي قام موقع "لكم" بتجميعها حتى الآن، نجد عددًا من الشركات الإسبانية، أبدت اهتمامها بالقطاع السككي بالمغرب، ومن أبرزها: "شركة تالغو"، وهي شركة رائدة في تصنيع القطارات فائقة السرعة، إذ أعربت عن رغبتها في المشاركة في مشاريع القطار الفائق السرعة في المغرب، وشركة CAF وهي شركة متخصصة في تصنيع عربات السكك الحديدية، وبدأت مفاوضات مع المكتب الوطني للسكك الحديدية المغربي حول مشاريع تحديث الشبكة المغربية، وكذا شركة Construcciones y Auxiliar de Ferrocarriles وهي شركة متخصصة في بناء البنية التحتية للسكك الحديدية، وتُشارك في مناقصة لشراء 168 قطارًا جديدًا للمغرب. إضافة إلى الشركات الإسبانية الرائدة في القطاع، من المحتل أن تدخل المغرب هي الأخرى، ويتعلق الأمر بشركة Alstom وهي شركة عالمية رائدة في مجال تصنيع القطارات، ولديها خبرة واسعة في مشاريع السكك الحديدية في إفريقيا ،وشركة Siemens وهي الأخرى شركة عالمية رائدة في مجال التكنولوجيا، ولديها خبرة في أنظمة الإشارات والاتصالات للسكك الحديدية. غير أنه رسميا، حتى الآن، أكد مصدر مطلع من وزارة التجهيز والنقل لموقع "لكم" أنه لم يتم الإعلان عن أي اتفاقيات محددة بين الشركات الإسبانية والمغرب حتى الآن، في بخصوص مشاريع السكك الحديدية. وكانت شركات فرنسية، نفذت بين عامي 2010 و2018 إدارة المشاريع المتكاملة لمختلف المسارات السككية للخط الرابط بين القنيطرةوطنجة، إضافة إلى أشغال الهندسة المدنية في الشق الشمالي، وهو ما أتاح نقل المعرفة والمهارات بعد نهاية المشروع. وحسب معطيات رسمية سابقة، سيكلف الخط بين القنيطرةومراكش حوالي 40 مليار درهم، وبين مراكشأكادير 50 مليار درهم؛ وإذا تمت إضافة الوحدات المتنقلة ستصل التكلفة إلى 100 مليار درهم، وهو ما يفرض البحث عن ممولين كبار. ويسعى المغرب من خلال المخطط السككي في أفق 2040 إلى ربط 43 مدينة مغربية مقابل 23 حالياً، وربط 12 ميناءً مقابل 6 حالياً، وإتاحة خدمات القطار ل87 في المائة من الساكنة، وربط 15 مطاراً دولياً بالسكة الحديد، مقابل 1 حالياً، وهي مشاريع تتطلب استثمارات ضخمة تناهز 375 مليار درهم.