قال يوسف جبهة رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة إن محطة تحلية مياه البحر باشتوكة مكسب كبير أنقذت أكثر من 13 ألف هكتار من ضيعات الحوامض والبواكر، فلولا لوقعت الكارثة رغم كلفتها الباهضة وتسعيرة تسويق مياهها لضيعات الفلاحين التي بلغت أكثر من ضعف ما كان معمولا به في السّابق". وأوضح جبهة، في حوار مع موقع "لكم"، أن وكالة الحوض المائي لسوس ماسة على تحيين المخطّط المديري للتهيئة المندمجة للموارد المائية بحوض سوس الذي اقترحت فيه مجموعة من التدابير والحلول لتجاوز العجز المائي الكبير والمقدر ب 400 مليون متر مكعب، إضافة إلى منحها للرخص الاستثنائية لحفر الآبار، إلى جانب الاهتمام الكبير الذي أولاه المجلس الجهوي لسوس ماسة لقطاع الفلاحة وتدبير الموارد المائية في المخطط الجهوي للتنمية من خلال تخصيص مليار درهم لهذا الشقّ".
وفي ما يلي نصّ الحوار: دعوتم لقاء جمع فلاّحي سوس ماسة، وعلى وجه الخصوص فلاّحي حوض الكردان (تارودانت) بعدما توقف سدّ أولوز عن تزويد أكثر من 10 آلاف هكتار بمياه السقي بعد 14 عاما على انطلاقته، لتتفاقم معاناة الفلاحين. ما الذي توصلتم إليه من حلول ومقاربات لحلحلة مشكل الماء التي فجرت معاناة المهنيين؟ بالفعل، عقدت الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة وجمعية المستقبل للمياه المخصصة للأغراض الزراعية، لقاءا تواصليا مع فلاحي منطقة الكردان (تارودانت)، بهدف تدارس الوضعية الحالية للقطاع الفلاحي في ظل توقف التزويد بمياه السقي وتفاقم التحديات، يوم الخميس 04 يناير 2024، وذلك بحضور الكاتب العام للشؤون الجهوية بولاية جهة سوس ماسة، وممثل المجلس الجهوي لسوس ماسة، إلى جانب مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، ومدير وكالة الحوض المائي لسوس ماسة، فضلا عن المدير الجهوي للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ومدير شركة "أمان ن سوس" لمياه السّقي. الهدف أيضا هو تدارس الوضعية الحالية والإمكانيات المتاحة لتدبير الظرفية الحالية، والاستماع للفلاحين وانتظاراتهم من المؤسسات الحاضرة وكذا اقتراحاتهم. وفي هذا الصّدد، نوّهنا بمجهودات مختلف المؤسسات والإدارات المعنية بتدبير القطاع الفلاحي بالجهة بمن فيهم الغرفة الفلاحية، من خلال المواكبة الدائمة والاستماع لهموم الفلاحين والمشاركة الفعالة في تدبير الظرفيات والتحديات، بالإضافة إلى مساهمتها في إصدار قرار دعم الفلاحين ببذور الطماطم والبطاطس والبصل والأسمدة. بالعودة إلى ما حمله لقاء الفلاحين والمتدخلين، فلولا أن إنشاء محطة تحلية مياه البحر باشتوكة لري أكثر من 10 آلاف هكتار في سهل اشتوكة بعد نضوب سد يوسف بن تاشفين لوقعت الكارثة. كيف تفسرون هذا الوضع المائي الملتبس؟. أكيد أن إنشاء محطة تحلية مياه البحر باشتوكة يعد مكسبا حقيقيا للجهة، إذ ساهم في الحفاظ على استمرارية الإنتاج الفلاحي بالمنطقة على الرغم من توقف التزويد بمياه السقي من السد، وأنه بفضل الترافع والضغط المستمر على الوزارات المعنية تم الاتفاق على إنشاء محطتي تحلية إضافيتين بكل من تيزنيتوتارودانت. فقد عملت وكالة الحوض المائي لسوس ماسة على تحيين المخطّط المديري للتهيئة المندمجة للموارد المائية بحوض سوس الذي اقترحت فيه مجموعة من التدابير والحلول لتجاوز العجز المائي الكبير والمقدر ب 400 مليون متر مكعب، إضافة إلى منحها للرخص الاستثنائية لحفر الآبار، إلى جانب الاهتمام الكبير الذي أولاه المجلس الجهوي لسوس ماسة لقطاع الفلاحة وتدبير الموارد المائية في المخطط الجهوي للتنمية من خلال تخصيص مليار درهم لهذا الشق. وعلى الرغم من هذه الجهود الجماعية، غير أن فلاحي المنطقة ما يزالون يئنون تبعات الجفاف وغلاء الأسعار. و هو ما حدا بهم، خلال اللقاء التواصلي الجهوي، مراعاة الظرفية الحالية بتمديد آجال تسديد الديون المترتبة على الفلاحين وتوفير تسهيلات لأداء مستحقات فواتير الكهرباء، وكذا مراجعة العقدة بين الفلاحين وشركة "أمان سوس" الموزعة لمياه السقي، مؤكدين على ضرورة العمل المشترك لإيجاد صيغة تضمن إدراج صغار الفلاحين المستوفين للشروط ضمن الفئة المستفيدة مجانا من التغطية الصحية الإجبارية عن المرض. بادرتم بمعية شركاء القطاع إلى توسيع رقعة استفادة ضيعات سهل اشتوكة من مياه السّقي عبر محطة تحلية مياه البحر "الدّويرة" في اشتوكة أيت باها. ما مدى نجاعة هذا المشروع المائي أمام الخصاص الكبير في الذهب الأزرق الذي يعيشه مغرب اليوم، خاصة سوس ماسة المؤمّنة لخضر وفواكه البلاد؟ لولا مشروع تحلية مياه البحر بمنطقة "الدّويرة" باشتوكة أيت باها، لتوقفت الفلاحة في سوس ولتعثر توفير الأمن الغذائي الفلاحي للمغاربة. فهذا المشروع يؤمن إلى حدود اليوم نحو 13 ألف هكتار من الضيعات الفلاحية، ونحو 95 ./. من منتجات الحوامض والبواكر. هو مشروع واعد وطموح واستراتيجي كان له الأُر الكبير والوازن. وقد ساهم في توسيع التجربة بإضافة محطة ثانية لتحلية مياه البحر بتيزنيت ستوجه لسقي نحو 10 آلاف هكتار وتأمين الماء الشروب على مستوى تيزنيت وسيدي إفني، على أن دراسة أخرى أنجزت في تارودانت لنفس الغضر من أجل تحيين التهيئة المندمجة لبرنامج السقي بالمنطقة، حيث تبين أن هناك خصاص كبير في هذه المنطقة، وبات من الضروري اللجوء لتحلية ماء البحر لمحاولة التوازن بين العرض والطلب في هذه المنطقة". ما ينبغي التأكيد عليه هو أن محطة تحلية مياه البحر في اشتوكة أنشأت في ظروف غير عادية وصعبة متمثلة في ظرفية كورونا، مع أن تكلفتها باهضة، لكنها حلت إشكالا كبيرا في مياه السقي بتأمين ري أكثر من 13 ألف هكتار اليوم، وتوفير الماء الشروب في أكادير الكبير ، بعد توقف سد يوسف بن تاشفين عن تزويد المنطقة بالماء ونضوبه. وعلى الرغم من أن كلفة تحلية مياه البحر يتم تسويقها للفلاح بسعر خمسة دراهم ونصف للطن، وهي كلفة مرتفعة تتجاوز الضعف عما كان معمولا به في السابق، فإن الفلاح بالمنطقة ليس له خيار، خاصة وأن سهل اشتوكة يعرف بفلحته ذات المردودية العالية والجودة المرتفعة، والتي تؤمن الحوامض والبواكر لأسواق المغرب، وخارجه. وعلى الرغم من ذلك ما يزال الطلب أكثر على توسيع رقعة استهداف الضيعات المسقية، وهو ما يتم العمل عليه لتوسيعه في القريب العاجل. ومع تراجع مخزون المياه الجوفيّة، تقلّصت مساحات الخضر في سوس ماسة من 25 ألف هكتار إلى 20 ألف هكتار بضياع 14 ألف هكتار تقريبا، فيما قلص الإنتاج في قطاع البواكر، وتراجعت المردودية بنسب تتراوح ما بين 35 إلى 40 في المائة.