للسنة الخامسة لم تستقبل مدينة طنجة ونواحيها كميات الأمطار التي كانت تعرفها في السنوات العادية، وبالتالي عرف المخزون المائي في المنطقة تراجعا كبيرا. الوضعية الحالية لحقينة السدود التي تزود مدينة طنجة والجماعات المجاورة لها بالمياه الصالحة للشرب، وضعية مقلقة للغاية، إذ سجلت بتاريخ 9 يناير 2024 المقاييس التالية: – سد 9 أبريل: 42.5 مليون متر مكعب من أصل 300 مليون متر مكعب اي بنسبة ملء تصل إلى 14.2 بالمائة – سد ابن بطوطة: 8.2 ملايين متر مكعب من أصل 29 مليون متر مكعب اي بنسبة 28.1 بالمائة – سد دار خروفة: 68.9 مليون متر مكعب من أصل 482 مليون متر مكعب اي بنسبة ملء 14.3 بالمائة وتحتاج مدينة طنجة سنويا ل70 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب، لتزويد المساكن والوحدات الاقتصادية والمرافق العمومية بما في ذلك المناطق الخضراء التي لا يزال جزء منها يسقى بالمياه الصالحة للشرب في انتظار انتهاء مشاريع شبكة توزيع المياه العادمة المعالجة. وتتزود المدينة حاليا أساسا من سد دار خروفة بسبب ضعف المخزون المائي في كل من سد 9 أبريل وسد ابن بطوطة، إذ يتم نقل 50 مليون متر مكعب سنويا من هذا السد الواقع في جماعة الزعرورة باقليم العرائش إلى محطة معالجة المياه الصالحة للشرب الواقعة بالمهرهر قرب سد 9 أبريل. أما الفرشة المائية شرف العقاب والتي تقدر حقينتها ب 29 مليون متر مكعب فهي تعتبر احتياطيا استراتيجيا لا يتم اللجوء إليه إلا عند إصابة محطة المعالجة بعطب وعند الحالات الاضطرارية الأخرى. وبالنظر للمخزون المائي الحالي للسدود الثلاثة المزودة للمدينة، والذي يقدر بحوالي 120 مليون متر مكعب، فإنه لن يلبي حاجيات المدينة إلا لسنة واحدة وبضعة أشهر، بمعنى أننا سنجد أنفسنا أمام أزمة حقيقية في السنة القادمة إذا -لا قدر الله- لم تسقط أمطار كافية خلال ما تبقى من هذه السنة. لذلك، لا بد من التعجيل بإنجاز المشاريع المائية التي سبق الإعلان عنها، والتي تهدف إلى توفير حاجيات مدينة طنجة والجماعات المجاورة لها، وأخص بالذكر المشاريع التالية: – مشروع نقل المياه من سد خروبة الذي تبلغ طاقته التخزينية 185 مليون متر مكعب – مشروع نقل المياه من سد واد المخازن، وهو اكبر سد في الجهة إذ تصل طاقته التخزينية إلى أكثر من 670 مليون متر مكعب – مشروع نقل المياه من سد عياشة الذي تم إنهاء الدراسات الخاصة ببنائه، وستصل طاقته التخزينية عند اكتمال بنائه إلى 118 مليون متر مكعب – مشروع تعلية حاجز سد ابن بطوطة، الذي سيرفع من طاقته التخزينية من 29 مليون متر مكعب حاليا الى حوالي 90 مليون متر مكعب – مشروع بناء محطة تحلية مياه البحر وفي انتظار أن يرحمنا الله بقطرات الغيث، على جميع الفعاليات المحلية من سلطات عمومية ومجتمع مدني وإعلام محلي...، أن تستنفر كل إمكانياتها لتوعية السكان والفاعلين الاقتصاديين بضرورة الاقتصاد في استهلاك الماء وأن تتفهم وتلتزم بالقرارات التي يمكن اتخاذها من قبل الجهات الرسمية لتقنين استهلاك الماء. * أحمد الطلحي، خبير في البيئة والمناخ