قال أحمد الطلحي الخبير في البيئة والمناخ، أن وضعية السدود التي تزود مدينة طنجة والجماعات المجاورة لها بالمياه الصالحة للشرب مقلقة للغاية، في انتظار المعطيات الرسمية. وأشار الطلحي، إلى أنه وللسنة الخامسة لم تستقبل مدينة طنجة ونواحيها كميات الأمطار التي كانت تعرفها في السنوات العادية، وبالتالي عرف المخزون المائي في المنطقة تراجعا كبيرا، داعيا في تصريح لموقع "لكم"، إلى التعجيل بإنجاز المشاريع المائية التي سبق الإعلان عنها.
وأفاد المتحدث، أنه سجلت بتاريخ 9 يناير 2024 المقاييس التالية، بالنسبة لسد 9 أبريل: 42.5 مليون متر مكعب من أصل 300 مليون متر مكعب، اي بنسبة ملء تصل إلى 14.2 بالمائة، وسد ابن بطوطة: 8.2 ملايين متر مكعب من أصل 29 مليون متر مكعب اي بنسبة 28.1 بالمائة، أما بالنسبة لسد دار خروفة: 68.9 مليون متر مكعب من أصل 482 مليون متر مكعب اي بنسبة ملء 14.3 بالمائة. وحسب الخبير، فإن مدينة طنجة تحتاج سنويا ل 70 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب، لتزويد المساكن والوحدات الاقتصادية والمرافق العمومية بما في ذلك المناطق الخضراء التي لا يزال جزء منها يسقى بالمياه الصالحة للشرب في انتظار انتهاء مشاريع شبكة توزيع المياه العادمة المعالجة. أحمد الطلحي الخبير في البيئة والمناخ وبالنسبة لمعطيات تزويد طنجة في ظل هذه الوضعية، قال أحمد الطلحي، أن المدينة تتزود حاليا أساسا من سد دار خروفة بسبب ضعف المخزون المائي في كل من سد 9 أبريل وسد ابن بطوطة، إذ يتم نقل 50 مليون متر مكعب سنويا من هذا السد الواقع في جماعة الزعرورة باقليم العرائش إلى محطة معالجة المياه الصالحة للشرب الواقعة بالمهرهر قرب سد 9 أبريل. أما الفرشة المائية شرف العقاب والتي تقدر حقينتها ب 29 مليون متر مكعب فهي تعتبر احتياطيا استراتيجيا لا يتم اللجوء إليه إلا عند إصابة محطة المعالجة بعطب وعند الحالات الاضطرارية الأخرى. وبالنظر للمخزون المائي الحالي للسدود الثلاثة المزودة للمدينة، والذي يقدر بحوالي 120 مليون متر مكعب، يضيف المتحدث، فإنه لن يلبي حاجيات المدينة إلا لسنة واحدة وبضعة أشهر، بمعنى أننا سنجد أنفسنا أمام أزمة حقيقية في السنة القادمة إذا -لا قدر الله- لم تسقط أمطار كافية خلال ما تبقى من هذه السنة. ودعا ذات المتحدث، إلى التعجيل بإنجاز المشاريع المائية التي سبق الإعلان عنها، والتي تهدف إلى توفير حاجيات مدينة طنجة والجماعات المجاورة لها، وخص بالذكر المشاريع، مشروع نقل المياه من سد خروبة الذي تبلغ طاقته التخزينية 185 مليون متر مكعب، ومشروع نقل المياه من سد واد المخازن، وهو اكبر سد في الجهة إذ تصل طاقته التخزينية إلى أكثر من 670 مليون متر مكعب، ومشروع نقل المياه من سد عياشة الذي تم إنهاء الدراسات الخاصة ببنائه، وستصل طاقته التخزينية عند اكتمال بنائه إلى 118 مليون متر مكعب، بالإضافة إلى مشروع تعلية حاجز سد ابن بطوطة، الذي سيرفع من طاقته التخزينية من 29 مليون متر مكعب حاليا الى حوالي 90 مليون متر مكعب، فضلا عن مشروع بناء محطة تحلية مياه البحر. هذا ، ولم يفت الفاعل والخبير في المجال البيئي، دعوة جميع الفعاليات المحلية من سلطات عمومية ومجتمع مدني وإعلام محلي.. أن تستنفر كل إمكانياتها لتوعية السكان والفاعلين الاقتصاديين بضرورة الاقتصاد في استهلاك الماء وأن تتفهم وتلتزم بالقرارات التي يمكن اتخاذها من قبل الجهات الرسمية لتقنين استهلاك الماء، في انتظار أن يرحمنا الله بقطرات الغيث.