أعلن في باريس، يوم الخميس، عن الحكومة الجديدة برئاسة رئيس الوزراء الجديد الشاب غابريال أتال، ومن خلال تشكيلتها فقد جاءت حكومة يمينية 8 وزرائها من أصل 14 من اليمين. وكانت المفاجأة الكبرى في التعديل الوزاري هي تعيين السياسية اليمينية المخضرمة رشيدة داتي (من أب مغربي وأم جزائرية)، الحليفة المقربة من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، في منصب وزيرة الثقافة. وعملت داتي وزيرة للعدل في ظل رئاسة نيكولا ساركوزي. اعتبر تعيينها بحسابات سياسية لماكرون لاستمالة اليمين، "مخاطرة"، فداتي محل تحقيق قضائي بشبهة فساد بشأن الرسوم الاستشارية التي تلقتها من التحالف بين شركتي رينو الفرنسية ونيسان اليابانية للسيارات خلال فترة عملها كعضو في البرلمان الأوروبي. وبعد الانتهاء من التحقيق في سبتمبر الماضي، من المقرر أن تصدر النيابة المالية الفرنسية قرارها بشأن ما إذا كانت القضية ستستمر أم لا في الأسابيع المقبلة. أثار تعيين رشيدة داتي في وزارة الثقافة غضب حزب الجمهوريين اليميني الذي أعلن رئيسه إريك سيوتي استبعادها من صفوفه قائلا إنها "وضعت نفسها خارج عائلتنا السياسية". وأضاف سيوتي في بيان "نحن في المعارضة، لذلك نأسف لعواقب اختيارها". وفي منصب وزير الخارجية تم تعيين ستيفان سيجورنيه الأمين العام لحزب الرئيس ماكرون (النهضة)، وهو شخص تقول وسائل إعلام فرنسية بأنه لا خبرة ديبلوماسية له، لكنه مقرب جدا من ماكرون وسبق أن عمل مستشارا له، وكان في "زواج مثلي" سابقا مع رئيس الوزراء أتال. بينما حافظ رئيس الوزراء الجديد على أبرز المناصب الوزارية الأخرى بتأكيد بقاء برونو لومير في الاقتصاد وجيرالد دارمانان في الداخلية وسيباستيان لوكورنو في الدفاع وإريك دوبون-موريتي في العدل. بعدما أصبح أصغر رئيس وزراء لفرنسا وهو في الرابعة والثلاثين، باتت مهمة غابريال أتال الذي تولى سابقا حقيبة التعليم لفترة قصيرة، إعادة الزخم لولاية إيمانويل ماكرون الرئاسية الثانية. وولد غابرييل نيسيم أتال سنة 1989 في مدينة كالمار لعائلة ثرية. وكان والده إيف أتال محاميا ومنتجا سينمائيا، وهو من أصول يهودية تونسية. ووالدته ماري دو كوريس كانت موظفة في شركة إنتاج، وهي مسيحية أرثوذكسية ذات أصول يونانية من سكان مدينة أوديسا في أوكرانيا. وعندما كان شابا، كان على علاقة مع المغنية جويس جوناثان ومنذ 2017 ، قبل أن يعلن عن مثليته عام 2018، ويدخل في عقد زواج مدني مع النائب الأوروبي ستيفان سيجورنيه قبل أن ينفصلا في 2023.