قال محمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، إن المغرب يعرف وضعا مناخيا استثنائيا وعنيفا منذ ست سنوات، مقارنة مع مراحل الجفاف السابقة في التسعينات. وأوضح صديقي في جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس النواب اليوم الاثنين، أن وتيرة سنوات الجفاف ارتفعت من 6 في المائة المسجلة منذ سنة 1945 إلى 1980، إلى 30 بالمائة في الفترة ما بعد 1980 أي من سنة إلى سنتين من الجفاف كل خمس سنوات.
وأشار أنه منذ 2018 تفاقم الوضع وتم تسجيل ست سنوات جافة بشكل متوالي مع انخفاض غير مسبوق في الواردات المائية، ومخزون السدود والفرشات المائية. وأضاف أن متوسط الواردات المائية بالسدود تراجع من 18 مليار متر مكعب إلى 14 مليار متر مكعب ما بعد 1980، وانخفض إلى أقل من 5 مليار متر مكعب في السنوات الخمس الأخيرة. ولفت صديقي إلى أنه في الموسم الفلاحي الحالي بلغ معدل التساقطات لحد الآن 77 ملمتر بتراجع يقدر بحوالي 54 في المائة، مقارنة مع المعدل المسجل في الأربعين السنة الماضية، و 44 في المائة مقارنة مع السنة الماضية التي كانت جافة بدورها. وأبرز أن الواردات الحالية لم تتخطى حاجز 600 مليون متر مكعب أي بنقص يعادل 83 في المائة، مشيرا أنه في دوائر السقي الكبير لا تتعدى المساحات الزراعية الآن 400 ألف هكتار من أصل 750 ألف هكتار بانخفاض يقدر ب 44 في المائة. وأكد أن هذا الوضع انعكس على الحصة المائية للسقي في دوائر الري الكبير، والتي لا تتعدى 680 مليون متر مكعب مقارنة مع الحصة المخصصة في المخطط المائي، والتي تبلغ 5 مليار، ومقارنة بالمعدل الرسمي في السنوات ما قبل الجفاف، والذي وصل إلى 3.5 متر مكعب. وشدد على أن هذا الوضع هم جل المناطق الفلاحية ببلادنا وخاصة تلك المتواجدة جنوب وادي أم الربيع. وفيما يخص الزراعات، أفاد وزير الفلاحة أنه إلى حد الآن تم زرع 1.8 مليون هكتار من الزراعات الخريفية، ومنها الحبوب (1.3 مليون هكتار)، 7 في المائة منها مسقية، ثم الزراعات الكلائية والقطاني. وفي المناطق السقوية، أوضح أنه تم إنجاز برنامج الخضروات الخريفية على مساحة تجاوزت 90 ألف هكتار، أي 90 في المائة من البرنامج المحدد، وتضم البطاطس والبصل والطماطم.